الخامس من ديسمبر
مقهى السيدة السوداء
كان يوما غريبا،، بل كان يوما مدهشا،،
لم تشعر فيه انها مظلمة و لم تحس انها غائبة عن العالمكان الوقت يقترب لمنتصف الليل حين كانت تتجه للمقهى،،
لم تكن من عداتها، ان تزور المقهى في هذا الوقت،، لكن شعور قوي داخلها امرها بالمجيء
لم يكن سارق قلبها يأتي للمقهى الا صباحا حين يكون البشر نيام،،،
لعلها ارادت ان تعرف كيف يكون المقهى دون التطلع لمقابلته و لا اتأمل بمجيئه،،
لكن من تخدع هي تمشي و طريقها يطول مع كل خطوة تمشيها،،،
مع كل نفس تأخذه تنتظر ان يظهر من مكان لا علم لها بهتريد ان يفاجأها،،
تريدان يصدمها،،
تريد ان يخذلها،،بل تريد ان يحبها،،، كيف تصارحه انها كاتبة اعتادت وساوسها حتى صارت لا تستصيغها،،
انثى كالبدرِ ليلاً،، لا تظهر الا في اللايالي الحالكة،،،
مع اقترب منتصف اليل كانت هي تقترب من القهى،،،
و من العجيب انه كان مفتوح في هذه الساعة!،،،
حين دخلت لم تجد احد،، غير انثى اعتادت ان تراها في ذلك المكان،،
كانت شاردة في ما يبدو انه الوداع لها،،لم تخفى عنها تلك الدمعة و النظرة التي تحاول اخفائها بأقصى جهدها،،،
انثى عاشقة،، هذا ما فكرت فيه،، فلا انسة هنا لن تكون مبتأسة الا اذ كان شخص ما حطم احساسها،،،
قبل ان تصل لطاولتها المعتادة،، جاءتها النادلة و في يدها ظرف غريب الشكل،،
وقفت امامها و في عينيها الطيبتان غموض ما
قالت و في صوتها بشاشة و رنة حنان«السيد الذي تُجَالسِنه يعطيكي هذه الرسالة »
يا تاره ماقد يكون مظمونها و لما قد يعطيها لنادلة بدل ان يضعها على طاولة كعادتهما،،
ارتجف قلبها انها كاتبة و تعرف كيف يودع الابطال احبتهم،،
امسكت الظرف بيد مرتجفة و قالت ببحة لم يستصغها لسانها،،
«متى؟» متى قرر انه لن يراها مجددا
ابتسمت النديلة و على تلك النبرة اكملت حديثها«قبل خمسة دقائق» ابتعدت تعود لمضجعها بينما الاخرى سارعة تفتح الظرف
و لم يكن امامها سوى ما كانت خائفة من حدوثيه،، انه يودعها ايها السادة
و وداعه ابدي لا رجعة فيه« الى سيدة القلم،،
الانثى التي شغلت فكري،،،قد لا ترين هذا الوجه المبتئس مجددا فقد تعب من الحياة،،قد تصبحين انثى بقضية سيدتي تعيشين على بعض ذكريات جمعتنا،،لن استطيع قول اني قد القاكي يوما فوداعي محتوم عليه بالاعدام،،روحي حين تصلكي هذه الرسالة ستكون بين سابع سماوات،،
انا ذاهب لالقى ذلك العجوز المسكين،،لقد اشتقت له و لتأمل ملامحه.،لن اكذب عليكي سيدتي،،
لكن امي لا تفارق جفوني،،
انها تصلي كل ليلة في قبرها كي اذهب لها،،
YOU ARE READING
شتاء هادء| hiver calme ✔
Randomلم تكن مجرد حياة كانت اتعس من كابوس دنيء نــبــذة: «يقال ان الكتابة نوع من الفضفضة،لكني ارها نوع من التعري،فنحن سيدي نتجرد من كل خصوصية فكارنا و نكتبها بقلم اسود على ورقة جرداء حملت همومنا لوقت طويل جدا و لا ادري انحن المشكلة ام العالم هو مشكلتنا؟...