4- محاولة فاشلة

85 13 1
                                    

وعدتك أن لا أعود ... وعدت.

وأن لا أموت اشتياقاً .. ومت !

وعدتك أن لا أبالي بشعرك حين يمر أمامي

وحين تدفق كالليل فوق الرصيف .. صرخت !

وعدتك أن أتجاهل عينيك مهما دعاني الحنين وحين رأيتهما تمطران نجوماً ... شهقت ..

وعدتك أن لا أوجه أي رسالة حبٍ إليك ..

ولكنني رغم أنفي كتبت

-نزار قباني-

___________________________________________

أحياناً تُفاجئنا الحياة بأحداث اعتقدنا أنها من المحال أن تصير، مواقف لم ولن نتمنى يوماً أن نواجهها، كان منظراً مُتلفاً للأعصاب، دماءٌ سائلة على أرضية الغرفة، ذلك الموس الحاد الملطخ بالدماء ملقى على الأرض إلى جانب تلك الغارقة في دماءها، هذا ما كانت تتذكره "ود" بينما شقيقتها داخل غرفة المستشفى وبجانبها والدتها التي انهارت من البكاء بينما "مسك" تحاول طمئنتها، كانت "ود" تذرف الدموع بصمت من هول تلك الصدمة حتى أتاها ذلك الصغير ذو الخمس أعوام ..(عديّ) صغير مسك الوحيد والذي اقترب يقف أمامها وهو يسأل ببراءة :
- هو انتم بتعيطوا ليه كلكم ؟ هي نغم مالها ؟

نظرت له "ود" بحنان ثم احتضنته بشدة بينما كانت تزداد عِبراتها وحدثته :
- ادعيلها يا عدي، انتَ دعوتك مُستجابة يا حبيبي.

ضمها "عديّ" كذلك وهو يسأل :
- يعني لو دعيتلها هتبقى كويسة ؟

- بإذن الله يا حبيبي.

ثم نظر لها وتحدث ببراءة:
- يبقى هدعيلها عشان تلعب معايا زي ما وعدتني امبارح ..

لم تستطع "ود" التحمّل فوضعت وجهها بين كفيها وازدادت شهقاتها، كانت تحمل نفسها عواقب ما حدث، فكيف تغافلت عن شقيقتها المتبدل حالها منذ الصباح ؟ قطع أفكارها احتضان الصغير لها وهو يردف:
- لو عيطتي أنا كمان هعيط.

في تلك الأثناء وصلت "فاطمة" ومعها أحمد ورنا، كاد الجميع يقتلهم خوفهم على صغيرة العائلة "نغم"، حتى خرج الطبيب من الغرفة متحدثاً بعملية :
- اطمنوا هي بخير قدرنا نلحقها في الوقت المناسب، اتنقلت لأوضة عادية بس ياريت بلاش زحمة كتير عندها لأنها لسه تحت الملاحظة، كفاية شخص واحد يدخلها.

لتقول ود على الفور وهي تنهض من مكانها :
- أنا هدخلها.

وبالفعل دلفت إلى غرفة شقيقتها وجلست على ذلك الكرسي بجانب السرير، نظرت إلى شقيقتها بحزن بينما تحدثت "نغم" بهمس متقطع ظهر فيه تعبها جلياً:
- و .. ود ؟

أمسكت بيدها قائلة بنبرة حانية :
- متتكلميش يا حبيبتي انتِ تعبانة.

تذكرت "نغم" ما دفعها لمحاولة الانتحار، نظرت لشقيقتها ثم حدثتها بنبرة متألمة وقد ترقرقت عيناها بالدموع :
- ليه مسبتونيش أموت ؟

هُنا تلاقَينا "قيد الكتابة والتعديل" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن