~<حادث مخبر العلوم>~

130 13 14
                                    

~الفصل {9}~

بعد أن جرَّدَ الخريف الأشجار من أوراقها، وأخذت الريح تنثرهم على طول الطرقات والأرصفة، وقد عصفت بشدة في يومٍ كان عادياً من شهر نوفمبر...
تلبدت السماء بغيومها الرمادية التي جرتها الرياح خلفها فحجبت نور الشمس ودِفْأَها، كأنها تُنذرنا بحلول الشتاء.
وهاهو ذا جاء بصوته البارد والمعروف بقسوته ليضرب على نوافذ الصف كما لو أنه يطرق بابه ليدخل، إلا أنه في الحقيقة كان أصوات طرق المطر على زجاج النوافذ وصرير الهواء العاتي الذي يعبث بالأشجار العارية لتتمايل وكأنها ترتعش منه.
هذا ماكان يحدث في الخارج، أما مابين جدران المدرسة فقد كان درس العلوم والأحياء يعطى في الصف الثاني المتوسط، إنه الفصل الخاص ببطلتنا... الذي انتهى وأخيراً بعد طول انتظار وشعورٍ لايوصف من الملل...
إذ ستعتقد أنَّهُ استغرق ألفي سنة من الملل
والتحديق بالكتب لينادي الأستاذ الفتاة الصغيرة عقب رنين الجرس فجأةً فيقول لها:

~أثاناسيا.. لقد حان دورك هذا الأسبوع لإعادة المرفقات التعليمية إلى مكانها في المختبر.. فهلَّا تعيدين هذا المجسم لمكانه؟!

~ها.. بالطبع يا أستاذ!

وفي لحظة إمساكها لما بيد أستاذها أردف متوجهاً بأنظاره إلى طالبٍ آخر وقال:

~هي لوكاس! اِذهب مع زميلتك وساعدها.

~ماذا؟! لم أنا من بين الجميع؟

~رئيس الصف ايجيكل غائب، وأنا وكلتك بهذه المهمة، لذا لا تناقشني واذهب حالاً.


اممم.. دعونا نقف عند هذا المشهد للحظة ونفكر قليلاً، لو نظرنا لحقيقة الأمر، سترون أن أستاذهما تعمَّد جعل لوكاس يرافق أثاناسيا وذلك لتعزيز صلة التواصل بين هذين الفرخين الصغيرين ويقللان من افتعال المشاكل بينها، فلطالما كانت سياسة التواصل بين طلابه مبدأاً لا يتجزأ من مبادئ الأستاذ فيلكس منذ بداية سيرته المهنية •◡•

...

تأفف الولدُ كالعادة وجرَّ قدميه بصعوبة يتبعُ تلك الصغيرة لغرفة المختبر...

~المعذرة لوكاس..

~نعم؟

~هلّا فتحت الباب، فانا أحمل المجسم كما تعلم!

~امم.. هاتي المفتاح...


مدَّ يده ليفتحه وبعد جهدٍ استطاع فتح الباب الحديدي الثقيل، ليقبل الولدان على غرفة المخبر المهجورة منذ فترة بسبب إجازة المسؤولة عنها عن المدرسة.
تقدم لوكاس على الشقراء الواقفة بجانبه ليبحث عن الضوء ويشعله، وحالما أُضيأَت الغرفة وقعت أنظارهما على مكان واسع ومليء بالرفوف المسطر عليها مجسمات ولوحات علمية والعديد من المقاعد والأنابيب للاختبارات العلمية..
مشيا بخطوات حذرة متلفتين بالأرجاء، كانت أثاناسيا مذهولة من كثرة المجسمات واللوحات فيه، ولعلَّ هذا الأمر صعَّب عليها إيجاد مكان فارغ لوضع ماكلفها الأستاذ به..

One day I became a princess of school lifeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن