أبنائي المثليون: ليون يفقد الذاكرة (4) النهاية

49 2 1
                                    


9- ارتواء

لقد كان ياشيرو عطشانًا لجسد ليون، هذه كانت الحقيقة التي حاول إخفاءها. قد كانت الأيام السابقة مليئة بالوحدة والشوقِ والألم، حاول فيها أن يتعامل مع الموضوع بكل عقلانية، إن ما رغِب فيه فقط هو التأكد من سلامة ليون ولا شيء آخر. حتى حين أخبروه بأن يبتعد عنه قليلًا وبأن ليون نفسه لا يرغب في رؤيته.. كُسر قلبه ولكنه لم يجادل أو يناقش.. ليصِر أحسن حالًا وصحةً وهذا ما يهُم.

مرّت الأيام ببطءٍ شديد، خصوصًا بعد أن عاد لوين ومعه هيروكي من مهمتهم تلك، وأخبروه هو ولولوش ولندا بأن الأمور تحت السيطرة، ولا داعٍ للقلق.

- قد تم التعامل مع المُعتدين.

اكتفى لوين بهذه الجملة فقط.

- أهُم أموات؟ لأنهم أن لم يكونوا يا لوين.. فأنت لا تتخيل ما أنوي فعله

تسأل لندا بشكٍ وغضبٍ مكبوت.

- أهُم أمواتٌ يا لوين؟

يسأل لولوش أيضًا بعينانِ مُحمرّتانِ قاتمتان.

ينظر لوين لهما بقوةٍ وشجاعة، يجيبُ بثبات:

- قد تم التعامل مع المُعتدين.. عائلتنا ليست تحت أي تهديد. إن هذا فقط ما يجبُ أن تعرفوه.

من النادر أن يرى أحدهم لندا غاضبة، ولكنها حين تفعل، فهي تبدو كقرشٍ يقترب ناويًا افتراس إنسانٍ بوحشية:

- لوين!

يقف حينها هيروكي، بالمنتصف ما بين لندا ولوين، يضع يديه أمامها محاولًا إيقافها:

- أرجوكِ يا لندا.. لا تغضبي

تردُ هي بانفعال:

- بل سأغضب!

ومن خلفها لولوش بصرامة:

- لوين.. قُل ما عندك!

لوين لا يساعد في تهدئة الوضع إذ هو يجيبُ بنبرة صوتٍ أعلى:

- أنا المسؤول هنا، تلك قضيتي وتلك هي فرقتي وحين أخبركم بأنني قد تعاملت مع القضية فهذا يعني بأنني فعلت، ولا أدين لكم بأية تفسيراتٍ أخرى!

كان شجارًا فضيعًا ذاك الذي دار ليلتها، لم يفهم الكثير منه ولم يرد، لكنه اختار الوثوق بأنهم سيكونون بخير. كل شيءٍ سيكون بخيرٍ.. صحيح؟

لقد أمضى الأيام التي لحقت هذا الشجار بالتمشي في الحديقة أو الجلوس، لقد خسر وظيفته والمال بدأ ينفذ منه، يجب أن يذهب غدًا للبحثِ عن عملٍ جديد في أحد المقاهي.

وبينما كان يفكر ويفكر، راى ليون جالسًا على العشب تحت الشجرة، وقد ناداه وحين جرّت الفكرة الفكرة، وجد نفسه يتبعه إلى غرفته التي لم يدخلها منذ وقتٍ طويل. كان يعرف بانه يجب أن يكون البالغ هنا ويرفض أن يمارسا الجنس. ولكنه لن يكذب على نفسه، إنه عطشانٌ ومشتاقٌ له، وقد تحمل كثيرًا من الألم في الأيام السابقة، والتي كانت بطيئة مُملة بائسة.. وللصبرِ حدود.

أبنائي المثليونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن