البارت 3

2.1K 37 0
                                    

 

" شيطـان أخرس.. ولكن خيوطه كالفهرس.. يعرض نفسه امامك ويتركك تغرق وسط الغرس " !!!!
شعور خانق.. او لربمـا اختناق عميق يتطاير ملوحًا بلقب "الخيانة" جعلها تنفضه عنها بقوة قدر ما استطاعت لتصرخ فيه بصوت حاولت جعله منخفض رغم تدرجات العصبية النافرة به :
-أنت مجنون.. مريض !! أنت استحالة تكون اخوه، أنا مرات اخوك يا حيوان
أنهت كلمتها بصفعة مدويـة.. صفعة كان لابد منها الان لتختطفه من عالم لم يُخلقا كلاهما له... !
امسك بوجهها بين يداه يزمجر فيها بصوت مبحوح :
-انتِ حبيبتي انا.. المفروض تكوني مراتي انا !!
فصرخت فيه :
-اخررررس
بينما هو كان يحدق بها صامتًا، وعندما بدأ يستعيـد وعيه همس وهو يبتعد عنها متمتمًا بعجز :
-انا اسف.. سامحيني يا نور، أنا آآ
ولكنها قاطعته وهي تشير له جازة على أسنانها بحدة :
-بس.. دي مش غلطتك لوحدك أنا اللي غلطت لما اعتقدت انك اخويا فعلا وكنت بتعامل معاك بتلقائية
لا يدري أي وحش خلقته بحروفها العشوائية فتحكم بسطوة مشاعره الفياضة وعندها هدر فيها بوحشية :
-أنا اللي ليا الحق على فكرة.. أنا حسيت بمشاعري دي قبل ما تتجوزيه مش بعد.. انا مش و*خ للدرجة !!
ابتسامة لعينة سمجة رُسمت على ثغرها يتبعها همسها المُهين :
-لأ مهو واضح
ودون أن تعطيه فرصة اخرى للرد كانت تغادر تلك الغرفة التي اطبقت على أنفاسها حد الاختناق فلم تعد تشعر بقلبها تسير دقاته في خط الحياة.. بل وكأنه يحفو على جمرات ملتهبة !!!!

................................

ساعتان تقريبًا وهو يحبس نفسه في تلك الغرفـة.. يصرخ بجنون بعدما قتل ذلك الشعور بالنشوة تجاهها فلم يعد يشعر سوى بجمرات الذنب التي استقرت بحلقه فتجعله يأن كل ثانية !!
وفجأة سمـع صراخ "نور" من الخارج بفزع تصيح :
-حساااااام
ركض مسرعا للخارج ليجدها تمسك بالهاتف وتصيح منهـارة.. ابتلعتها دائرة من الجنون وهي تردد بلا توقف :
-حسام لا لا يارب متعاقبنيش بالطريقة دي!!
سألها جسار متوجسًا بسرعة :
-ماله حسام ؟
أتت والدته ايضا فغمغمت نور بحروف متقطعة :
-واحـ واحـد آآ كلمني من تليفونه بيقول انه من المستشفى وانه عمل حادثة !!
شهقت كسكين قسمت أرواحًا مثلجة لأنصاف مشتتة نازفة...
خلال نصف ساعة كانوا جميعهم وصلوا المستشفى تحديدًا امام غرفة العناية المركـزة التي خرج منها الطبيب لتوه يمسح جبينه المتعرق..
فسألته والدتهم :
-طمني يابني الله يباركلك ابني كويس ؟!
تنهـد الطبيب بقـوة.. وبأسف حاوط حروفه من كل جهة قال :
-للأسف وضعه سيئ جدا وفي اصابات في اماكن خطيرة
ثم نظر لـجسار يسأله متمعنًا النظر فيه :
-أنت جسار ؟
اومأ جسار متعجبًا :
-ايوة انا
اشار له الطبيب نحو الممرضة مرددًا بنبرة مشفقة :
-المريض مش مبطل يجيب سيرتك عايز يشوفك الممرضة هتديلك الحاجات اللي مفروض تلبسها وادخله بس رجاءا ماتطولش
وبالفعل دلف خلال دقائق قلبه ينبض بعنف.. لا يصدق أي صدمة تلك زجت نفسها بحياته هكذا !!
وجد اخيه بحالة يرثى لها.. اشار له بأصبعه أن يقترب... فقال بصوت مبحوح يكاد يسمع ؛
-أنـ كحكحكح... أنا مش محتاج.. مش محتاج اوصيك على امك، لـ لـكن نـو... نور يا جسار..
نبض القلب بعنف رغم إرادتـه.. يعلن أن صياح سوط العقل لم يفلح في تسرب دقاته بعد !!!!
ليكمل حسام بوهن :
-اتجوزها... هات منها الابن اللي كان نفسي اشوفه.. خـ خليها تسامحني انـ اني مكنتش زي ما هي كانت بتتمنى إني اكون.. قـ قولها اني نسـ نسيت دور العاشق وركزت على الزوج بس... انـ وصيتي ليك يا جسار اتجوزها.. أآآ...
ثم بدأ يسعل مرة اخرى بشدة.. بينما جسار.. اين هو جسار الان اساسا ؟!!!
جسار اختطفته حفرة الصدمة تعبئه فيصبح مسلوب.. مهوم.. مخطوف وشريد يحاول الاستغاثة بذاك العقل الهارب.. !!!
امسك اخيه الذي بدا وكأنه يلتقط أنفاسه الاخيرة وهو يخبره بصدق :
-أنا مـ مش هأمن على شرفي غير لأخويا، أنت اللي هتحافظ على عرض اخوك.. و... وتعوضها !! ولما تتجوزهـا... هـ هتفهمني !!!!
نظر للاعلى بصمت.. لا يجاهد ذلك القدر بعد الان.. رص ما استطاع من خطى مـحت ثكنات الماضي....
لتنقطع انفاسه هكذا وفجأة راحلًا عن تلك الدنيا التي يعتقدها البعض خالدة.. !!!
عندها صرخ جسار والاف الخناجر تُشرح حنجرته من قوة صرخته :
-حسااااااااااام
اتى الطبيب والممرضات على صراخه فبدأ يفحصه الطبيب ليمط شفتاه بأسف نافيًا برأسه...
خرج جسار يجر ازدال الخيبة.. الالم العميق.. التوهـان وسط متاهات تقطع انفاسك ولا تصل لنهايتها !!
وجد كلا من والدته ونور يركضون نحوه ويبدو انهم كانا في غرفة اخرى...
لتسأله نور بلهفة متوترة ؛
-حسام قالك أية يا جسار ؟ هو كويس ؟!!!
ظل صامتًا للحظـة... وكأنه يجاهد ليستقبل الرد المناسب من العقل.. فاستطرد :
-قالي اتجوزها عشان تعوضها !
ركضت والدته نحو الغرفة تصرخ بذهول بينما ترنجت نور حتى اوشكت على السقوط على الارضية فاقدة الوعي، ليلتقطها جسار بلهفة فتصبح بين احضانه يربت على خصلاتها التي ظهرت برقة هامسا بشرود غريب :
-هاتجوزك يا نوري.. أنتِ بتاعتي من ساعة ما اتولدتي.. هنفذ وصيته ووصية قلبي !!!!!

احتلال قلب(مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن