أبنائي المثليون: ليون يفقد الذاكرة (2)

97 5 1
                                    


5- مسافة

كُل أيامِ الأمير لولوش طويلة، مليئة بالتعقيدات والاجتماعات والتخطيطات، من غير المسموح له أن يغفل عن أي ثغرةٍ أمنية في هذا البلد، إنه وزير الدفاع، وهو ليس الأبن الأكبر للملِك، ولكنهُ حتمًا يريد السلطة. أخوته الأكبر سِنًا منه يحاولون أخذها كذلك، ولكن مناصبهم ليست حساسة كما هو منصبة، ولذلك.. ورغم عدم وجود أية وعود.. فهو سيبذل جهده.

ولكن هذه الفترة بالذات صعبةٌ عليه.. لقد تعرض ولده الصغير للهجوم، لقد كان هذا متوقعًا، وهو يعرِف بأن هذا الواقع لا مفر منه. لا بد بأن يأتي يومٌ يظهر فيه أعداؤه..

كان هذا هو سبب ارتباطه في لندا.. لقد كان في الخامسة عشرة حين قرر أن يستولي على العرش، صغيرٌ هو ولكن طموحه كبيرة، لقد أراد السلطة منذ الصغر ولكن.. كيف؟

وكانت لندا التي تصغره بعامٍ واحد، حارسة شخصية له، قوية، فتاكة، لم يعرف ماضيها آن ذاك ولكن من المؤكد بانها كانت آلة قتلٍ في الحروب، أحد البشر الذين ولدوا ليدربوهم على القتل.. ومن ثم وحين انتهت الحرب، لم تجِد لنفسِها وسيلة للعيش سِوى أن تكون حارسة شخصية. لا أحد ينكر قوتها.

لذلك.. عرف لولوش مُذ رآها بأنها ستكون مفتاحه للوصول إلى السلطة، هكذا وبكل بساطة ارتبط بِها، كان يعرِف بأنها تهيم بهِ عشقًا وتختلس النظرات له بينما يكون نائمًا أو جالسًا.. لا يكفي الدافع المادي لجعل أحدهم يحميه ويقويه، كان يحتاج دافعًا عاطفيًا، هكذا بدأت علاقتهما المُعقدة.

لم يقلق حين أنجبا طفلين جميلين نتاجًا لهذه العلاقة وبعمرٍ صغير، لأنه كان يعرِف بأن لندا ستحرص عليهما أشد الحرص، وبأنها ستدربهما على كُل الفنون القتالية، وبأنهما سيرثان عنها جيناتها الخارقة، وذكاءه الحاد

لم يكن قلقًا.. كِبرا معًا، لم يتزوجا ولكنهما كبِرا معًا، لم يخبرها قط بأنهُ يحبها ولكنه وعدها بأنهما سيكونان عائلة جميلة. لم يرها كحبيبةٍ ولكنه وفى بوعده لها، لقد اعتبرها عائلته واهتم لأمرها وأمرِ تلك العائلة، وسيضع حياته على المحك لأجلهم ولأجلها. صار لولوش أقوى وزادت سلطته في البلاط الملكي ولكنه لم يكن قلقًا.. لأن ولداه قويان وسيستطيعان النجاة بكل الظروف.

وبالفعل.. وبفضل قدرة تحمل ليون العالية، استطاع أن ينجو من هذا الهجوم الذي كان بسيطًا بالنسبة له ولكن.. لم يكن لولوش سعيدًا، كانت المرة الأولى التي يعي فيها المخاطر التي قد تحيط بعائلته.

تنهد بينما  يفكر، وهو يمشي وبجانبه هيروكي، دخلا غرفة الطعام، لقد قرر أن يتناول طعام الإفطار رفقة عائلته وليطمئن على ابنه ليون.

كان هو وهيروكي آخر الواصلين، جلس لولوش بجانب لندا التي ابتسمت مُحاولة تلطيف الأجواء، ذهب هيروكي واستقر بالكرسي قرب لوين، واما ليون فلقد كان جالسًا منزعجًا يُحِس بالغربة.

أبنائي المثليونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن