~<إثبات براءة!>~

265 14 18
                                    

                         

~الفصل {2}~

مرَّ اليوم الأول لصغيرتنا آثي بهدوء بشكل مريب، فتلك المسكينة لم تدرك ماكان يحدث خلف ظهرها، فما إن أقبل صباح اليوم الثَّاني، وتوجَّهت لمدرستها، أحسَّت بشعور غريب، هالة توتر اشتعلت في الأرجاء ما إن خطت من باب المدرسة… كل طلاب صفها القوا نظراتهم المشمئزة عليها، وهي الأخرى بادلتهم نظرات محتارة، لاتدري مايجري ويحول حولها.

مرَّ اليوم الأول لصغيرتنا آثي بهدوء بشكل مريب، فتلك المسكينة لم تدرك ماكان يحدث خلف ظهرها، فما إن أقبل صباح اليوم الثَّاني، وتوجَّهت لمدرستها، أحسَّت بشعور غريب، هالة توتر اشتعلت في الأرجاء ما إن خطت من باب المدرسة… كل طلاب صفها القوا نظراتهم المش...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

وريثما هي تمشي في الممر صادف أن رأت ابنة عمها جينيت، وبدون أي تفكير بما ستقوله نادتها على الحال… ~جينيت!! ~أوه… آثي! ~جينيت ما الذي يحدث هنا؟؟~ماذا تعنين؟ لم أفهم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


وريثما هي تمشي في الممر صادف أن رأت ابنة عمها جينيت، وبدون أي تفكير بما ستقوله نادتها على الحال…
~جينيت!!
~أوه… آثي!
~جينيت ما الذي يحدث هنا؟؟
~ماذا تعنين؟ لم أفهم.
~لما تصرفات الطلبة تجاهي كما لو أنني وحش أو نكرة؟
~متى فعلوا ذلك؟!
~صباح هذا اليوم.
كان صوت الفتاة الصغيرة يتلاشى وهي تقول الجملة الأخيرة لأنها سرعان ما غرقت ببحر أفكارها بصمت تام..
*مهلاً… أيعقل أنهم يعاملوني، بعد معرفتهم بمكانتي، أي لأني من أسرة غنية ؟؟*
لطالما أزعجت هذه الفكرة أثاناسيا وضايقتها، فهذه التصرفات من الطلبة لم تكن جديدة عليها، لقد مرّت بالمثل وأسوء عندما كانت بالابتدائية، تنمر وراء تنمر، في أي مدرسة حلّت بها، وللأسف خشت أن تمر بنفس الحال مجددا هذه السنة.

