6- الوصية

65 10 0
                                    

بــــسم الله الرحمــن الرحيـــم

لطالما نظرتُ إليكِ وأنا أتساءل..
ماذا لو لم يبقَ سوانا على حافة ذلك التل؟

تتأملين أنتِ ضوء القمر،
وأتأمل أنا بريق عينيكِ

عيناكِ اللتان تغار منهما نجوم السماء
وتتجلّى فيهما عظمة الخلّاق،

اتأمل حسنكِ الذي أنعم الرحمن عليكِ به
ربّاه، كيف اجتمع بها كل هذا البهاء؟

يا من أسرتني بين أهدابها إنّي أناجيكِ،
هل لأسيركِ بالخلاص؟

---------------------------------

كان نائماً على مكتبه وسط العديد من الموظفين في تلك الشركة الخاصة بالسياحة غير مدرك بأن طائرته المتوجهة إلى مصر سوف تغادر بعد ما يقارب الساعتين،

استيقظ كريم بفزع بعدما سُكب عليه دلو من الماء، نظر حوله ليجد زميله المدعو "براين" يمسك بدلو فارغ وهو يكاد يسقط أرضاً من شدة الضحك،

تعالت ضحكات باقي الموظفين بينما رمق كريم صديقه باشتعال وهو يصرخ به:
-يا لك من أحمق براين! أقسم أنني لن أمررها لك تلك المرة!

سخر براين وما زال الضحك مسيطراً عليه:
-انظر إلى حالك.. تبدو مثل الفرخ المُبتل

تجهم وجهه وقام بإمساك صديقه من تلابيب قميصه:
-حسناً أعلم أنك تشعر بالغيرة مني كوني حصلت على ترقية الأسبوع الماضي، ولكن هذا لا يبرر أنني لن أضربك الآن

كوّر كريم يده على شكل قبضة ورفع ذراعه ليلكم براين ولكنه لاحظ أن الجميع ينظرون خلفه بصمت..

ابتلع لعابه محدثاً نفسه:
-يارب يطلع اللي في بالي غلط يارب

حرك كريم رأسه إلى الخلف ببطء ليجد المدير العام للشركة يقف خلفه تماماً بوجه متجهم،
-يا بركة دعاكي ياما

هذا ما تفوه به وهو يلوي شفتيه بحسرة قبل أن يحدثه مديره بنبرة صارمة:
-يبدو أنك بِتّ تفضل اللهو كريم، تلك هي المرة الأخيرة التي ستتلقى فيها التحذير، المرة القادمة لن تكون مُرضية بالنسبة لك

ثم استدار عائداً إلى مكتبه وخلفه كريم الذي أحاطه الجميع بنظرات الشماتة،

وجّه أنظاره لهم ثم سخر:
-ايه الانشكاح ده للدرجة دي بتحبوني؟ حب الناس ده نعمة والله

-كريم، أليسَ موعد طائرتك هذا الصباح؟

هذا ما تفوه به براين لتجحظ عينا كريم عند تذكره لهذا الأمر، تحرك مسرعاً وهو يأخذ معطفه من على كرسي المكتب ثم يهرول خارج الشركة.

في مصر
كانت مسك في مطبخ منزلها تقوم بتقليب الطعام بالقدر بيدها اليمنى وبيدها اليسرى تمسح "الرخامة" بقطعة من القماش وتتبع ذلك بشد سلة القمامة بقدمها لتلقي بواقي الطعام بها، وبينما هي منشغلة بكل ذلك كانت تضع الهاتف على أذنها بين كتفها ووجهها وتحدث صديقتها:
-بقولك قالي هننقل من الشقة الإيجار دي خلاص ونشوف شقة تمليك.. الشقة متبهدلة من السكان القدام والحيطان مقشرة والأرضية شكلها كرهني في التنضيف، ربنا يحفظه حبيبي قال إنه اتصرف في فلوس خلاص وهنمشي من المكان ده

هُنا تلاقَينا "قيد الكتابة والتعديل" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن