الفصل الثامن

886 61 32
                                    

الفصل الثامن

- ليل أنتِ كويسة ، قافلة الباب بالمفتاح ليه ؟!

بمجرد أن سمعت صوت والدتها انتفضت من مكانها بخوف و شعور أن نهايتها قد اقتربت هذه المرة لا محالة فهي من جهة محاصرة بوالدتها عند الباب و والدها في الحديقة والتي تطل شرفتها عليها ، ألقت نظرة سريعة على الكارثة التي تقف بجانبها والغريب أن هذه المرة كان يبدو عليه الهدوء و عدم القلق مثل المرة الماضية الأمر الذي جعلها تقول بغضب مكتوم :

- ارتاحت كده ، هعمل ايه بقى دلوقتي و هقولها ايه ؟؟؟

كتف يديه أمام صدره بكل برود و هتف بنبرة هامسة :

- ولا حاجه روحي افتحيلها الباب خليها تدخل

ومن جديد جاءها صوت مروة الذي جعلها تنتفض من مكانها من جديد و هتفت بنبرة مرتبكة :

- ثواني يا ماما هفتح أهو

أنهت حديثها تدفعه نحو الشرفة من جديد و دفعته على الأرض حتى لا يكون ظاهر لمن بالحديقة و هتفت بغضب :

- اترزع هنا و مش عايزة اسمع ليك صوت ، فاهم

لم يرد عليها فقط أراح ظهره للخلف يصفر بطريقة استفزازية جعلتها تضربه بقدمها في قدميه بانفعال تألم على إثرها ، خرجت مرة أخرى بعد أن أغلقت باب الشرفة جيداً و تقدمت نحو الباب بخطوات متوترة و فتحت الباب بيد مرتعشة و خائفة من الموقف بأكمله والذي بسببه تفكر جدياً في تغيير غرفتها حتى ترتاح من كل ذلك

بمجرد أن فتحت الباب دخلت مروة والقت عليها نظرة سريعة بعد أن أغلقت الباب وجدتها ترتدي إسدالها مما زاد استغرابها أكثر فالوقت ليس وقت أي صلاة أو يوجد سبب لارتدائه :

- ايه يا ليل قافلة على نفسك كده ليه ، وايه اللي أنتِ لابساه ده ؟؟

ألقت نظرة سريعة نحو الشرفة بخوف تتأكد أنها اغلقتها جيداً و بعدها أعادت انظارها ناحية مروة من جديد وهي تقول بتلعثم :

- لا مفيش ..أنا بس كنت ..كنت في البلكونة ..علشان ..علشان كده لبسته

حسنا ابنتها تكذب واضح عليها و على توترها و طريقة حديثها أنها تبكي وهناك ما حدث معها ، و ما أكد احساسها هو أنظارها المتكررة نحو الشرفة ، لذلك لم ترغب في رحمها و ضغطت عليها بالاسئلة أكثر :

- طيب وقافلة الباب بالمفتاح ليه ، فيه ايه يا ليل فهميني ؟؟

- والله كنتِ قوليلها إني هنا أسهل من كل ده

هكذا قال قاسم من خلف الباب بنفاذ صبر و أيضاً لأنه لاحظ صعوبة موقفها و لا يوجد مهرباً من إخبارها ، انصدمت مروة من سماعها لصوت قاسم بغرفة ابنتها تحديداً في الشرفة ، ألقت نظرة على ابنتها و جدتها تفرك يديها ببعضها و تحاول ايجاد شئ تقوله تبرر به الأمر ولكن لم تجد ، لم تنتظر مروة أن تسمع منها شئ و توجهت نحو الشرفة و فتحت الباب وخلفها ليل تتوسلها أن تستمع إليها و تخبرها أنه ليس لها أي ذنب في وجوده

خلف قيود العشق ( الجزء الثاني من عريس للإيجار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن