البارت 20

138 13 10
                                    


يجلس في أحد المطاعم شاردًا و هو يقوم بتحريك الشواكة في طبق المعكرونة و علامات الحزن فقط التي تظهر من عينيه غير مدرك بتلك العيون البُنية التي تراقبة بدون أن يغفل جفنها.

شعرت بالضيق بسبب شروده فراجعت بظهرها إلى الخلف لتسنده على المقعد وقامت بشبك يدها أمام صدرها و سألته بضيق لتقطع ذلك الصمت التي بدأ يشعرها بالأنزعاج:

" هي مين؟ "

أنتبه على صوتها فحرك مقلتيه إليها و قضب ما بين حاحبيه و حرك رأسه بهزة بسيطة لا يعرف ماذا تقصد فأعادة سؤالها مرة اخرى:

" مين إللي واخدة عقلك و واخدة من وقتِ؟ "قالتها و هي تدخل ملعقة من الطعام جوفها و تغمز بأحدى عينيها.

أبتسم الأخر على شقوتها و أزاح الطبق جانبًا و أقترب من المنضدة و أستند بيديه عليها و قال:

"  أسمها لؤلؤ "

أخفت حزنها بأبتسامة واسعة حتى لا تظهر مشاعرها و يتم تدمير ما بينهم فيكفي قربه منها و أهتمامه بها و قالت بفضول و هي تخفي مشاعر الحب لديها:

" بتحبها؟ "

أبتسامة واسعة اظهرت أسنانه البيضاء و نظرات عينيه التي تحولت إلى عاشق ولهان  و أردف:

" بحبها أوي والله يا هدير... مختلفة خالص عن كل البنات اللي عرفتها  "

" مختلفة أزي؟! "

قرب كفيه من بعضهم كأنه يشرح مسألة معقدة و قال:

" بصِ هي شديدة مع إللي حوليها و مش بتحب تسكت على الغلط و مش بتسيب حقها يعني شخصيتها قوية و مش معنى إن شخصيتها  قوية إنها قليلة أدب  لا...  دي بتعامل كل إللى حوليها بأحترام.... حتى مع زميلها  حدود التعامل في الشغل و بس  .... و كمان مش شبه بنات اليومين دول اللي عاملة نفسها هبلة و اللي شخصيتها ضعيفة و تسيب حقها... أنا مش بحب النوع ده لإن ده إللي شوفته في حياتي "

و أثناء حديثه وقع بصره على الطاولة المقابلة لهم و وجد بضع فتيات ينظرون إليهم يتهمسون و يضحكون فتجاهل هذا

ثم تابع باقية حديثه بضيق و حزن " بس هي مش بطقني  ، ولا مدياني فرصة أشرح مشاعري ليها حتى  "

أجابته هدير بدون أن تنتبه على ذلك الخطاء:
" مش ممكن مفكرة إنك بتتسالى زي ما شباب اليومين دول ما بيعملوا عشان كده مش واخدة الموضوع جد"

أرجع خصلات شعره المتمردة إلى الخلف و بدأ بقضم أظافره حتى وجد الحل و قال بأبتسامة عريضة:

" عندكِ حق كانت الفكرة دي فين من الأول هي مفكرانِ بتسالى و عشان أثبت إن مشاعري ليها  حقيقية أنا أروح أقابل أهلها أكيد كده هتصدق إنِ مش بتسالى و خلاص ووخدها جد كمان "

شعرت بالصدمة لإنها لم تكن تقصد هذا.... كانت تريد أن تقول ربما بأنه ليس نوعها المفضل لهذا لا تأخذه على محمل الجد  ،  ولكن بيدوا بأنها شرحت هذا بطريقة خطاء.

أنقذني من نفسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن