16- زواج وكارثة

18 2 0
                                    

بـسم اللـه الرحمـن الرحيـم

»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»

وتظل تسير نحو الهلاك، بالرغم من البنان التي أشارت لك نحوه محذرة، وأنت؟ لا حياة لمن تنادي، كأن عيناك قد ترجمت تلك الإشارات التحذيرية إلى كونها إشارات لتكمل طريقك، وفي النهاية سوف تتفاجأ بحجم ما ورطت به نفسك، ولكن بعد فوات الأوان ..

وهكذا كانت تسير هي، محركة كفها نحو مقبض الباب بهدوء، مترددة؟ نعم وكثيرًا، ولكنها لن تسمح بأي شكل لترددها أن يبقيها صامتة تلك المرة، صمتت دائمًا والآن يكفي.

ترجلت إلى خارج الغرفة بهدوء ثم توقفت وهي تنظر إلى علام بملامح غير مفسرة، بينما هو أفاق من شروده ناظرًا إليها ثم قال:
-صحّ النوم، صاحية بدري يعني؟

لم تُجب، فقط ترمقه بنظرات حملت معها عتاب سنوات، وهو تعجب من وقوفها صامتة بهذا الشكل ليستاءل بتعجب:
-مالك يا بت انتَ القطة كلت لسانك ولا ايه؟ لا عاوزك تبقي فايقة كده النهاردة.

خطت نحوه بتمهل ثم توقفت أمام المقعد الجالس عليه، نظرت في عينيه وقالت:
-تعرف يا بابا؟ أنا كل سنة كنت بحتفل بعيد ميلادي من غيرك، كنت بحضر أعياد ميلاد صحابي وأشوفهم مع أبهاتهم وهما بياخدوهم في حضنهم ويجيبولهم هدايا ويعاملوهم زي الكاسة اللي خايفين تتكسر ..

اعتدل في جلسته وقد تبدلت نظراته بينما هي تابعت بأعين ملتمعة بالدموع:
-وأنا راجعة من المدرسة، كنت بستنى بابايا ييجي ياخدني ويجيبلي حلويات ويفسحني ونتبسط سوا زي صحابي، لكن بردو .. مفيش ...
يوم ما روحت أبات عند واحدة صاحبتي بعد محايلة لمدة شهر، وقتها هي كسرت طبق صيني من النيش، فضلت تعيط وأبوها خدها في حضنه وطبطب عليها وقالها إن فداها ألف طبق ..

ضحكت بسخرية قائلة:
-وقتها افتكرت اللي أبويا أنا بيعمله يوم ما حاجة تتكسر في البيت .. كإنه بيعوض كسر شوية الازاز، بإنه يكسر مشاعري ويكسرني طول حياتي.

جلست على المقعد المقابل له وشبكت ذراعيها وقالت وهي تقرب ما بين حاجبيها بطريقة تهكمية:
-وحتى كان بيفرق معاه؟ نهائي .. لو كان جايبني من ملجأ كنت هصعب عليه شوية.

شعر علام بالغضب من ذلك الخطاب السخيف فقال:
-لازم أعمل كده عشان أربيكِ، وبعدين كلنا اتربينا كده وطلعنا كويسين، بتتأمري على ايه ها؟ بتاكلي وتشربي وتنامي مرتاحة وصرفت على تعليمك وعلى راحتك انتِ وإخواتك وشقيت عشانكم، كل ده مش عاجب سيادتك؟؟

-الأكل والشرب والراحة اللي حضرتك بتتكلم عنهم دول، لازمتهم ايه وأنا مقابلهم معيشتش زي أي عيلة في سني؟ لازمتهم ايه وأنا مصدر الأمان بالنسبالي بقى مصدر رعب وخوف؟؟

عُقد لسانه فأكملت حديثها بقهر:
-وياريتها جت عليا أنا بس، نغم اللي كنت بتحبسها بالساعات في أوضة ضلمة عشان تعاقبها، ولما كانت تقصر في مذاكرتها كنت تطردها عند عمي، دي ذنبها ايه تشوف معاملة زي دي؟؟

هُنا تلاقَينا "قيد الكتابة والتعديل" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن