بســم اللــه الرحمـن الرحيــم
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
لا أنت بعيد فأنتظرك...
ولا أنت قريب فألقاك...
ولا أنت لي فيطمئن قلبي...
ولا أنا محروم مِنك فأنساك...
أنت في منتصف كُل شئ...
- محمود درويش.
ها هي جالسة في المقعد المقابل له بالبهو بعد أن تركهم الجميع وجلسوا بغرفة مجاورة مع مراعاة إبقاء الباب مفتوحًا، فقط ليتمكنا من الحديث بأريحية، أما هو فقرر أن يبادر ليكسر الصمت قائلًا:
-أتكلم أنا الأول ولا تتكلمي انتِ؟
-قبل ما نتكلم بس، معكش ولاعة؟
تسائلت وهي تقوم بإخراج لفافة تبغ من حوزتها، لم تكن خاصة بها بالطبع بل قامت بسرقتها من جيب بنطال والدها.
بينما هو دُهش مما قالت، أتلك هي العائلة التي تريده والدته أن يناسبهم لأجل سمعتهم الطيبة؟! وشقيقه أخبره أن الفتاة غاية في الإحترام؟؟! فتساءل بتعجب:
-انتِ بتشربي سجاير؟!
-آه، بعد ما بطلت الترامادول.
-ترامادول!
-لقيت ولاعة أهو، وبعدين أيوه مالك متفاجئ ليه، هو انتَ مكنتش تعرف قبل ما تتقدم ولا إيه؟
-لا والله لو كنت أعرف مكنتش جيت!
أخفت ابتسامة كادت تظهر على شفتيها لنجاح خطتها ثم قالت:
-طب آديك عرفت أهو... نورت.
أنهت حديثها بابتسامة بينما هو لا تزال علامات الاستفهام تعلو ملامحه، فهي لا تبدو كذلك النوع من الفتيات، إن كان هناك هذا النوع من الفتيات بالأساس!
-هتفضلي متنحلي ولا ايه؟
لم يكُن "فؤاد" بذلك الغباء ليصدق أنها تدخن أو تتعاطى نوعًا من المهدئات، فهي لا يبدو عليها ذلك كما أنها لم تقُم حتى بتقريب ذلك التبغ من شفتيها... حسنًا إن كانت تريد اللعب فلها ذلك.
ابتسم ثم أردف وهو يعود بظهره إلى الخلف ويستند بذراعه على الأريكة:
-هو مش المفروض أشوف العروسة عشان أحدد رأيي ولا ايه؟ أكيد هفضل متنحلك.
شعرت بالتوتر لتغير نبرته إلى تلك النبرة الهادئة بينما هو تابع:
-لعلمك أنا كمان بدخن، فـ تخيلي واحنا قاعدين في بلكونة بيتنا كده وأعزم عليكِ بسجارة تقومي انتِ عازمة عليا بحجرين معسل.. هتبقى حاجة romantic أوي.
نظرت له بتقزز ليقطع لعبتهم تلك دخول شخص غير مرغوب بالمرة في هذه الجلسة.. "أحمد".
دلف إلى مجلسهما بطريقة هجومية بعد أن تخطى الجميع وأغلق الباب حتى لا يتبعه أحد، تنقلت نظراته بينهما وقبل أن ينبس بكلمة تحدث "فؤاد" بتخمين:
-استني متقوليش، أكيد ده اللي متجوزاه في السر صح؟ أصل دي الحاجة الوحيدة اللي معملتيهاش.
أنت تقرأ
هُنا تلاقَينا "قيد الكتابة والتعديل"
Romanceسكنها وملجأها، مُخلِّصها من شقائها، فرّت إليه من ماضيها وحياتها المغلفّة بالظلام. حيث لا قواعد، فقط الشر هو من يقود زمام الأمور، ولكن أذلك الشر أبدي؟ أم أنه هناك شعاع خير آتٍ لينير تلك العتمة؟ على كل حال فإن كان -هو- صاحب ذلك الشعاع فلن ينير تلك...
