البارت التاسع

1.6K 31 0
                                    

جميـع الإنذارات ضربت بعقلهـا في تلك اللحظـات...
أصبح خلفهـا تمامًا.. بينهمـا نقطـة لا تُذكـر من الفراغ.. محاها هو وهو يلتصق بها عمدًا محاوطًا خصرها بتملك....
فشهقت وهي تحاول إبعاده عنها بضيق :
-أبعد عني
ولكنه لم يلبي طلبها الواهي الذي يُضاهيه ألاف النداءات التي تطلب القرب داخله.. !!!!
رفـع إصبعه يسير به ببطء يتحسس ظهرها من أعـلاه إلى أسفله... ببطء.. ببطء شديد حتى سارت قشعريرة متناغمة على طول عمودها الفقري.. !!!
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تحاول الابتعاد عنه..
تبًا له... يعرف كيف يفقدها الأحساس بالدنيـا وما فيها !!!
يعرف كيف يدمجها معه في خليط يصعب فكه.. !!
إلتفتت مسرعة لتعطيه وجهها ليزيل يده عن ظهرهـا... ليرفـع يده يده يقبض على ذراعها بعنف وهو يسألها :
-ازاي تسمحي لنفسك أنك ترقصي مع الواد ده ؟؟ خلاص مابقتيش تحترميني للدرجة
حاولت نفض ذاك الخجل عنها وهي تخبره ببرود :
-الله !! واحد معجب.. مش يمكن ربنا يسهلي وادبر عريس عقبال ما أنت تبعتلي ورقتي !
تأوهت بصوت عالي عندما وجدته يقترب كثيرًا حتى قضم أذنها بأسنانه الحادة ككلماته وهو يتابـع :
-تبقي بتحلمي يا حبيبتي.. إنتِ كلك على بعضك ملكي انا.. ومستحيل أسيبك، لما تشوفي حلمة ودنك دي ابقى اطلقك زي ما أنتِ عايزة
تأففت وهي تزمجر غاضبة :
-يووه هو غصب ولا أية !!!
اومأ مؤكدًا ببـرود أشعـل الثلوج المتراكمة فوق قلبها :
-اه.. كل حاجة بمزاجك الا دي
رفع اصبعه ببطء شديد يتحسس وجنتهـا الحمراء وهو يهمس لها بحزم :
-انا مش قولتلك ماتحطيش روچ وأنتِ رايحة اي حته ؟!
رغم جيوش التوتر التي زحفت لمسار روحها الساكـن.. ردت بثبات :
-ايوة
اتسعت ابتسامته وكأنه ينتظر تلك الفرصة مجيبًا بخبث :
-وده ليه معنى واحد، أنك عايزاني انا امسحهولك.. وانا هاكون اكتر من مرحب يا ترنيمة عذابي وعشقي
وقلبهـا أن ترفض.. قبل أن تستخدم ألوان القسوة في رسم لوحة مزيفة من النفور كان يُطبق على شفتاهـا بنعومة شديدة يلتهمهـا باشتياق لا يُكتم وجوع لا يموت... !!!
تجاهل اعتراضتها الواهنـة ليحكم قبضته حول خصرهـا.. كانت شفتاه تعزف سيمفونية عذبة ورقيقة على شفتاها المتلهفة رغم كل شيئ...
ابتعد بعد قليل لحاجته للهواء.. ليهمس بابتسامة ماكرة :
-كدة تمام يا ترنيمة قلبي.. تقدري تخرجي
حاولت النطق من بين انفاسها اللاهثة وكأنها خرجت من سباق عنيف للتو :
-أنت آآ ... وقح !!
نظر لرقبتها الظاهرة نوعًا ما.. وامتلأت عينـاه برغبـة لونت كل الجدية داخله، ليكمل بغمزة خبيثة :
-وهاكون وقح أكتر لو ماخرجناش دلوقتي، وعلى فكرة هتيجي معايا البيت انا اتفقت مع جسار !!
جـزت على أسنانها بغيظ وهي تردف :
-ده بعينك !
تركته وأسرعت تحاول الخروج قبل أن يلتهمهـا بتمهل كما تفعل نظراته الان.... !!

..........................

خرجـت وتوجهت نحو المنضدة المخصصة لهم.. وما إن رأت جسار حتى هتفت له بحنق :
-بقا كدة يا جسار ؟! ماشي انا غلطانة اني بثق فيك
ابتسم جسار ومن ثم احتلت الجدية نبرته وهو يخبرها بحسم :
-أنتِ هاتروحي مع جوزك يا حبيبتي هو فهمني وهيشرحلك كل حاجة بس في بيتكم
هـزت رأسها نافية باعتراض :
-لا انا مـ آآ
ولكنه قاطعها بصرامة هادئة :
-ترنيم.. لو بتثقي في قرارات اخوكِ هترجعي مع جوزك
زفـرت بضيق متمتمة بعد صمت دقائق :
-اوووف حاضر !

احتلال قلب(مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن