البارت التامن

1.8K 32 0
                                    

 

" وعندمـا تضيـع أنت فراغ يقدم نفسه إليك بألغام العقـل الاضطرارية.. تعض على أصابعك ندمًا ولتقل يا ليتني لم افسد عيشتي " !!!
إنهيـار ذاك او افظـع ما لفح به فجعله يتسابق مع الريح في السقوط...
منذ ان جلبها للمستشفى وذلك الطبيب لم يخرج حتى الان...
كان يسير ذهابًا وايابًا.. يأكل الطرقات غلًا ولومًا وألمًا...!!
واخيرًا خرج ذلك الطبيب بعد فترة طويلة، ليسارع صقر متساءلاً :
-طمني يا دكتور هي كويسة ؟!
سأله الطبيب بهدوء :
-أنت زوجها ؟
اومأ صقر مؤكدًا.. ليخبره بأسف :
-للاسف خسرنا الجنين.. ربنا يعوض عليكم، أحنا عملنالها تنضيف للرحم وبعد شوية هتفوق تقدروا تطمنوا عليها
ثم تركه ليرحـل..
بضعة حروف أحاطتـه كسلاسل من لهب تخنقه
.. تخنقه بشدة حتى بات يشعر أنه لا يستطيع الفرار !!
كيف سيرا وجهها ؟!!!
كيف سيخبرها... كيف سينظر في عيناها من الاساس !!!
والاهم كيف تسبب هو بتلك الخسارة الفادحة !!؟
لم يشعر بنفسه وهو يضرب الحائط بعنف بيده صارخًا :
-انا السبب.. انا السببببببببب !!!!
اقتربت منه والدته مسرعة تحاول تهدئته :
-اهدى يا حبيبي ده قدر ربنا.. ربنا هيعوضكوا غير ان شاء الله
ظل يهـز رأسه نافيًا بألم :
-لا.. مش هتسامحني.. عمرها ما هتغفر الغلطة الغير مقصودة دي
اقتربت منه نيرمين ببطئ.. لتهمس بفرح حاولت اخفاءه :
-اذا كان ربنا بيسامح هي مش هتسامح ؟!! وبعدين في الف واحدة يتمنوا تشاورلهم بس عشان تخلفلك العيل اللي نفسك فيه !
كان يجـز على أسنانه بغيظ حقيقي.. وكأن تلك البراكين ستنفجر داخله الان فتدمر اي شيئ... !!
نظر لها نظرة ذات مغزى وهو يهدر فيها بعنف :
-محدش هيجيب العيل ده غيرها هي، هي بس !!!!
ثم تركها ليدلف لغرفة تلك المعشوقة...
رآها تتسطح على الفراش.. وجهها شاحب يوازي شحوب الموتى.. !!!
جلس على طرف الفراش لجوارها.. ليجدها تبدأ باستعادة وعيهـا وهي تتأوه واضعة يدها على بطنها...
مد يده يضعها على يدها برفق هامسًا بصوت مبحوح :
-اسف.. اسف يا حبيبتي
بدأت هي تأن بصوت مكتوم وهي تضغط على بطنها :
-ا آآ ابني.. جسااااار... جسار !!
كور قبضته بعنف وهو يراها تستنجد بغيره حتى قبل أن تستعيد وعيها كاملًا..
ماذا إذا استعادت كامل قواها ؟؟!!!!
طرقـات قوية صدحت كالبوارق داخله وهو يراها تفتح عيناها البنية بضعف.. وبمجرد أن رأته انتشلت يدها من اسفل يده وهي تصرخ فيه مزمجرة :
-انت بتعمل اية هنا ابعد عني !!!
حاول الاقتراب منها يهدئها قليلا :
-حبيبتي اهدي.. أنا آآ
ولكن على العكس تماما ثارت اكثر وهي تحاول النهوض مزمجرة فيه بجنون هيستيري :
-ابعد عنييييييي انا مش حبيبتك انا بكرررهك اطلع برررره بررره مش عايزة اشوفك !
وعندما كاد يتحدث وجد الطبيب خلفه يستأذنه بجدية هادئة :
-لو سمحت يا صقر بيه.. أنت كدة بتتعب المدام اكتر.. سيبها براحتها عشان مايجيلهاش انهيار عصبي
شعـر بكل ما بُني بينهم هُدم بلحظة.. ومع كل حجر من بناء عشقهم المتيم يسقط.. يشعر بجبل من الالم داخله يزلزله.. !!!
اقترب منها مسرعا يمسك وجهها بين يداه هامسًا بلهفة :
-ترنيم أنتِ عارفة أني ماكنتش اجصد أموت ابننا.. صح ؟؟ أنتِ عارفة اني بحبك وماجدرش ابعد عنك !! اكيد ربنا هيعوضنا بغيره كتير
لمعت تلك الحمرة من البكاء بعينيها وهي تردد بشراسة نافية :
-على جثتي.. غلطة ومش هكررها تاني ابدا، انا بكرهك لا يمكن اعيش معاك او اخلف منك !!
يا الله من قساوة كلماتها التي ظلت تُذبح فيه ببطء ولكن دون ان تقتله !!!!!...
كان ينظر لها بتوهـان وكأن كلماتها خدرته.. إلى أن وجدها تنفض يده عنها بقوة مغمغمة للطبيب :
-لو سمحت طلعه بره مش عايزة اشوفه
نهض ببطئ وكأنه مشلول لا يقوي على الحركة.. حمرة البكاء بعينيها زادت الطين بلاً.. وخاصة وهي تكمل بأشمئزاز منه :
-اخلف منك تاني عشان اقول لعيالي ابوكم هو اللي قتل اول اخ ليكم ؟؟؟! لا.. يا صقر لا مستحيل.. مفيش حاجة هتجمعني بيك الا عزايا ليوم الدين !!
بلحظة كان امامها يحتضنها رغمًا عنها بانهيار اشعرها انه يمنع نفسه عن البكاء بصعوبة ؛
-لا يا ترنيم.. انا ماجتلتش ابني، اللي حصل ماكانش جصدي.. أنـ... سامحيني
ابتعدت عنه وهي تنظر له بازدراء :
-بره !!
سحبه الطبيب برفق وهو يهمس له :
-صقر بيه...
ولكنه نفض يده بعيدًا عنه لينهض راكضًا للخارج...
لا تطيق رؤيته.. اصبحت تمقته.. لا تريد أن تنجب منه تحت أي مسمى...
والادهى تريد الانفصال عنه ؟!!!!!
بعد تلك المعاناة ليجتمعوا تريد الانفصال عنه !!!
ركب سيارته ثم بدأ يدب على المقود بقوة صارخًا بصوت متألم مذبوح :
-لااااااااااااا ...

احتلال قلب(مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن