الفصـلُ الثالث عشـَر

108 16 0
                                    






،،






سحبَ ثقل جسده زاحفًا خارجَ حطام السيارة، رأسهُ أثقل من الصخـر، تأذت يدهُ واصابَ بعدَة جروح ليست بتلكَ الخطورة رغم كبرهَا، كلهُ بفضل الوسادة التي تندفع خارج المقود فَور تعرض السائق لحادث،

لكنه ابنتهُ المسكينه لم تنل نصيبًا كافيًا لحمايتهَا،


" يالهِي أستريد، صغيرتِي!! "
ضرب بَاب السيارة المقلوب بعنف لعلهَا تفيق، هي بمنتصف السيَارة والوصول لهَا مستحيل، وان قَرر سحبها فسوف يتمزقُ جسدها تمزيقًا بالزجاج وشظَايا الحَديد المسنُونة،

" أستريد حبًا بالله أفيقِي، أرجوكِ"
صَرخ بملئ صوتهِ ولا يزال يضربُ الباب بعنف، يرتجفُ بعنف، هو مرعوب من أن يصيبهَا مكروه، هي كُل ما يملك،


" كُله بسببي، لا أستطيعُ فقدانها، إلهي ماذا أفعَل"
بكَى بحرقة ينظر حوله كالمجنون،

وبعدهَا قرر أنه سـ يلملم شتَات نفسهِ ويسرعُ لأقرب بشري يصادفهُ ويطلب المساعدة،


سار بسرعَة رغم حالِه المُزرية، يسقط وينهض من جَديد ليسير أسرع، وقلبهُ هناك معها،



،،




" وأنا أفقتُ بتلكَ الأثناء وبحثتُ عنكَ وعندما فقدتُ الأمل قررت أن أعالجَ جرحِي حتى أتكمن من البحثِ عنك جيدًا "
عبسَت بشفتيهَا باستياء تشعرُ بالذنب، رغم أنهُ لم يكن بيدها وان لم تتصرف وفورًا لمَاتت بمكانهَا،


" يشبهُ ذلك الفيلم الذي شاهدنَاهُ سويًا تذكرين؟ "
مسحَ على خُصيلاتها بحنانٍ يبتسمُ بخفة فور أن تسللت ضحكتهَا الخافتة لمسمعه،

" كَيف بامكانك التفكِيرُ هكذا الان؟ "
تنهَدت براحةٍ بالغة وكذب من قَال أنها أفلتتهُ لثانية، هو لم يتغير وهي سعيدة لذلك، لو يعلمُ فقط كم تعني لها هذه اللحظة وكم اشتاقتهُ،


" تبدينَ متعبة، خذِي قسطًا من الراحة وأنا سأستفسرُ عن حالكِ وموعد خروجكِ وأعود اليكِ مجددًا "
مسَح بابهامهِ على خدهَا برفق بعد ان رفعت رأسهَا تنظرُ اليه كـ هرة تائهه تخشَى فقد مالكِها،

" سأعودُ حقًا، أعدكِ "
انخفضَ ليقبلَ جبينها مرةً أخيرَة بعمق جعلهَا تغلق أجفنهَا وتومئ بتفهم لتفلتهُ أخيرًا بتَردد،


هو ساعدها على التَمدد ورفع الغطاء عليها وخرج بعد ذلك بعدمَا أعطاها بسمَة ودودَة قبل خروجهِ،



وبالفعِل ذهبَ لذات الطبيب الذي دلهُ على ابنتهِ والذي يكونُ جونغكوك، واستفسر عن حالتهَا منذُ اتت الى هذه اللحظَة، واخيرًا سأل عن موعدِ خروجها والذي كان لحسنِ حظهِ اليومَ اذا مَا أكمل فحصها واتضح انها بحَال يسمح لها بالخروج بالفعلِ،


" تكونُ والدهـا اذًا "
تبسَم جُونغكوك بشكل طفيف أثناء سيره ناحيَة حُجرتها، سُر قلبه حقًا لأجلها، رغمَ جهله عن أمور كثيرَة الا ان تواجد شخصٍ واحد عَلى الأقل يكفيها لتتحسن خصيصًا أنهُ والدها،

كم من ليلة أتى لتفقدهَا وكانت تتمتم بكَم أفتقدت والدها،

طفلتهُ المسكينَة،

دخلَ عليها وأنهى فحصهَا، كل شيء الى الان ممتاز، تبقى بعضُ تحاليل الدم واشياء تحتاج وقتًا لتُحدد،

بدت نعسَة للغاية وتقاوم فقط حتى ينهِي فحصهَا، خانتهُ ضحكاته الخفيضة عدَة مرات حينما كانت تغفو لثانية ثمَ تفيق، لذلكَ هو قرر تركهَا تحظى بنومٍ هانيء بمَا أنه انتهى،

،،

مَرت الساعاتُ سريعًا وها هي ذا تقف قرب والدِها بفستانٍ بقمة البساطَة بعدمَا كانت اسيرَة ملابسِ المشفى الكئيبَة، ولكن الامر لم يكن كذلك لقلب الطَبيب الضعِيف دومًا أمامهَا،


هي بخير الان وستغَادر مَع والدها، ملاكهُ ستعود من حيثُ اتت،

" اذًا هُو الوداع "
تمتم بنبرتهِ الهادئة وكعادته يخفي كفيه بجيوب معطفهِ الطبي يرمق أستريد ووالدهَا ببسمة ضئيلة،


" وداعًا، جُونغكوك، شكرًا لانك أنقذتَ حياتِي"
انحنت بجذعهَا العلوي تباسمهُ برقةٍ قبل ان تنصرف مع والدهَا،


غابَت شمسُ عينيها عنهُ تعطيه ظهرها، وغربت شمسُ قلبـهِ كذلك،


بهذه البسَاطة التفتت وغادرت مع والدهَا؟، أوليسَت متعلقة بهِ يفعل هو؟،


لا أمل؟ انهَا النهـايَة؟،


" ستظَلينَ حُب الفؤاد دومًا أستريد، لن انساكِ يا من كنتِ جُل مُناي ومبتغَاي"
همَس يراقبُ ظهرهَا وهي تبتعِد وخصيلاتها البنية الطويلة التي تتأرجحُ تزامنًا مع قفزاتهَا الصغيرة وهي تسير،


تبدو سعِيدة، عكسهُ،


ظن أنهُ بَدد الظلمة عنها، لكن اتضحَ أنهُ امتصها عنها، لتُصبحَ به،


الحُب قهوة، حُلو لكن لهُ المرارة، وهو لم يحسب حسَاب ذلك،


















،،













،،
















،،
















تجَاهلوا الأخطَاء الاملائيَة ان وجدت
،،
ڤوتِي يحِلو ★

DARKNEES | JkWhere stories live. Discover now