♕13♕

11 4 0
                                    

حين تشعر ان الحياة تنقلب عليك و تريد ان تتمرغ في التراب و تشعر بكل بئسها،،

حين تكون حاوية قمامة الحياة و منفضة بئسها ستجعلك تريد ان تقتل نفسك بخيط صنارة،،

لهذا لم استغرب حين جاء طيف ابي في المنام،، فصار يعاتبني على انهزامي،،
انهزامي لملذات الحياة ملذات انثى جاءت تطرق بابي حتى صرت لا افكر الا فيها ليل نهار

صرت لا افكر في بئسي كما افكر في تلك الغريبة التي تجعلك تحزن و انت سعيد،،،

حتى اني فكرة، لما احزن من شيء ذهب و لن يعود، لماذا اضيع حياتي في شيء لا اساس له؟..

لما اوقفت حياتي حين مات والدي فتبعه اخي؟ لما انا متفرد بهذه الطريقة؟،،

لم اذهب اليوم للمقهى و فضلة التجول في انحاء المدينة الباردة مشيا على الاقدام، اطالع بيوتها المبللة و رائحة التراب الرطب يضرب حواسي،،

كان يوما غريبا من بدايته،،
و لعله هذا دفعني لزيارة حديقة كنت اتردد لها من حين لاخرى في صغري،،

حديقة حملت من الذكريات ما حمله بيتي،، كنت مستمتعا بحقيقة وحدتي في هذا المكان،،

و رحت افكر بسيدة القلم، اتساءل هل ستائتي اليوم للمقهى؟،، و ما ستكون ردت فعلها حين لا تجدني،، هل ستجلس في مكانها القديم ام تتوجه لطاولتي تستذكر احديثنا الفائتة؟

جلست على كرسي في الحديقة و حدقت في بركة المياه المتسخة بطين مبلل،،
قد نكون اليوم في ثالث يوم من ايام ديسمبر،، و رغم قساوة الشتاء الا انني جالس ها هنا متوحدا متوجسا، لا فكرة لي سوى صدى كلمات والدي،، و تذكر احاديث سيدة ادقنت اللعب بالكلمات،

«لا سعادة في الحب و لا حبا يصنع سعادة » كلمات من شخص مجهول جعلني ارفع رأسي

و اذ بها عجوزة في اواخر عمرها،، مبللة و في يدها باقة من الورد الابيض،،
جلست جواري تبتسم بطريقة دافئة

لا احد يخرج في هذا الوقت و في هذه الامطار ليقتني باقة ورد و بيضاء اللون،،
من الواضحي انها ذاهبة للمقبرة،،
قد تزور زوجها او ابنها،،،

«و ما ادراكي انه الحب؟... » سألتها اراوغ في كلماتي

ابتسمت تمسك باقة الورد تضعها على الكرسي بيننا لتقول بصوت خرج عتيقا قديما صدءا،،

«انها العيون ولدي،،انها اصدق من كلام يبوح به الفم » لعل ما عاشته جعلها تتحدث بهذه الطريقة

لكني لست بمحب و لست بعاشق،، ان مستعبد فكريا فقط من سيدة تأخذ حل تفكيري،،،

«لعلكي سيدتي مخطئة فلست رجل يمكنه ان يحب،،ان رجل اكسر فقط و الحب ليس له عنوان في قموسي »

ادري اني لم اكن احب سيدة القلم،،
لاني ان احببتها ما كنت قد تأثرة بكلام والدي،،

«ربما لم تعرف بعد،،لكن دعني اخبرك شيء،،انا ذاهبة الان في اخر عمري لقبري زوجي،،ذلك الرجل الذي وهبني السعادة،،ساذهب اطل عليه احدثه ان موعد التقاينا قريب،، الموت يا ولدي وحش لا يعرف كبيرا و لا صغيرا لا يعرف مسنا و لا طفل،،يأتي في اوقات لن تتخيلها ستعرف لاحقا ان السعادة كانت مجرد خطوة،لكن طيف التردد منعنا،،نحن نعيش في وهم من الرفض مما يمنع سيرنا » حدثتني بذلك الصوت

لم ادري اكانت تشفيني من طيف ابي ام انها تواسيني في تفكيري؟...

لكن ما عرفته ان هذه المرأة التي عاشة من الزمن ما جعلها  تفهم ما في داخلي من احاسيس جعلني بجدية افكر فيما انا فيه و ما انا مقبل عليه

ربما في النهاية مهم كان الحياة  سيئة تبقى عادلة لنا،، مهما كانت حزينة و مهما كانت ظالمة يبقى طريقها واضح،، و هو الموت،،

هل ستكون سيدة القلم كهذه العجوزة تزور قبري بباقة زهور بيضاء و تبكي عند شاهدي؟...

لا اريد شيء منكي سيدتي،، فنهاري حالك و نجومي عابسة،، و قربي سيهلككي و يستنزفكي،،

انا مشرد حزين،، مكتوب علي الانتهاء،،
و مهما كانت الحياة ترمي لي من سعادة
سأبقى دوما ذلك الرجل الحزين الذي يريد الموت

لعل الموت هو منقذنا.....

شعرت بشيء يوضع على قدمي،، و اذ بها العجوزة تضع وردة بين جيوب حزني
تدعني لقنوطي وحيدا بين احلام منسية
و دروب مظلمة،،

حملت الوردة اطالعها،،

لم تكن مجرد حياة،،،

Ň. Ϻ

شتاء هادء| hiver calme ✔Where stories live. Discover now