26-(أنتهت العلاقة)

74 4 0
                                    

يركض سريعًا عبر الممرات بحثٍ عن أحد يرشده إلى أخيه،  و يطمأنه عن حاله أفلا يكفي فقدانه لولديه الأ يكفي بأنه أصبح يتيم منذ الصغر اذًا! هل يفقد الأن الشخص الوحيد من عائلته؟!  كيف سيحيا اذا فقد الشخص الوحيد الذي يملأ حياته و كان بجانبه طوال عمره! كيف؟ كيف سيستمر في الحياة بدونه؟!

وقف أمام غرفة العمليات التي قالت عنها احد الممرضات لا يعرف ماذا يفعل هل  يقتحم الغرفة ليطمأن عليه بنفسه أم يتحالى بصبر و ينتظر خروج أحد الأطباء ليطمأنه؟ لم  يشعر سوى بتلك اليد التي تلمس كتفه ليستدير و يراء تامر رافيق أخيه لتنهمر الدموع من عينيه و يرتمى في أحضانه و هو يبكي بشدة بينما تامر ظل يربت على ظهر محمد ليحاول التخفيف عنه و أراد هو الأخر البكاء و لكنه حاول التمسك من أجل محمد لأنه أذا انهار هو الأخر لن يقف بجانبه أحد.

كانت تقف على مسافة بعيدة عنهم تستند بجسدها على الحائط و هي تضم يديها إلى صدرها تراقب ما يحدث امامها بتعبير وجه خالية من المشاعر حتى أبصرت شخص أخر يركض باكيًا إليهم بطبع فمن سوف تكون غير حبيبة من يحاول مصارعة الموت من اجل أن يعيش كم هذا مضجر فاليوم أصبح كئيب يا ليت كُنت أقوم بقتل أحد اليوم سيكون هذا ممتعًا أكثر من مراقبة حفنة من الحمقى يبكون بطبع ماعدا حبيبها!.

حركت حدقتيها بملل و ذهبت لتحضر كوب من القهوة لكِ تشربه.

ظلوا منتظرين لقاربت ثلاثة ساعات حتى خرج أحد الأطباء من غرفة العمليات ليتسروعوا إليه بلهفة منتظرين منه اي أخبار ليقول:

" للأسف قلب المريض وقف في العملية... "

ما أن سمعت لؤلؤ ذلك حتى سقطت مغشي عليها من شدة الصدمة  ليسرع تامر في مسكها و أجلسها على القعد محاولًا افقتها حتى أستعادة واعيها  بينما محمد لم تعد قدميه تتحملنه ليسقط على الأرض غير قادر على الوقوف لينظر أليهم الطبيب يأستغراب و هو يضع يده في جيوبه و يقول و هو يعقد حاجبيه:

" ايه الأنهيار السريع ده قدوني فرصة أكمل قلبه وقف في العملية بس قدرنا نرجعه تاني هو عندي كسور في الأضلاع و تمزق الشريان التاجي بس الحمدلله العملية نجحت و قدرنا ننقذه "

ما هي إلا دقائق حتى تجمع الأطباء و الممرضات و هم يقمون بمنع أن تحدث جريمة بالمشفى فكانت لؤلؤ تقول بغضب من وبين دموعها:

" سبيني يا ولية أنتِ... أنتِ مسكة فيا ليه؟! أنا بس هفهمه أزاي يتكلم مع أهل المريض أنا هعلمه أصول الكلام " ليزداد صوتها حدة و تتابع:

" سبيني أنا هديلوا بوكس في تفاحة أدم عشان ميتكلمش تاني... أكيد المستشفى مش محتاجة صوته في حاجة طلما أيديه شغالة! "

بينما كان محمد و شخص أخر يحاولان أمسك تامر الذي فقد عقله و هو يصرخ:

" سبوني على دكتور ال***ده  ، و الله لبيته في تلاجة الميتين النهاردة ده كان مفروض يتصنف من ضمن دكاترة البهايم... لا؛ أنا كده والله بظلمهم عشان بشبهكَ بيهم... سبني يا محمد أنتَ ماسك فيا ليه ده أنتَ مفروض إللي تمسكَ في زمارة رقبته مش أنا! "

أنقذني من نفسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن