20- صباح

18 0 0
                                    

بســم اللـه الرحمـن الرحيـم

««««««««««««««««««««««««««««

مثيرة للضحك تلك الصفعة التي تتلقاها لتفيقك من أحلامك الوردية، وتجعلك تهوى من تلك الغيوم مصطدمًا بأرض الواقع، مصطدمًا بالمواجهات التي يتوجب عليك خوضها.

____________________________

كلمات والدته زلزلت صدره غضبًا، ليس بعد أن خطط لكل شيء تأتي هي لترفض بتلك البساطة !

- ماما !

هتف بها إسماعيل كي تعود وتتوقف عن أفعالها مع مراعاته أن لا تكون نبرة صوته مرتفعة أو زاجرة، تجاهلت نداءه واستمرت في سيرها إلى أن قرر اللحاق بها واعترض طريقها لتقول نادية:
- اوعى من سكتي يا إسماعيل، لو هتتجوزها أنتَ حر بس خليك عارف إن قلبي مش هيكون راضي عليك.

- ماما بالله عليكِ ما تعملي كده وتحرجينا مع الناس مش هقدر أرجع في كلمتي، وأنا عايزها وكونها مطلقة ده ميفرقش معايا في أي حاجة، عشان أنا بحبها وعايزها.

كادت تفرق ما بين شفتيها متحدثةً ولكنه قاطعها:
- لو أنا غالي عندك يا أمي ارجعي وبلاش تحطيني في الموقف ده، بلاش تخيريني بينك وبينها عشان مش هختار حد فيكم عالتاني.

في تلك الأثناء كانت ضحى ما زالت تقف في موضعها تراقب الاثنين بالخارج وهي تحاول منع دموعها، شعرت أن كبريائها وكرامتها قد تبعثرا في الأرجاء !

لاحظ نادر حالة شقيقته وذلك التصاعد في الأحداث وقد عزّ عليه رؤيتها تتعرض لأمر كهذا، نهض واتجه نحو الخارج ليتفقد ما آلت إليه الأمور، فإن كانت تلك السيدة معترضة على شقيقته إذن فلتغرب من المنزل بأكمله.

رأت نادية خروج نادر من البهو لتنقل نظراتها بينه وبين ابنها، أبصرت عيناها نظرات إسماعيل المترجية التي تراها لأول مرة، وكذلك أبصرت عيني نادر اللتان انبثق منهما التحفز والترقب، فرغم معرفته بأن إسماعيل لن يتراجع عن قراره وأنه سيعمل جاهدًا للحفاظ على ضحى وإسعادها، إلا أنه لن يقبل أبدًا أن تُجرح كرامتها بعد ذلك من والدة زوجها، وإن كان هذا هو الحال إذن فلا زواج.

بعد عدة ثوانٍ مرت على إسماعيل كدهر كامل تحدثت والدته:
- ماشي يا ابن بطني، أدخل اما نشوف.

بينما في الداخل كانت كل من ود ووصال وابتسام يحطن بضحى للتأكد أنها لن تنهار أو ما شابه، فليس عليها أن تتأثر بأي حديث في ذلك التوقيت تحديدًا، انصرفت ود من بينهن وذهبت لتجلس إلى جانب زوجها:
- هي الولية القرشانة دي مالها كده فيه ايه ؟ هي المطلقة دي بقت عار يعني مينفعش تتجوز خلاص ؟

- طب اسكتي عشان الولية القرشانة جت أهي، بلاش فضايح وسط الناس الله لا يسيئك.

- متقلقش أنا بحاول أمسك لساني أهو، مع إنه هاين عليا أبلغ جمعيات حقوق المرأة عنها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

هُنا تلاقَينا "قيد الكتابة والتعديل" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن