أبنائي المثليون :حادثة اختفاء هيروكي وياشيرو (1)

453 12 0
                                    


2019 الثالث من يناير

(الجنس والنوم)

الجو شديدُ البرودة، هذا ما كان يُفكر بهِ هيروكي بينما ينظرُ عبر نافذة القصر الكبير، واقفًا عند الشرفة، متأملًا البستان الكبير الذي أمامه، والشجر الذي يهتزُ مع الرياح. هيروكي هو شاب بملامِح آسيويةٍ ناعِمة، وشعرٍ وعينانٍ بلوّن الكستناء، قامتهُ وطوله ليسا بالسيئيّن. إنه يابانيّ مُهاجر إلى بريطانيا منذ الصغر بسبب كارثةٍ حلّت لبلده، ولأسبابٍ كثيرة، انتهى بهِ المطاف بعلاقةٍ مع ابن أحد الأمراء البريطانيين، المٍسمى بـ " لوين ".

عاد هيروكي إلى داخِل غرفةٍ واسعة، بإمكان أي أحدٍ ملاحظة ديكوراتِها الكلاسيكية، قديمة ولكنها رفيعة المستوى، وعند أحد الجدران هنالك مدخنة جيدة الحجم، توّجه لها هيروكي وتوقف عِندها آملًا في بعض الدفء. كان يبدو وكأنهُ ينتظر أحدهم بصبرٍ قد بدأ ينفذ.

بعد دقائق كثيرة، دخل لوين إلى المكان، من السهلِ جدًا أن ينفر المرء من لوين، فهو شابٌ ذو ملامِح تبوحُ بتعالٍ وخشونةٍ وحِدة، تُخبرك بأن هذا الرجل قد لا يكونُ لطيفًا في كثيرٍ من الأوقات. طولهُ كـطول هيروكي بالضبط، ولكن قامتهُ أكثر عراضةً وقوة. شعرهُ شديدُ السواد طويلٌ يصِل إلى الرقبة، لكنهُ يربطه إلى الخلف ويترك عدة شعيراتٍ تستقِر عند جبينه، وعيناهُ حمراوانِ كُلهما عُمقٌ. هو شديدُ الوسامة وذو كاريزما لا يستهان بِها رغم عمرهِ الذي يكون فقط واحد وعشرون.

يلتفتُ هيروكي.. يبتهِج كثيرًا، يتبسم أكثر، تغمرهُ السعادة قبل أن يخطو لحبيبهِ، يحيطهُ ويعانقهُ بقوة، قال باشتياقٍ شديد:

- انتظرتُك طويلًا..

لا يردُ لوين، لكنهُ عانق هيروكي أكثر، حتى حملهُ ورماه بدون صبرٍ على السرير، قال آمرًا:

- تعرّا! لقد كان يومي طويلًا، كُله عمل، وغدًا صباحًا لدينا فصولٌ في الجامعة.. تعرّا الآن فلا وقت عِندي

تلك هي شخصيتهُ المُعتادة، لم يكن أبدًا شابًا رومانسيًا، ولكن هيروكي ليس بالضرورةِ مستاء مِنه، فلقد قام بالتعريّ بكل سعادةٍ وخضوع، ثم استلقى على ظهرهِ وفتح ساقيّهِ بِلا أي كلمةٍ أخرى، مُهتاجًا مُثارًا.

ثم امتلأت الغرفةُ بصراختِه المتألمة المتلذذة حتى وقت متأخر من الليل.

إن لوين هو أبن الأمير لولوش، والأمير لولوش هو وزير الدفاع في البلد، لذلك هو يوكل لابنهِ البكر مهامًا عسكرية ومسؤوليات كبيرة، غير أنهُ لا زال في الجامعة، لذلك تراهُ مشغولًا كثيرًا بالنسبةِ لمن هم في عمره، وهو إن عاد لغرفتهِ فإن أول ما يريد الحصول عليهِ هو الجنس والنوم.

(الأمُ وولداها)

صباحُ اليوم التالي، في الثامنة صباحًا، وعلى مائدة الفطور، تجلِس لندا والدة لوين وليون، المرأة السمراء الشاحبة، ذات الجسد القوي، تُخفي بملابسها بعضًا من العضلاتِ باستحياء. بجانِبها ولداها وهيروكي، يتناولون الأفطار ويتحادثون جميعًا معًا.

أبنائي المثليونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن