أبنائي المثليون: حادثة اختفاء هيروكي وياشيرو (4)

348 9 2
                                    


(الرسالة الأخيرة)

إنها الثامنة ليلًا، عند قصرِ العائلة المالكة الكبير، والذي ينقسم لعدة مبانٍ أحدُها هو الفيلا الخاصة بعائلة الأمير لولوش. في المكتبة، تقِف لندا مذعورة، تمشي يمينًا ويسارًا، ضامةً يديّها. وبعد لحظاتٍ، يدخلُ لولوش المكان، بِملامح لا تقِل قلقًا ولكن أكثر هدوءًا، سأل:

- لندا.. هل ما سمِعتهُ صحيح؟

تلتفت لهُ، تجاوبهُ بحرقة:

- نعم، حاول الولدان الاتصال بهِما ولكنهما لا يجيبان، ولا أثر لهُما!

- هل تم الهجوم عليهما عن طريق أعدائي؟ الإرهابيون؟

- لربما، لك كثيرٌ من الأعداء

- يا إلهي.. إن حدث أي مكروهٍ لهما فلن يصمُت ولدانا أبد الدهر

توقفت لندا عن المشي، ارتسمت معالم الغضبِ عليها، سألت بتأنيب:

- لولوش.. أهذا ما يهُمك فقط؟

ثم تنهدت وحاولت أن تهدأ، فلا عَتب عليه، هو حتمًا لا يعرف كيفية التعبير عن مشاعره في أحيانٍ كثيرة، هو يحاول فقط أن يجعل كل شيءٍ منطقيًا، من المستحيل ان يعترف بأنه قلقٌ عليهما هو كذلك، ليس فقط لأجلِ ابنيه. دخل لوين الغرفة، بإمكان أي أحدٍ رؤية بأنهُ ليس على ما يرام، و ليس بكامل قِواه العقلية، عيّناهُ جاحظتان ولونه شاحب:

- أمي.. لقد أرسلتُ كُل الرجال، لا أثر! لا أثر لهما!

أنهى جملتهُ تلك بصوت عالي، أمسكت لندا بكتفيه وطلبت منهُ الهدوء، كان ذلك حين دخل ليون من وراء أخيه، بعينان باكيّتان، صرخ:

- لقد أرسل لي ياشيرو رسالةً يسألني فيها عن رقم هيروكي.. قد كنتُ أتدرب حينها ولم أفتح هاتفي إلا بعد نصف ساعة، وحين فتحتهُ وحاولت الاتصال، لم يجبني.. لو أنني اتصلت أبكر لعرفتُ أين هما الآن!

انفجر بعدها ببكاءٍ شديد، ضمتهُ لندا إلى صدرِها، نظرت إلى لولوش.. قالت له بأمر:

- لولوش.. افعل شيئًا!

كان يراقب الوضع بدهشة، إن ولداه حقًا واقعان في الحب، وإن حصل أي شيءٍ لهيروكي وياشيرو، فلن تعود الأمور لسابق عهدها أبدًا.

(عُزلة)

لقد كان يعتقد بأن كل ما حصل هو كابوسٌ فضيع، لأنهُ فقد الوعي لفترةٍ تكون عدة ساعات، وقد كان يحلُم في أثنائها، لذلك حين بدأ يستعيد وعيّه، كان يأملُ في أن يفتح عينيّه على سقفِ غرفة لوين، ومن ثم يلتفتُ ليّراهُ مستلقٍ بجانبه يُدخِن. لكنهُ ومع الأسف، فتح عينيه ليرى ظلامًا، سقفًا عاليًا تقطُر منهُ المياه، صوتُ الأمطارفي الخارِج. أحس بأرضٍ باردة تحته، وألمٌ في كُل جسده، لم يستطِع تحريك يداهُ المقيدتان للخلف، لم يستطِع التكلم بسبب قطعة قماشٍ تغطي فمه. كان مرميًا على ظهره، لقد استعاد وعيهُ كاملًا أخيرًا، وتأكد بأن ما حصل له لم يكن كابوسًا، التفت بصعوبةٍ ناحية اليمين، اعتادت عيناه الظلام، فرأى حينها جسد ياشيرو أرضًا بجانبه، لا يزالُ فاقد الوعي، على جبينهِ خطٌ من الدماء، لقد تلقى ضربة على رأسه.

أبنائي المثليونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن