23-(العرافة)

106 9 3
                                    


في وسط ذلك الظلام الدامس مستلقية على ظهرها فوق الأرجوحة التي تتأرجح بها للأمام و الخلف بينما تنظر إلى الفراغ محدثه نفسها:

" النسيان ساعات بيكون أفضل صديق و ساعات بيكون أكبر عدو للأنسان لإن أكتر اللحظات إللى أنتَ محتاج تفتكرها هي دي إللى بتتسرق منك و مش بيفضل غير المواقف المؤلمة "

أستدارت فجاة و هي تبتسم بجنون لجثة الطبيب المعلقة أمامها و اكملت و تعبير وجهها تتغير للحزن:

" بس لو المواقف المؤلمة هي اللي أتنست بس أنتَ منستهاش و فضلت محبوسة جواك بتتراكم و تتراكم لحد لما كونت شخصية غير شخصيتك و ظهرت فجاة في حياتك هو مش من حق تكافئ الشخصية دي لأنها أستحملت الوجع و القهر بدالك "

و كأنها كانت تنتظر الرد من تلك الجثة و لكنها خيبت أمالها و قررت الصمت بدلًا من الرد عليها لتلتقط ذلك السكين المرمي أمامها و تذهب لتقف أمامها و تُعاود السؤال:

" رد عليا.... هو مش من حقي أتكافئ عشان أستحملت كل الوجع ده لوحدي و شلت كل الأوجاع دي لوحدي ليه عايزة تاخد حبي مني؟ ليه عايزة تعقبني عشان شلت الألم لوحدي؟ "

كانت مع كل كلمة تقولها تقوم بطعن تلك الجثة التي لا تشعر بشيء بتاتًا و ما أن أنهت حتى راخت قواها و سقطت على الأرض و هي تنظر إلى ذلك السائل الأحمر الذي أصبح يحيطها لا تعرف ماذا تفعل فهي بطبع لن تدع أحد أن يقف امام حبها حتى لو كانت جودي.

༺༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻༻
كان يجلس في تلك الغرفة المجهولة يراقبها و هي في غرفة النوم تقوم بالعب بالهاتف كعادتها و يبتسم عندما يراء ابتسامتها عبر تلك الشاشة و لكن قاطع صفوه طرقات متتالية على الباب أزعجته و خرج من تلك الغرفة و لكنه لم يقفلها جيدًا بسبب ذلك المزعج الذي يقف خلف الباب، و عندما فتحه أنصدم بمن تحيط عنقه و تدفعه للخلف حتى أصطدم بالحائط و هي ما ذالت تضغط بأصابعها حول عنقه و كان يحاول الفرار من تلك اليد ولكن لا جدوى و عندما حاول النظر إليها وجد قطرات من الدماء تملئ وجهها و عينيها تحولت للأحمر القاتم لأول مرة يراها بذلك الشكل المخيف و أقتربت منه ببطء يسير الأعصاب و همست بجانب أذنه:

" لو مقولتش حالًا أيه إللى ما بين محمد و جودي مش هيفصلكَ عن الموت غيري أنا "

كان يحاول التكلم و لكن كلاماته خرجت متقاطعة:

" مفيش حاجة ما بينهم...... محمد.... بيكون... الدكتور الجديد.... إللى هيعالج جودي "

تركت عنقه و هي لا تستوعب ما قاله هل حقًا ما سمعته صحيح هل أصبح طبيبها؟! و لكن كيف ؟ كيف حدث ذلك ؟!!! و متى؟.

كل ذلك كان يدور في خاطر روجينا وهي تمشي ذهابًا و أيابًا بعد أن تركت فريد ملقي على الأرض لا تجد أي أجابة على تلك الأسئلة؟.

أنقذني من نفسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن