¹المَرِيَضْ الأَولَ الجَلسَة الأَولى

2.3K 58 64
                                    

فيِ هدوءِ اليِل بِذلك البيِتِ
فِي وسطِ المدينة ؛

يشَعر ذلك الشَابُ البَالغُ منَ العُمْر
تسع عشرة عام بالاختِناقَ

يتَخبطَ مُفِزعا كبير السنِ الذِي
هرع يضمه لصَدره

فيصرخ الشابُ بإِلم يضِربُ
صَدرهُ صَارخاً بأنْفسٍ مُتقَطِعة

" أبي!! لا أَستطيع التنَفس!!
رئتَيِ لا تعمل!! "

يسحبُ الهَواء بِقوة لصَدرهِ
و مَا زادهُ ذلكَ الا المَاً ؛
































يستَيقِظُ أَشَقرالخُصُلاتْ طَويل
القامة صَباحاً ؛

تَقلبَ بِنعسَ فيِ سريرهِ الكبير
ليسَتقيمِ تاليِاً ؛

يُناظِر السَاعة فِي هاتِفهِ ليجدَ
الوقتَ مُبِكِراً ؛

اتجَه نحوَ الحمامِ المُرفقِ بالغرفة
يقِف تحتَ بردِ المياهِ مُتنَهِداً ؛

خرجَ يلفُ خصَرهُ بمِنشفة نحو
الخِزانة مُتجِهاً ؛

اِقَتنىَ ثِياباً رمَادِية و كمَ كانَ
لِذاكَ اللونِ مُحِباً ؛

غَيِرَ مُلأَةِ سَريِرهِ كَ عادتِهِ و كانتَ
بِيضاءَ للونِ الغُرفَةِ مُطابِقه ؛

اتَجهَ بِخَطواتِهِ نَحو المَطَبخَ
يُشغِل جِهاز القَهوة و يُناظِر جَدوَلهُ منتظِراً

فورَ انْ جَهزتْ قَهوتُهُ إِتَجهَ
نَحو سَيارتِهِ ذاتِ لون الرماديِ الذِي
و كمَا ذُكِر كَان لهُ مُحِبباً ؛

دَخَل عِيادَتَهُ يُلقِي التَحِية عَلى فَتى الإِسِتقَبال كَما سَماهَ و الذِي كانَ دَائما مُتبَسماً ؛

جَلسَ خلفَ مَكَتبِه لأَولِ
حَالتِهِ مُنتَظِراً ؛

صَوتُ طَرقِ عَلى البَابِ كان خافِتاً ؛

فَردَ طَبِيِبُنا بِكامِل هُدوئِهِ نَابِساً

" تَفَضَل "

دُفِع البَابُ بِخِفة و دَخَل ذُو الأَكتافِ
المُقَتَبَة مُقْتَرِباً

شَعَر قَصِيرِ قَتِيمُ اللَونْ و أَعَيِنُ فَحَمِية
دَاكِنَة و مَلامِحاً كَانَ العُبوسُ لها غَازِياً

" لي مارك؟ "

نَطقَ الطَبِيبُ بِهُدوءٍ مُتسَائِلاً
و الاخِير اجَابَ مُومِئاً ؛

Doctor || الطَبيِبْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن