ابنائي المثليون ( ليون X ياشيرو ) 3

673 14 0
                                    


( 4 )

في حديقة القصر، صباحًا، يجلسُ ليون وحيدًا جدًا، ورغم أن المنظر من حولهِ جميل، الأزهار تتفتح، والجوّ صافٍ، لكن تعابير الحزن الشديد كانت تعتلي وجهه. لقد رأى شيئًا صادمًا في الليلة الماضية، رأى أخاه الوحيد يمارس الجنس مع الشخص الذي كان مُعجبًا به. لم يعرِف بالضبط بماذا يجبُ أن يشعر. ثم إن طريقتهما كانت غريبة وعنيفة، ولكن بدى أن هيروكي مُستمتع للغاية، من حسن حظهِ بأنهما غادرا لغرفة لوين بعد أن انتهيّا، مما سمح له بالخروج بدون أن يراهُ أحد.

تنهد عميقًا، ثم رأى والدتهُ تتجه نحوّه، كانت لندا بارعة جدًا في أحساسها بأولادها، كانت دائمًا تعرفُ متى يكونُ حزينًا وتأتي إليه، وهو كان لا يزالُ مثل الأطفال المُدللين، إن رآها رغِب بالبكاء.

جلست بجانبه:

- صباح الخير ليون..

وبدون أيّ كلمة، وضع رأسهُ على قدميّها وحاول بأن يغفوا. ولم تنطق لندا بكلمة واحدة، لقد استمرت فقط بملاعبة شعره.

ثم رأى لوين وهيروكي خارجيّن إلى الحديقة كذلك، مُتماسِكا الأيدي، تحومُ حولهما هالة من الحُب، انقبض قلبُ ليون قليلًا، سأل:

- منذُ متى وهُم في علاقة؟

بعد صمتٍ طويل، أجابت لندا:

- منذ عام 2014 لقد أخبرنيّ بطريقةٍ غير مباشرة بأنهُ مثلي، وبعدها بيومين جاء هيروكي للعيشِ معنا..

- لم تُمانعي؟

- أمانع؟ هيروكي وأنا صديقان!

ويبدو بأنها أحسّت بما يجولُ في خاطِر ليون، ولأن العاشقيّن أمامها بدآ في العِناق وتبادل القبلات في الحديقة، أخبرته:

- ليون.. اذهب للمقهى الذي سأعطيك اسمه، أريد أن تجلب لنا بعض القهوة والكعك، لنجلس ونتحدث كثيرًا.. حسنًا ؟

بعد ساعتيّن، كان ليون جالسًا في المقهى المُحدد، مُكتئبًا شاردًا للغاية، طاولتهُ فارغة، كان المكان شبه مزدحم، مليء بالفتيات اللاوتي يتهامسن كثيرًا. بدأت الرؤية تصيرُ مشوشةً في عينيه بسبب الدموع، أخفض رأسه، مُحاولًا كبح بكاءٍ يكادُ يعتريه، لكنه شعر بأن أحدهم كان يراقبهُ، ثم تقدم هذا الشخص الذي لم يتكبد عناء رفع رأسهِ لرؤيته، واضعًا كأسًا طويلًا مليئًا بالمثلجات، وقطع الفواكه الملوّنة مُتناثرة، كان منظرها لذيذًا.

- هل أنت بخير؟

كان صوتهُ ناعمًا حنونًا، رفع ليون رأسه، رأى رجلًا طويلًا، هزيلًا، ذا وجهٍ ملائكي، وشعرٍ أبيض، وملامِح حادة بالغة الجمال، وشفاهٍ مُمتلئة، قد كان هذا أجمل رجلٍ رآه في حياته! لقد فهِم حينها ما سببُ تجمع الفتيات هُنا، وما كان وراء كُل تلك الهمسات الصادرة مِنهن!

أبنائي المثليونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن