~<أثاناسيا دي إلجير أوبيليا>~

957 21 21
                                    

~الفصل {1}~

أشرقت شمس الأسبوع الثاني من السنة الدراسية الجديدة، ومع هذا تستطيع أن ترى وبوضوح  ملامح التّجهم والهالات السوداء تحت عينيه، بالرغم من صفاء الجو وعدم وجود أي سحابة تعلو في صفحة السماء إلا أنَّ سحابة داكنة من اليأس والكآبة أحاطت فوق رأسه وهو يمشي في ذلك الممر متجهاً نحو الصف...
واقفاً أمام الباب ينظر إلى اللافتة التي كتب عليها الفئة الثانية المتوسطة، تنهد ببطئ ومدَّ يده إلى مقبض الباب ليفتحه، وعند دخوله رأى العديد من الطلاب خارج مقاعدهم وعلى غير العادة الطالب الذي اعتاد على رؤيته أمام السبورة يفتعل المشاكل، كان هذه المرة جالساً بهدوءٍ تام في مقعدهِ... أغلق الأستاذ"فيلكس" الباب وخطا إلى مكتبه، حيث كلٌّ من طلابه لزم مكانه، ثم بدأ في كلامه بعد أن ألقى التحية:
~ كلنا نعلم أننا لانزال في الأسبوع الثاني من المدرسة، أي هناك فرصة للتغيير نحو الأفضل قبل أن نقع في المشاكل، هذا هو الهدف وراء الامتحان الذي أقمته بالفعل قبل يومين، كنت أريد معرفة من أهمل الدراسة منذ بداية العام ومن بدأ بداية قوية، وللأسف نتائجكم لم تكن مبشرة، لذا أريد منكم وضع هذا الكلام في عين الاعتبار لتشدوا همتكم، فأمامنا عامٌ دراسيٌّ طويل.
آه؛ بالمناسبة... لوكاس!
أليس هناك ما يتوجب عليك قوله قبل بداية الدرس؟؟
تمتم الأستاذ هذه الكلمات بنبرة حازمة في حين كان الصمت يخيم في سماء الصف.
إلا أن ذاك الطالب كان رامياً برأسه في كتاب ، إذ لم يرفعه منذ دخول المعلم، كما لو أنه منهمك في قراءة شيء مهم للغاية أو بالأحرى يتظاهر بذلك، فهو لم يكن يشاجر أحد او يفتعل مشكلة كالعادة، ولكن بعد أن دوى صوت الأستاذ عالياً في أذنيه... <<لوكاس،انهض!!!>>...
انتفض بسرعة ووقف باستعداد وصاح فورا: نعم سيدي أقصد أستاذ..
ابتسم فيلكس ابتسامة ساخرة وقال: نحن بانتظار ما ستقوله...
أزاح لوكاس بنظره في الأرجاء بتذمر ثم خرجت تلك الكلمة بصعوبة من شفتيه وبالكاد قد سمعها من بجانبه.
~أنا آسف...
عاود فيلكس السؤال وقد عقد حاجبيهِ: ~ماذا؟ لم أسمع شيئاً
فارتفع صوته بانزعاج: حسناً أنا آسف... آسف لأني لقنت ايجيكل درساً لأنه يحشر أنفه بما لا بعنيه ويتباهى بدرجاته الكاملة أمامنا،
~هي لوكاس!! توقف!
صرخ الأستاذ بوجهه ليتوقف، فقد تحول اعتذاره إلى تنمر مجددا.
~آاه لا أعلم ما مشكلتك مع ذاك الفتى إنها خامس مرة هذا الأسبوع التي تُرسل بها للمدير بسبب أفعالك، لايبدو أنك ستكون متعاوناً معنا بقية العام... متى ستعقل؟
قام الاستاذ بفرك جبهته ورفع شعره وهو يمسك القلم ليكتب على السبورة، لقد تسبب ذلك بصداع له مجدداً، تنهد ثم قال : أياً يكن فلتجلس بهدوء وإياك أن تعيدها... والآن افتحوا كتبكم بالصفحة__
قاطع كلامه صوت طرقٍ خفيف على الباب،و عندما فُتِح تبين أنها المعلمة ليليان؛ المرشدة النفسية للمدرسة،حيث قالت:
~أوه.. آسفة لمقاطعة الدرس يا أستاذ، لكن واقعا لديَّ اليوم طالبة جديدة قد انتقلت مؤخرا للمدينة لذا هذا هو اليوم الأول لها هنا... هل تسمح لها بالدخول؟؟
ثمَّ ابتسمت برفقٍ قائلةً: ستكون طالبتك ابتداء من اليوم! ~✿
~امم... بالطبع تفضلي يا فتاة...
كانت الطالبة واقفة خلف المعلمة ولكن بعد سماعها لطلب الأستاذ تحركت قدميها لتدخل عتبة الباب وتدنو من الأستاذ الواقف بجانب السبورة..
ودّعت المعلمة ليليان الطالبة وعادت لعملها مغلقة الباب خلفها.
كانت وجوه معظم الطلبة تحدق بإعجاب تام بمدى جمال ورقة الفتاة الجديدة، فاحمرت وجنتاها لتلك النظرات ونظرت للمعلم حيث ابتسم وقال لها: إذاً.. عرفينا بنفسك~

One day I became a princess of school lifeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن