الحياة تزخر بموجاتها العنيفة والهادئة كالبحر الهائج أو الصَّافي، وذلك تبعاً للظروف من حوله، إنَّها حقيقة لا يمكن نكرانها...
وهنا، نرى طفلين.. مررا بكلتا الحالتين من تدفق المياه في حياتهم، واجها فيها الهَوَجان والصَّفاء، لكن هل لك من مهرب في ظلِّ جَهلِك لاتجاه الرِّياح؟!
فلنسر مع التَّيار؟!
قد يبدو حلَّاً سلميِّاً، لكن..
يبقى السؤال..
إلى أينَ سيسيرُ بنا؟!
أثاناسيا، المعروفة بأنها ملاكٌ في أرض الشياطين الُّدنيا، ذات الرابعة عشر من العمر... اختارت الطريق السهل، وهو البقاء في الجهل أثناء التدفق وسط عواصف الحياة، دون معرفة إلى أين سينتهي السبيل..
لكن هذا عكسُ ما ابتغاه لوكاس،
لم يأبَ الغوص عميقاً، في بحرٍ خالٍ من الأسماك..
لن يبقى ساكناً صامتاً، تجرُّه الأمواج كالقارب بلا ركَّاب...
~ أثاناسيا... أنا لن أبقى جاهلاً عن حولي، هناك ما يجري ولا أفهمه؟
فما علاقة والدي بعمِّك؟! هل لكِ أيُّ فكرة؟
~عمِّي؟! لا..لا أعلم؟
هل والدك يعرفه؟
~أنا.... أخبرني والدي ألَّا اقترب من نسل عائلة أوبيليا بسببه..
~ماذا؟!!
~ لقد قال بأنَّ قد تعرَّض للمذلَّة والإهانة بسببه فيما مضى..
~ وماذنب عائلتي؟
~ لا أدري... هذا ما أسأل عنه، وأنتِ الوحيدُ الذي يمكنني سؤاله..
~لا أدري بالنسبة لأبيك، لكن...
عمِّي...
لطالما كان يستمتع في إذلال النَّاس بسبب سعيهم وراء المال..
لذا... أعتقد أنَّ والدك ضحيَّة لهذا الأمر..
~ عمُّكِ يريد التذكير الناس بفروق المكانة بينهم عندما يهانون من أجل المال، وهو يملكه وينعم فيه، أعرف هذا النوع من الأشخاص..