وصلت الاثنتان للصف بعد أن طغى صمتهما على الأرجاء طول الطريق، رمقت بنظرة سريعة من حولها، فأبصرت على مجموعة من التلاميذ الذين يتهامسون فيما بينهم وهم يرمون بأعين حادة النظرات عليها كالسهام.
سرعان ما رُسِمَ على وجهها عشرات لا بل آلاف التعابير المختلفة..
جلست في مقعدها بوجه أسودَّ بياضه، أما جينيت فأقبلت تحيِّ صديقاتها وتتبادل أطراف الحديث معهم لعلَّها تجد السبب وراء أفعالهم تلك… وبعد برهة صوت عالي رنَّ بأذنيها الرقيقتين
كانت جينيت تقف فوق رأسها وهي بحالة تفاجؤ مما سمعته
~يا إلهي آثي… لقد عرفت سبب اتزعاج الطلاب منك..
~ماذا؟؟ ماذا؟؟
~السبب…  آأ.. إنه… ما فعلته بلوكاس البارحة! 
~أنا؟؟ مالذي فعلته؟؟
~انتشرت شائعات حولك فورا أنك أنت من أرغمه على تبديل المقاعد وعودته للخلف.
~هااا؟؟ ماهذا بحق السماء؟ كيف يقولون ذلك دون أن يتأكدوا !؟ تجهَّم وجهها واغتاظت على الحال من تصرفهم الطفولي ذاك..
~ أنا لا أدري… لكن أريد أن أعرف من قال لهم ذلك؟؟
وكالشرارة… لمعت فكرة برأسها فوراً،
~لوكاس!!
~ماذا؟
~لوكاس من فعلها..
~؟؟؟
~أنا متأكدة، لقد فعل ذلك معي البارحة، فقط ليشوه سمعتي، لا لأنه يريد مساعدتي! 
~ولما قد يفعل هذا؟! حتى وإن كان مشاغباً، هذا لا يعني أنه يقوم بذلك بلا سبب.
~اه.. أعلم.. لكنني سأعلم دافعه لذلك..
*سحقا لهذا! *
ظلت الطفلة المسكينة تحدق لباب الصف طيلة الوقت وضجيج الأفكار والأسئلة التي تسبح في فراغ رأسها كان أعلى من ضجيج الصف بذاته..
تلاشت ضوضاء رأسها وتوقفت عن التوهمات ما إن رأت ذا الأعين الدموية يدنو من الصف..
سارعت بالانتفاض من مقعدها وتوجَّهت نحوه قبل أن يدخل الصف حتّى..
ضربت به عرض حائط بجانب الباب، وصاحت به:
~أيها الوغد!! إذا كنت تعتقد أني لعبة بين يديك فقط لأني طالبة جديدة فأنت مخطئ… لن أسمح لأمثالك بإهانتي بهذه السهولة!
~ها؟؟ هي هي مهلاً… عمَّ تتكلمين يا فتاة؟؟
~ مالذي فعلته لك حتى تحمل هذه الضغينة تجاهي؟؟
~وكيف لي أن أعرف مالم تخبريني ما الذي فعلته؟؟
أجابها بانفعال لأنه احتار مما يجري حوله فجأة.
حينها ابتعدت عنه خطوتين ورفعت رأسها نحوه وعيناها البلوريَّتان تشعان وقد فاضتا بالدموع ، واحمرَّ وجهها الغاضب حابسة لدمعها.
~لوكاس أيها الحقير… لقد تشوهت سمعتي بسببك يقولون أني أجبرتك على تبديل المقاعد لأني غنية وأنت لا.. لماذا أخبرتهم بذلك؟؟
كانت الفتاة الصغيرة تضع يديها على وجهها محاولة ايقاف قطرات اللؤلؤ التي كادت أن تتساقط.. أو بالأحرى تظاهرت بذلك..
إلا أن الفتى الواقف أمامها… ما إن رآها بتلك الحالة حتى صبغ وجهه بحمرة طفيفة واستدار فورا
~تسك.. سحقاً
توجّه بلا سابق إنذار وقد أفلت منها ليدخل مسرعاً، ظنت أثاناسيا أنه يتهرب، فلحقت به بسرعة ونادته، لكنها تجمّدت مكانها عند باب الصف حين رأته يقف أمام السبورة ويرمق الطلاب بنظرات حادة، ليقول فجأة:
~هي أنتم!!
ولكن تلاشى صوته بين بقية الأصوات المتعالية في محيط الصف
~أنتم.. اسمعوني قليلا!!
بدأت نبرته ترتفع أكثر فأكثر بلا جدوى..
لم يجد من طريقة أخرى سوا أن يصب جامح غضبه بضربه للطاولة.  {حرام شو دخلها[-~-]..}
~اللعنة!!  انصتوا إلي لثانية!!!
حينها هبَّت رياح الصمت، فتجمد الكل خوفا من الزئير الذي ضرب على مسامعهم فجأة..
عدّل لوكاس من نبرته وبادر بسؤالهم على الحال:
~من المسؤول عن الشائعات حول أثاناسيا؟؟
أتاه الجواب من إحدى الطالبات بعد صمت لبرهة..
~ولكن... أليست صحيحة؟؟ كلنا نعرف أنك معاقب بجلوسك هناك إذاً لما تبدله فجأة؟؟ لا أعتقد أن الأمر برغبتك.
أدار لوكاس وجهه بعيدا وضحك ضحكة ساخرة وتمتم:
~ومنذ متى كنتم تدافعون عني؟؟
ثم أعاد النظر نحوهم وأخبرهم بما جرى بالفعل:
~حسناً… ذلك كان برغبتي بالفعل… وبالطبع منطقياً سأبادر إلى ذلك أولاً كوني معاقب، وثانياً لأني__
~هي… وكيف ستقنعنا أنها لم تجبرك أو تهددك لتدافع عنها؟
~أنا لم أنهي كلامي بعد!!  وهل تظنني سهل المنال وضعيفا لمجرد تهديد فتاة لي؟؟!
في الواقع سمعت أنَّ لديها ضعف ببصرها.
لكن قاطعه الطالب نفسه مجددا ليبدي رأيه الساخر: 
~مهلاً… مع كل تلك الأعين الجميلة… وهناك علّة بها {يب من الحسد[•◡•]..}
~وأنت مع كل تلك الرأس الكبيرة، ودماغك فارغة تماماً!!!
دوى صوته الغاضب في أنفسهم كالعاصفة الهوجاء، لذا لم يعترضه أحد بعد ذلك.
أما آثي الصغيرة فاستمعت لكلِّ كلمة قالها دفاعاً عنها، وهي شاردة في أفكارها.
تفكر بما قاله ايجيكل عنه البارحة… وهل ظلمته حين وضعت أصابع الاتّهام عليه فورا؟ هو لا يبدو بذاك السوء والشر الذي رافق ذكره على لسان كل من تكلم عنه…
فجأة قُطعت سلسلة أفكارها صوت مألوف من خلفها
التفتت حالاً لتتفاجأ أنه الأستاذ فيلكس
*اييه!!؟ الأستاذ؟! لقد وصل بالفعل! *
~أثاناسيا ماذا تفعلين عند الباب؟؟
~آه..أ..أنا، لا لاشيء يا أستاذ.. آسفة.
تسللت بسرعة للداخل.
رأى فيلكس عند دخوله وراءها لوكاس وهو يقف خارج مقعده عكس الباقي..
~لوكاس ما الذي يحدث معك؟؟!
~اييه؟؟ متى وصلت؟
~متى وصلت؟ أهذا سؤال تطرحه على معلمك
أسرع لمقعده بسرعة قبل أن تتم معاقبته مرة أخرى.
~حقاً يا فتى، متى سوف تعقل، أنسيت ما وعدت به البارحة بهذه السرعة؟

