الفصل السادس
في اليوم التالي ومثل العادة استيقظ الجميع في موعدهم و تجمعوا حول طاولة الطعام ولكن كان ينقصهم شخص واحد و هو الأهم بينهم والتي لم يروها منذ أن عادت وحبست حالها بالغرفة حتى أن صوت منبه هاتفها لم يرن اليوم ، الأمر الذي جعل رهف جالسة بينهم شاردة لا تملك شهية للطعام ولا حتى للحديث فقط عينيها مثبتة على غرفة ابنتها تريدها أن تخرج و تطمئنها عليها ولو بكلمة
كان الجميع حالتهم لا تختلف عنها كثيراً فقط كانوا يحاولوا أن يظهروا عكس ذلك من أجلها و من أجل أن لا يزيد خوفها أكثر فيكفي ما تمر به ، لم يكسر ذلك الصمت سوى سؤال محمود لوالده بحرج :
- صحيح يا بابا ، متعرفش عمي طارق هيقعد فين لما يجي
بمجرد أن سمعت اسمه تركت الشوكة من يدها بقوة على الطاولة تخرج فيها كافة عصبيتها فهى لا تعرف كيف ستتحمل وجودهم لأكثر من ثلاث أيام ، علم محمود أنه أخطئ في سؤاله و في توقيته ولكن في الوقت ذاته هو يريد أن يعرف إذا كان ستكون اقامتهم هنا أم في فندق بعيداً عنهم :
- يقعدوا مكان ما يعجبهم يا محمود ، أهم حاجة يكونوا بعيد عن بنتي اللي حتى لسه معرفتش بمجيتهم وحصل فيها كده
حاول حازم أن يسيطر على نوبة غضبها والتي على ما يبدو لم تقدر أن تكبتها بداخلها أكثر من ذلك وهتف بهدوء :
- اهدي يا رهف مينفعش كده ، وبعدين هو طارق و سارة ذنبهم ايه بس في اللي حصل
ما ذنبهم ، حسنا أن ذنبهم كبير ولا يغتفر في نظرها ، فهم من أهملوا في تربية ابنهم العزيز و الذي بسببه تعيش ابنتها تعيسة ، ذنبهم أنهم لم يكلفوا حالهم أن يعتذروا لها ويخبروها أن ابنهم شخص عديم المسؤولية و لا يمكن الوثوق به بأي شكل كان :
- مش ههدي يا حازم ، طول ما أنا قلبي موجوع عليها كده يبقي مش ههدي ولا هيرتاح ليا بال غير لما أشوفه متعذب زيها كده و حق بنتي يرجعلها
كان يعلم جيداً أن الحديث معها لن يجدي نفعاً خاصة وهي بتلك الحالة ففضل الصمت على عكس أميرة التي وجهت حديثها الي محمود :
- محمود خد ماما ترتاح في اوضتها شوية
أومأ لها إيجاباً دون أي اعتراض و ساعد والدته في الدخول لغرفتها والتي لم تعترض فهي بالفعل تريد أن تريح عقلها الي موعد وصولهم بينما أكملت أميرة حديثها نحو والدها :
- متقلقش يا بابا أنا و محمود هنفضل في البيت النهاردة و هنحاول نخرج شهد من اوضتها كمان
ابتسم لها بود و فخر بابنته والتي تعلم جيداً متى عليها تحمل المسؤولية و أن تضع عائلتها في المقام الأول حتى لو كان على عملها :
- أنا مش هتأخر هروح المكتب اخلص كام حاجة بسرعة وارجع ، لما جدك رؤوف يوصل كلميني
- حاضر يا بابا
أنت تقرأ
خلف قيود العشق ( الجزء الثاني من عريس للإيجار )
Misterio / Suspensoاذا كنت تظن أن القصه قد انتهت فأنت مخطئ فالقصة فقط في بدايتها ، و اذا كنت أيضا تظن أنك رأيت مغامرة رائعة ولن تتكرر ، فأحب أن أخبرك انك على مشارف مغامرات لا حصر لها ولن تقدر أن تتوقعها ، فنصحية لا تتعب عقلك في توقع الأحداث فقط استمتع بها و اعدك بمغام...