~من؟!
~هناك.. بين الناس هناك! لقد رأيتُ أثا.. رأيت ابنة عمِّك.. ماذا لو كانت تنتظرك؟!
~لا أعتقد هذا.. ربَّما هذا وهم…
~ماذا؟ كلَّا.. شعرها الأشقر بإمكاني تمييزهُ ولو على بعدِ ميل..
~حسناً، إنَّه بسبب الفرق بين ضغط السماء والأرض.. ألم تقل هذا مسبقاً لي؟!
~……
*لكن.. أنا قد رأيتها بالفعل؟!*
نظرتها الَّتي باتت كالتائهة في الفراغ… عيونها الذابلة الباهتة.. ما الَّذي أصابها خلال هذا الوقت؟!
لكن..
قد تكون جينيت على حق… فلهفتي للقياها، قد تجعلني أخال رؤيتها ما إن حطَّت أقدامي في أرضِها..
~لوكاس.. أنا بخيرٍ الآن.. دعنا نذهب!
~آه؟! حسناً، تعالي..
وصل الاثنان لفندقٍ سبق وحجزا فيه غُرفاً ليقيما فيهِ ليلة سفرهما… فاستقبلهما أحدُ الموظفين، ليسير بهما حيث تتواجد إقامتمها.
~هذا هي غرفة الآنسة جينيت.. سأرشد الشاب لمكان غرفته أيضاً، أنتم ستمكثون في هذا الفندق ليلة واحدة صح؟!
~نعم.. أشكرك… فنحنُ سنغادر للسكن الداخلي غداً، فهو أقرب للجامعة من هنا..
~إذاً.. فلتهنؤا بليلةٍ مريحة.. ولتتفضل معي سيدي..
~حسناً.... أراكِ لاحقاً جينيت..
~ليلة سعيدة! ^^
لم تكن غرفة لوكاس بالبعيدة عن خاصة جينيت، فبالنهاية كلتاهما في الطابق ذاته.. وعندما وصل لوكاس لوجهته، أردف متسائلاً للموظَّفِ قبل رحيله:
~عذراً، هل يوجد متاجر بقالة، أو شيٌ كهذا بالقرب من هنا..
~نعم… فبعد شارعٍ من هنا تتوافر العديد من محلَّات التجارة التي تعمل على مدار الساعة… بإمكانك الحصول على أيِّ ما ترغب من هناك..
~أوه.. شكراً..
ما لبثَ ذاك الشاب أن وضع أغراضه في أرض غرفته، حتى أقبل على الذهاب خارجاً، يتنزه وسط عليلِ النسائم الليلية العذبة، في وجهتهِ نحو البقالة لشراء العصائر لهُ ولجينيت..
*في التفكير بالأمر، عادةً ما تلتقي كلا من جينيت وأثاناسيا إذا ما افترقا لمدَّة بلهفةٍ وشوق.. فكيف لهما ألا يتواجدا بعد فراق عدَّة سنوات؟!*