مرت الأيام الاولى سريعًا ، و بلمح البصرِ قد مر الشهر الأول من المدرسة. لم يُعاني ليون كثيرًا في تكوين الصداقات ، لقد اختلط بالمحيط كثيرًا ، و قد بدأ بارتياد نادٍ لكرة السلة ، و جرت أيامهُ على ما يرام. لكن كان يقلقهُ وجود ذلك المدعو هيروكي كثيرًا ، ليس و كأنهما يتقابلان كثيرًا .. فلقد كان هيروكي يتواجد فقط في وقتِ الغداء ، ثم يختفي لأداء مهامه كـ مديرٍ لأعمال والدهِ المسافر حاليًا ، و ليلًا يراه يعود لغرفتهِ و لا يخرجُ بعدها إلا صباحًا ، لكنه كان دائمًا يجلسُ مع لندا حين يكون متفرغًا ، بدت علاقتها وطيدةً جدًا ، و كذلك كان يخرجُ في الإجازات مع لوين كثيرًا ، و يسهران خارجًا لساعاتٍ متأخرة، وأحيانا يسهران في غرفته معًا.
كان يبدو حقًا كفردٍ من العائلة ، لكن المشكلة الوحيدة هيّ بأنه لم يستطع أن يتحدث مرة معه بشكلٍ جيد .. كانا إن تقابلا يتبادلان التحية فقط. و ذلك ما أحزن ليون كثيرًا ، لأن هيروكي يشغلُ تفكيرهُ كثيرًا .. وحتى أحلامه . هل الوقوع بالحب صعب إلى تلك الدرجة ؟ أذلك حب أصلًا ؟
في مساءِ السبت ، كان ليون يسير في أحدى ممرات القصر الكبير ، قبل أن تناديه لندا من الخلف. التفت ورآها تمشي نحوهُ ، و بجانبها .. الرجل الذي يروقُ له كثيرًا .
- ليون ، اختباراتك الشهرية الأولى ستبدأ !
ليون يُظهر شخصيته غريبة الأطوار مرةً أخرى ، بسبب وجوده هيروكي . فيرد بجمود :
- صحيح
وتنحرف عيناه نحو تِلك الابتسامة الجميلة .. التي أحبها كثيرًا .
- حسنًا .. هيروكي سيُدرسك بشكلٍ أسبوعي ..
يستيقظُ ليون من تلك الابتسامة التي كان يغرقُ معها ، و عاد لينظر لوالدته بدهشة :
- هاه ؟
- قلتُ بأن هيروكي سيكون مُعلمك !
حل صمتٌ غريب. لم يبدو هيروكي سعيدًا حين علق :
- لقد أخبرتكِ يا سيدة لندا .. أنه لا يُحبني ..
لا ، أنت مخطئ ، مخطئ تمامًا. كان ليون يفكر بذلك بينما يُراقب فم هيروكي الصغير وهو يبتسم بحزن. رباه ، ما ألطف ذلك التعبير ، كم تبلغ سرعة نبضات قلبي الآن ؟
لم يشعرُ بنفسهِ حين صرخ بانفعال غريب :
- لا .. لا .. فلتُدرسني أرجوك !
علت الدهشةُ ملامح الأم ، والرجل الذي يروق لـ ليون كثيرًا .
هكذا قد بدأت علاقةُ من نوعٍ ما تجمعُ بينهما ، تحول الغريب المخيف إلى معلمٍ لطيف جدًا ، و بالنسبة لهيروكي ، فلقد صار الأخ الأصغر الكاره له شخصًا جيدًا .
(3)
مر شهرٌ آخر .. ويوم سبتٍ آخر قد حل .. يُحب ليون ذلك .. يوم سبتٍ يعني لقاءً مع هيروكي ، الرجل الذي يروق له كثيرًا . كان متحمسًا جدًا ، كالعادة .. صارت الدراسة شيئًا لذيذًا ، صارت الدرجات العالية سهلة المنال .. كيف كانت صعبةً في السابق ؟
أنت تقرأ
أبنائي المثليون
Romanceلوين المُجرم السادي، و زميل المكتبة هيروكي ليون الفارغ عاطفيًا، وياشيرو عامل المقهى الذي يكبرُه بـ 10 سنوات لندا الفتاة التي يصِفها الجميع بالقبح، والأميرُ لولوش الذي لا يشبعُ من النساء القصة فيها عدة ثُنائيات، لكنهم مرتبطين ببعض، ويتنمون لعائلة...