~الفصل {12}~
الخميس
الواحد والعشرون من نوفمبر
الساعة17:30...
خرجت أثاناسيا وهي تمسك بيد والدها، متوجهَّة إلى حيثما أرشدها أستاذها... إلى بيت لوكاس..
ركبا السيارة وسط تلك الريح الهوجاء، كانت الغيوم مفروشة في محيط السماء الشتوية الباردة...
كان المنزل يبعد مسافة نصف ساعة من القيادة في السيارة، وبعد أن انقضت تلك المدة، توقف سير العجلات أمام منزلٍ صغير في نهاية حيٍّ شعبيٍّ بسيط.
ترجلَّت الطفلة ونزلت إلى الرصيف ترمق بأعينها إلى ذلك المكان كما لو كانت تطرح تساؤلات عديدة..*أهذا... منزل لوكاس؟!*
قرعَ كلود الجرس ليفتح بعد دقائق قليلة ويظهر منها رجلٌ طويل القامة، أبيض الشعر، ومنسدل على أكتافه، بدا عليه أنه واهنٌ بعض الشيء، لكنَّه أردف بشبه ابتسامة مستقبلاً الزائرين..
~أهلاً..كيف يمكنني خدمتكما؟؟
~مرحباً عمِّي..هل أنت وال... أعني هل لوكاس هنا؟! أنا صديقته من المدرسة و─
~أنت أثاناسيا صحيح؟!
~ها؟!..أ..أجل أنا هي.
~جميلة.
~نعم؟
~ كما وصفها ابني تماماً!!
همس هذه الجملة بصوت خافت فلم تستطع سماعه جيَّداً لكنَّه أضاف بسرعة..
~ أنتِ زميلة لوكاس بالمدرسة صحيح؟! حدَّثني عنكِ كثيراً... أهلاً وسهلاً تفضَّلا، هذا الفتى نائمٌ الآن، فقد كان متعباً قليلاً.
~آه.. اههه.. أشكرك على الاستضافة.
لم ينفكّ كلود عن نظراته الحادة نحو ذاك الرجل.. وهو يدخل عتبة الباب، وظلَّ ممسكاً بيديّ صغيرته الجميلة والوحيدة حتى جلسوا على أريكةٍ بنيَّة اللون في صدر المنزل..
~لاتخجلوا.. واعتبروا المنزل منزلكم، سآتي بعد قليل..
خرج من الغرفة وصدى سعاله أخذ يضرب في الأرجاء..
.
.
~أهذا منزل صديقك؟ إنَّه صغير وبسيطٌ....قليلاً.
~أبي!!
.
.
.
دقائق حتى عاد ذاك الرجل ومعه بعض أكواب الكابتشينو، فقام بتوزيعها على الضيفين،
لينظر إلى أثاناسيا مبتسماً، فقد بدا كما لو أنه يتلهف لرؤيتها... من شدة ماسمع عنها..
~عزيزتي أثاناسيا.. ما رأيك بالذهاب وإيقاظ لوكاس
حاولت معهُ كثيراً، إنِّي أوقظه من نصف ساعةٍ ولكنَّه يأبى الاستيقاظ، فلو عَلِمَ أنَّكِ أنتِ من يوقظ فسيستفيقُ بسرعة.. ههه..
~ها؟ أنا؟!
~أجل.. من فضلك! أنتم أتيتم لزيارته صحيح؟ لا ينبغي أن يظلَّ نائماً! غرفته في الطابق الثاني في نهايته.. ستتعرفين عليها فوراً!
~امم.. حسناً..أستأذنكم..
~أثاناسيا لا تتأخري وكوني حذرة!!
~حاضر أبي ~~ساقت بها خطواتها الصغيرة عبر الطابق الثاني باحثةً عن غرفة ذلك النائم، فضربت عينها بغرفةٍ صغيرة في زاوية المنزل وتقعُ في الجهة الغربية له، كان هناك صورة صغيرة على الباب تبدو كأنها رسمة طفلٍ بالخامسة، مكتوبٌ عليها بخطٍّ زُيِّنَ بالألوان..