ما من سعادة في ارض الهم..
كل شيء فيه مزيف... ما من بسمة في ارض القحط و الخمول....كنت تائها كغيري من الايام.. كنت حزين كاكل الاحلام...
رحل...
رحل و ترك كاتبه....لم يعد موجود... اختفت صورته المثالية ذهب هدوء الاخاذ.. رحلة الوانه معه..
مات العجوز الحزين.. مات و ترك كتابه على طاولته..
دخلت حينها بكل هدوء و بطئ كأني ادري خطيئة شعوري السابق...
اتراها الحياة تحاول تمريغي بأبشع اسليبها....
كان كتابه حينها على الطاولة و فوقه دخان بخور يتصاعد....
اترى الحياة كانت تلقي لي اشرات بضياعه و رحيله....
كانت كل الدلائل تشير لذهابه. اكنت اعمى لانسى حقارة العالم... اكنت واثقا الا تجرب خبثها في غيرها...
نسيت انها عمياء لا تبصر صغير و لا كبيرا..... نسيت ان الموت كالرمش تقفله يختفي...
كانت كحاصدة الارواح... بل كانت كملك الموت.... من يتراه التالي في قائمتها... انا؟.. ام صاحبة القلم؟...
اهذا سبب اخرى يمنعها الان عني؟.. هل هذه طريقة الحياة لتذكرني من انا؟...
هل نسيت كيف اني وحيد في ارض ليست لي؟.. و في معركة لم اكن المنتصر فيها!...
اكنت معميا و مغيبا و غبيا الى هذا الحد..
حتى مرارة القهوة لم تطفئ تقلباتي احزاني داخلي.....
كان المقهى في حالة سكون و صمت مريب... لم تدندن الموسيقى الهادئة مسامعنا اليوم....
لم يسقط المطر يسمعنا سنفونيته.... لم ينزل الثلج يخرج مكائده.... بل حل الضباب اماكنهم... اخذا الغيم مهامهم...
تطلعت عيوني لها حيث تطالع طاولته بنوع من الحزن....
اتراكي سيدتي تدركين ما عناه ذلك الرجل؟...
اترى كاتبة مثلكي تفقه اقوام الجمل؟... كيف لمخلوق مثلكي الا يعرف ما تكنه الحروف....
هل كاتبة تكتب عن الحب و الحياة تدري ما مرى به من وجع و قنوط؟....
تساءلت اجل.. فهل من مجيب؟....
كم بقي لديسمبر؟....
اسبوع؟.... شهر؟...
لست ادري حقيقة لكني اعرف انه اقترب.. اقترب اكثر من الازم...
ذلك الشهر حيث المكائد تنصب و المشاكل تولد و الاحباء يتقابلون ذلك الحلم حيث الالوان تختفي و الاطفال يسعادون..... ذلك الشهر حيث الاشجار تقطع و الاطيور تغرد...
تنبهت حواسي لحركة ممشوقة القوام تتقدم لي....
لم اتخيل جرأتها بجلوسها معي... باعدت الكرسي تلفه لتجلس عليه.. و في يدها كتاب لمحته و كوب قهوتها الكبير....
لم تسعني الكلمات لانطق لذا رمقتها بهدوء ارتشف قهوتي....
اتت صاحبة القلم لبأسها بقدميها...
«لا تمانع جلوسي!؟» سألت و كان في صوتها تلك النغمة لاخاذة
دوختني نبرتها لا بل قتلتني.. من اي مكان احضرتي صوتكي سيدتي؟... فافيه شيء من حروب الحياة..
«هاقد جلستي فما يفيد امتناعي؟ » قربت كوب القهوة من فمي اجيبها..
لم اكن يوم قد اظن ان معمعة الرسائل قد تتوقف بيننا لتتحول لكلمات.
«ارى انك لا تمانع » و تجيدين الكلام ايضا!.. ما بقي لم تجربيه؟..
«و قد صدقتي » تمتمت بها لعلها تسمعها..
«اذا يا صحبة القلم ما قد يأتيكي الي؟» سألتها احاول تقليص كلماتنا...
اترها تدري اني لا اريد قربها و لا مشاعرها؟... ام تراها تدري اني بدأت اقع في شباك العيبها؟....
اني في النهاية رجل وحيد لا صديق لروحيه و لا انيس فهل تحاول اقتحام خلوتي لتبعدني عن مبادئي المترسخة؟..«ظننت اني قد اوقف حرب داخلي قد تشكلة » تمتمت بصوتها الجميل الحلوي.
«و هل توقفت؟» سألت ارتشف من مرارة ايامي... هل كان هذا السؤال لها حينها ام لي.. لاني صراحة صرت لا افرق بين واقعي و خيالي..
«بل زدتها لتصير حروبا » و هل يخفى عن العين القمر... من يأتي للجحيم و ينتظر الهناء..
«كان خطأكي » من قال اني لطيف معهم لم انسى ان البشر كانوا لي يوما عدوا....
«ليس كل خطأ اثما... بعض الخطاي مباركة » تتلاعب بالكلمات كأنها صانعتها..
«و هل كانت خطيئتكي مباركة سيدتي؟» سؤال يليه سؤال.. لم اظن اني ساجد متعتي معها...
« بل كانت اكثر من مباركة...كانت مقدسة » هل في كلماتها ذهب يتصبب من شفتيها ام خيالي يقود احلامي للهاوية
«ليس كل ما يقدس عظيم..بعضها ارخص من ان تلتفت اليها » لم تكن انثى غبية و هذا ما عرفته..
«اني اعقل من تقديس شيء رخيص سيدي...اني اقدس كل شيء مستحيلا » حينها فقط قامت من موضعها تطالعني بتسامتها لانثوية الرزينة...
طالعت الكتاب بيدها لتمده لي... حطت يدها جانبي لتضعه..
«رأيك يهمني » استدارت تخرج من عتبة الباب تتركني في دهشتي..
هل كان لموت ذلك العجوز تأثير على مجريات القدر؟...
Ň. Ϻ
![](https://img.wattpad.com/cover/324265911-288-k718208.jpg)
YOU ARE READING
شتاء هادء| hiver calme ✔
Chick-Litلم تكن مجرد حياة كانت اتعس من كابوس دنيء نــبــذة: «يقال ان الكتابة نوع من الفضفضة،لكني ارها نوع من التعري،فنحن سيدي نتجرد من كل خصوصية فكارنا و نكتبها بقلم اسود على ورقة جرداء حملت همومنا لوقت طويل جدا و لا ادري انحن المشكلة ام العالم هو مشكلتنا؟...