بدأ الدرس بالفعل، ولم يتسنّى للفتاة الجميلة آثي أن تعتذر للوكاس وتشكره على موقفه معها في حين ظُلمِها هي له..
بعد انتهاء الحصة، التفَّ بعض الفتيات حول أثاناسيا وهي توظِّب حقيبتها. رفعت رأسها نحوهم… إنهنَّ الفتيات ذاتهن، تهامسوا عنها عند دخول الصف ولم ينظروا لها بنظرات لطيفة..
لكن الآن بدا على محياهن تعابير مختلفة، بادرت إحداهن بالقول:
~أثاناسيا نحن… نحن نعتذر مما فعلناه، لم نعرفك بعد جيداً، لذا لم نظن أنك فتاة جيدة، في الواقع أسأنا الظن بك، لذا كتعبير منا عن أسفنا نودُّ دعوتك للعب معنا في حصة الرياضة غداً.
~آه… أشكركم.. لكني لا أجيد الرياضة جيدا
إجابتها لم تكن بأي تعبير، لذا لم تبدو متحمسة للفكرة، عكس الفتاة التي ردَّت عليها فورا بحماس:
~لا بأس… على أية حال نحن ستلعب كرة المضرب، وجينيت ماهرة جدّاً بها… ستتعلميها معنا، ما قولك؟؟
~حسنا.. سأرى بحلول الغد…
غادرت الفتيات وبقت آثي تحوم بأفكارها لوهلة صغيرة وتتذكر ما الذي حدث معها هذا الصباح بلمح البصر..
وفجأة ارتسمت ابتسامة صغيرة رقيقة وخجولة على وجهها الوردي الجميل.. ✿

نهاية الفصل الثاني!  ^^

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

نهاية الفصل الثاني!  ^^

شكراً للقراءة♡هل أعجبكم؟ ✿~

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

شكراً للقراءة♡
هل أعجبكم؟ ✿~

One day I became a princess of school lifeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن