3- فُراق

107 16 5
                                    

بـسم الله الرحمن الرحيم

__________________________________________

هَا هِيَ الأُمُور لمْ تَجرِ كَما خَطَّطتُ لَهَا

هَا هِيَ نُقطَةُ البِدايَة أَعُودُ لها بَعد أَنْ أقسَمتُ

عَلَى هَجرِهَا، هَا أنَا ذَا فَقِيدُ الرُّوح أبكِي

وَ أشكُو ذِكرَياتٍ ظَنَنتُ أنَّهَا سَتُنسى،

لَكِنَّنِي لمْ أنسَاهَا.

___________________________________________

تعلم ذلك الموقف الذي يجعلك تشعر أنك تتمنى لو لم تولد ؟ أو حتى أن تشعر بأنك تود محو تلك الذكرى من ذاكرة الذي أمامك للأبد لكن لم يعد هناك فرصة حتى لفعل ذلك ! نعم هكذا كانت هي تشعر تمامًا.

كان الشاب ينهض من الأرض وهو يضع يده على ظهره بألم بعدما ارتطم بالحائط، الفتاة كانت تسير كماشية هوجاء تم فك قيدها للتو، يقسم أنها تمتلك قوة بدنية أكثر من إسماعيل صديقه.

اقتربت ود بقلق وهي تراه قد اعتدل في وقفته:
- أنا .. أنا آسفة بجد مخدتش بالي، أنت كويس ؟

نظر يحيى لها قليلًا، ليست غريبة على ناظريه فهو يعلم من تكون، إنها ود ابنة علام، وكيف لا يعرفها ووالده ووالدها أصدقاء منذ زمن ؟ لكن المختلف في تلك اللحظة هو أن آخر مرة رآها بها كان كلاهما طفلين .. والآن هي فتاة راشدة.

- أنا كويس .. ولا يهمك.

نظرت له ود قليلًا بتفحص :
- أيوة فعلًا أنت كويس أهو، يعني طول بعرض وأول ما أخبطك من غير قصد ألاقيك اتفرشت في الأرض كده ؟

أنهت حديثها بسخرية ثم مصمصت شفتيها بحسرة :
- رجالة آخر زمن والله.

رمقها يحيى بصدمة مما تقول وهو يشير على نفسه :
- أنتِ بتكلميني أنا ؟؟

- أمال بكلم خالتي ؟

نظر لها بغيظ وقد شعر أن كرامته قد تبعثرت تمامًا خاصةً بعدما أبصر فتاتين تقفان عند الباب ويبدو أنهما كانا على وشك اللحاق بها، وبذكر الفتاتين فقد كانت مسك إحداهما والتي خرجت تجذب ود من ذراعها وهي تهمس لها بوعيد :
- ادخلي جوا ..

نظرت لها ود برفض لكن نظرة واحدة من مسك كانت كافية لجعلها تتراجع وتنصاع لأمر شقيقتها، بينما مسك نظرت إلى يحيى باعتذار :
- معلش أعذرها .. امسحها فيا أنا.

لم يجِب يحيى وظل فقط واقفًا بصدمة حتى رافقتها الأخرى إلى الداخل وقامت بإغلاق الباب خلفها، ردد يحيى محدثًا نفسه :
- أنا بقيت رجالة آخر زمان ؟؟

ثم التفت ليغادر وهو ما زال لا يستطيع تصديق ما حدث من تصرفات تلك الفتاة وإهانتها له بهذا الشكل، وفي الواقع هو لم يمنعه من الرد عليها سوى أنها فتاة في المقام الأول، ثم أن لأبيها صلة بوالده، ولولا هذين السببين يقسم أنه كان ليعطيها ردًا يصمتها.

هُنا تلاقَينا "قيد الكتابة والتعديل" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن