"مسلم"
في الشغل كنت قاعد براجع في الخرطة بتاعت البيت المفترض اشتغل عليو، جاني إتصال من صاحبي ومشغلها لي عشان اجي الجامعة، ما في بالي وخصوصا حيكون في جوطة وناس كتار وانا بحب الهدوء، لكن تحت ضغطو علي واصرارو الشديد ما قدرت ارفض.
رجعت البيت استحميت ولبست جلابيتي وقشرت عشان امشي اعمل لبش، واتوقعت الجو ما يعجبني لكن ما رجعت وقعدت شوية وانا بشوف ناسي القدام، لفتت نظري كانت واقفة بعيد خطواتي براها ساقتني ليها، لابسة فستان حلو عليها وطالعة بيها زي الأميرة ضايقني شعرها الطالع من الطرحة الما مكوزة دي لكن غضيت نظر، وقفت قدام طربيزة وعيونها على حاجه حاولت اعمل نفسي مشغول عشان ما تكشفني، في اللحظة ديك وقعت عيني على إقتباس جميل عايز اشيلو لقيتها برضو عايزه، كان ممكن اتنازل ليها عنو ببساطة وانسحب لكن ديك كانت فرصة، خلقت بينا نقاش وتوتر عشان تتذكرني مع انو اول لقاء لينا وكان مفترض يكون اقل حِدة من كده.
اشتريتو بسرعة ولحقتها عشان ادي ليها وسمعتها وهي بتقطع فيني مع صحبتها، ضحكت من كلامها لكن اتصنعت اللامبالاة واديتها الاقتباس.
في الايام البعدها كنت بفكر فيها ما اول بت حلوة اشوفها في حياتي لكنها كانت مميزة، عيونها السودة رموشها الكثيفة حواجبها وانفها الصغير.. شفايفها اللامعة، صوتها وحركات وشها وخدوها البقت حمرا لمن ضايقتها، لا البحصل لي ده ما طبيعي.
في اليومين البعدها كده بزور الجامعة بصورة ما عادية حتى الكل لاحظ لي خصوصي اني خلال السنتين المضت بجي مرة وحده وما بكررها، لكن السنة دي في سبب يجيبني.
اخر يوم واخر امل لي عشان اشوفها جات، من بعيد لمحتها وكنت قايلها خيال او وحدة بتشبهها لانو مرتين طلعت ما هي، لكن المرة دي متأكد دي هي مشيت وراها لما اتيقنت من صدق احساسي شلت قهوة ومشيت ليها.
ما اظنها كانت متوقعة تشوفني لكن اتكلمت معاي بعفوية، ما حسيت بالزمن وانا معاها وصحبتها دي نفسي اديها وسام افضل صديقة لانو بسببها قعدت معاها اكتر، مع انها اغلب الوقت كانت ساكته لكن شوفت عيونها كانت كفاية.
بعد ما وصلتهم وانا بعبي بنزين عشان ارجع بيتنا لانو ماف اي سبب يخليني اجي ام درمان وما عندي فيها اي موضوع، انتبهت لورقة في المقعد الورا وكان مكتوب فيها رقم، ومن معرفتي القليلة بيها لا يمكن تكون هي خلته لانها تقيلة ورزينه، يمكن تكون صحبتها عرفتها ما حتتصرف وقررت عنها الخطوة دي، طبقت الورقة وختيتها في الدرج لو عايز اتكلم معاها لازم اشيل رقمها بنفسي وتكون هي عارفه وحابه ولازم كمان اخلق لينا صدفة تانية.
"رُدينا"
الوقت كله ماسكه التلفون في يدي منتظرة اتصاله ولا رسالة تجي منه لكن ماف شيء، طالما نانا ختت ليه الرقم مش مفترض يتصل ولا يرسل؟