5

252 22 0
                                    

في المساء وقت العشاء

كانت جودي تحاول أن تتذكر أي شيء عن طفولتها ،ولكن لم تستطيع أن  تتذكر فحاولت أن تسأل ولدها

_بابا ممكن اسألك سؤال..؟!

_ اه اتفضلي.

شعرت  بقلق لأنها سألت هذا السؤال من قبل و تعرف نهاية الحديث ولكن لابد من المحاولة : بابا هو إحنا ليه مش بنروح القاهرة قصدي مش إحنا لينا شركة و شقة فيها  ليه عمرنا ما روحنا هناك..؟!

أحمد بغضب طفيف:هو مش أنا قولت قبل كده السؤال ده ميتسألش تاني.

_ لا أنا عايزه أعرف أنا مش هفضل طول عمري مش عارفة اي حاجة عن حياتي في القاهرة...؟!

_أنتِ كنتي صغيرة و إحنا بنعزل يعني مالكيش حياة هناك.

شعرت جودي ببعض من الغضب و الحزن :لا ليا
ليه ذكريات عن ماما أنا مش فكرها في سنة  من عمري معرفش عنها حاجة ،حتي موت ماما أنتَ مش راضي تقوله إيه السبب اللي خالنا نعزل ايه السبب اللي خاله ماما تموت في إيه مخبيه عني.

أحمد بغضب و صوت عالي : أنتِ مش لزم تعرفي حاجة مش مهم تعرفي مامتك ماتت أزي مش مهم تعرفي حياتك كانت عاملة أزي ؛ و أكمل بدون قصد المهم أحميكي و مخليش حد يئزيكي تاني

حاولت  أن تمنع نفسها من البكاء ولكن عينيها تفضحان دموعها :تحميني من أيه ......عايز تحميني من أيه.

بعد أن أستوعب أحمد ما قاله و أكمل بقلق: مفيش حاجة مفيش حاجة أحميكي منها.

شعرت أن ولدها يخفي سر: لا  أنتَ قولت لزم احميكي و مخليش حد يئزيكي تاني هو انتَ مخبي عليا أيه.

حاول أحمد الهروب من نظرات ابنته:هكون مخبي عليكي أيه يعني و بعدين يا أنسة جودي أنا مش مجرم عاملة تحققي معه و ملكيش حق تعرفي إي حاجة غير اللي أنا بقوله و خلاص و قفلي الموضوع ده نهائي.

_لا الموضوع منتهاش.

أحمد بصوت عالي : طلما أنا قولت الموضوع اتقفل يعني اتقفل فاهمه و عشان صوتك العالي ده أنتِ مش هتخرجي من برة البيت ده لمدة شهر و يلا روحي على أوضك.

_بس

_مفيش بس يلا روحي على أوضتك

ذهبت الي غرفتها و هي  تشعر بالغضب الشديد
،ثم ذهبت مسرعة الي الدرج و أمسكت علبة الدواء ولكن فجأة سقطت علبة الدواء و أغمى عليها
_________________________________
في الصباح

كانت جودي تعد الإفطار و كان كل شيء مثالي على منضدة الطعام.
خرج أحمد من غرفته ،ووجد ابنته تضع الطعام على المنضدة.
لاحظت وقف ولدها ثم ذهبت أليه و هي تخفض رأسها في الارض
_أنا عارف إن سؤالي إمبارح زعلك مني أنا أسفة مكنتش اقصد ازعلك مني و أنا عارفه ؛إن سؤالي فكرك بماما الله يرحمها أنا أسفة مش هسألك السؤال ده تاني.

أنقذني من نفسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن