~الفصل{10}~
مرَّت ساعةٌ على غياب الأستاذ...
في تلك الأثناء كان الصفُّ يعجُّ بالفوضى بسبب ثرثرة الطلاب فيما بينهم، بينما جلست ذات الأعين الزرقاء السماوية تحدِّق في الفراغ وتفكر ليقطع سلسلة أفكارها دخول الأستاذ عائداً إليهم، خطا نحو مكتبه وراح يرمق الطلَّاب بأنظاره الَّذين أطبقوا صامتين عقب إغلاقة الباب بهدوء..
كان يعرف أنهم على درايةٍ بما جرى، خصوصاً أن لوكاس باتَ في محطِّ أنظار الجميع عندما كان محمولاً على ظهر أستاذه طيلة الممر.
~ حسناً... جئت لأعلمكم أن زميلكم لوكاس سيتغيب لفترةٍ عن المدرسة بسبب إصابته في قدمه اليمنى وتعرضها للكسر...~ياللهول!! كم أنتِ قويَّةٌ يا أثاناسيا!! ~
سرعان ما انطلق صوتٌ منفعلٌ من إحدى الجالسين من الطلبة معبراً عن ذهوله بسخريةٍ شديدة، فطرق الأستاذ بيده على الطاولة لإسكات ضحكات الباقي على كلام ذاك الفتى.~لا بأس آثي! سيكون الأمر على مايرام! لا تردِّي عليهم!
~أنا بخيرٍ جينيت، إنما بعض الذنب يراودني لا أكثر!
◦◦◦
°◦◎________♧________◎◦°
انقضى اليوم بسرعةٍ على غير العادة، ومع رنين الجرس، انطلق الطلَّاب إلى منازلهم بسرعة، فمازالت تُمطِرُ مطراً غزيراً كانصباب الشلالات.
~ياه! إنها تمطر بغزارة!
~امم..
~ألديكِ مظلةٌ يا أثاناسيا؟!
~كلَّا..لم أعتقد بأنَّ الجوَّ سيتحول لهذا مع حلول الظهيرة!
وفي أثناء تبادل تلك الكلمات بين الصغيرتين شيءٌ ما وقف عند حدود باب المدرسة،كانت سيارةً سوداء ضخمة، وبعد ثوانٍ معدودة من وقوفها ترجَّل منها شخصٌ فاتِحاً بابها الأمامي.كان كلود! والدُ أثاناسيا، بمعطفة الأسود.. ووشاحهِ المخمليِّ، أمسك مظلته وفتحها على اتساعها، ليمرَّ بين الطلَّاب الذين وقفوا مدهوشين بعض الشيء، كان يبدو في هيئة زعيم عصابةٍ ما، حتى أنَّ البعض تنحَّى جانباً، وابتعد مسرعاً بسبب هالة الرهبة التي أحاطت به..
أوقف سير خطواته على الأرض المبتلَّة عندما أصبح قبال الفتاتين.
~أوه.. مرحباً عمِّي!✿
~مرحباً جينيت..
تحركت الجوهرتان داخل عينيه لتقعان على ابنته... أثاناسيا! التي تجهَّم وجهها وألصقته بالأرض عقب رؤيتها له ، فأمال مظلته لتدنو من رأسها.
~خذي..
رفعت آثي بأنظارها وملامحها تشير بكونها تتكتم عن شيءٍ ما..
~آه.. شكراً... احم، ليست من عادتك أن تأتي لتحضر شيء ما لي.. إنها أمي صح؟ حتى تعابير وجهك تقول ذلك.
نَظْرَتُها له باستخفاف لم تقيد الكلمات في فمه إنما شدَّتها لتخرج فوراً فقال متأففاً ومتذمراً:
~عجباً أمُّكِ تقلقُ للغاية! اتصلت بي وأنا في العمل عشر مرات، وأبت أن تتوقف حتى أذهب لمدرستك وأعطيكِ المظلة!!
( "تقلق كثيراً؟!" الدنيا دوارة يا كلود! /[>-<'/]..)أمال بأنظاره لابنة أخيه وأردف لها:
~جينيت.. ماذا عنك؟! يبدو أن الحال نفسها معك!
~اهههه.. أجل لم أحضر مظلتي كذلك! لكن لا بأس والدي سيأتي لإحضاري على أيةِ حال!
~متأكدة لن تحتاجي لتوصيلة؟!
~نعم عمِّي!! أشكرك..ودَّعت الفتاة الصغيرة قريبتها ولحِقَتْ بوالدها لتركب بالجهة الخلفية من السيارة، نوعٌ من التهرُّب عن أسئلة المدرسة إن صحَّ التعبير! ><
ساد جوٌّ من الصمت الخفيف مترافقاً معهُ أصوات المطر المتساقط على سقف السيارة، عبر النافذة المظلمة، لاحت قطرات المياه المتسابقة بالنزول عليها، مما جعل الفتاة الجالسة بهدوء تنجذب لذلك المنظر وتنتشي به، فأخذ الوقت يمرُّ بسرعة، ليأتي صوت والدها ويدخل عبر مسامعها ويوقظها من نشوتها تلك..
~كيف كانت مدرستك؟
~آه؟!..اممم... بخير.
~ولِمَ الارتباك؟! هل حدث ش_
~لا لا!! لم يحدث شيء خطير! إنما...
~إنما؟!
~......
خلال هذه الثواني القليلة التي نشأت فيها محادثة صغيرة، أدركت آثي أنه كاد أن يقضى عليها، فأردفت مبتسمة وقد أمالت رأسها ناحية اليمين وهتفت:
~ههه.. حسناً سأخبرك! لكن حين نصل منزلنا!
~لكي تحتمي بوالدتك صحيح؟!
~امم.. ليس تماماً!... لكن... نعم ربما TT..
لزم الأبُ صمته البارد المعتاد وعاد الهدوء طاغياً على المكان، نظر لها من خلال المرآة الأمامية.. فكانت ككتلة براءة نزلت من السماء وتنظر من نافذتها الصغيرة، لكن في واقع الأمر كانت تحاول تجنُّب عيون والدها! >~<
فأعاد نظره للأمام، وانتظر عودتهم ليعرف ماهو هذا الشيء الذي مرَّت به ابنته، وباتت الأفكار تسرح وتجول في خاطره.. ظنَّاً بأنها تعرضت للتنمر من جديد.
.
.
.
يتبع..※ نهاية الفصل العاشر↺ツ...
※ مارأيكم؟ أتمنى أن يعجبكم ^^♡...
.
.
.
♡☜ أخبروني...● لوكنتِ مكان أثاناسيا.. هل تفضلين إخبار :
⇐أمك~
⇐والدك~
⇐كليهما~
⇐سأتكتَّمُ عن الأمر~ ['•-•]'.