الخاتمه❤🥺

1.7K 28 0
                                    

بعد اسبوعان

نهضـت "نور" من مقعدهـا متأوهة بألم.. تتنهد كل ثانيـة عل ما يجيش بصدرها من أنفاس وجوارح ثقيلة يخـف..
إنكمش وجههـا بامتعاض وهي تتذكـر الجلسات التي كان يُحضر فيها جسار الشيخ ويجبرها على حضورها..
حسنًا هي تعرضت لضغط نفسـي جعلها روحـها كـالكـرة المُختزنـة.. ينقصها وغـزة رفيعة من القـدر لتنفجر منهـارة !!....
نظـرت لجسـار الذي اقتـرب منها يجلس جوارهـا.. ثم هتف متنهدًا بثقل :
-خلاص فات الكتير ما باقي الا القليل، فاضلك جلسة واحدة وتبقي عال العال
ومن وسط شرودهـا... تكورهـا حول شظايـا الحقد التي كانت كالشوك تحيط بجوفها... إنتشلت نفسها بصعوبة لتستطع الهدوء وهي تسأله :
-انا في حاجة واحدة مش قادرة افهمها
همهم بتركيز :
-حاجة ايه يا نوري؟
عضت على شفتاها بقوة تُحارب أعاصير الإنهيـار من احتلال منطقة العقل داخلها، ثم بدأت تردف مستنكرة :
-لية حسام يعمل كدة؟؟ لية يعملي سحر عشان يربطني بيه وهو عارف اني هعاني بسبب الجنان ده!!
هو نفسه لا يدري اصلًا...
جزء ضخم داخله يستنكـر فعلة شقيقه.. ولكـن ظلام الحب داخله يمليه بتبريرات مظلمة مثله !!....
عاد ينظر لها مرة اخرى وهو يقول بصوت أجش لم تمت رعشة التأثر به :
-ولية ماتقوليش إنه حاول يوقف السحر ده وعشان كدة اتقلب السحر على الساحر ومات؟!!!
ظلت تهز رأسها نافية عدة مرات وهي تلقي بنفسها في أحضانـه.. في الجنة خاصتها تحتمي هناك تحت ظلال عشقه.. فهمست ببحة هادئة :
-مش عارفة. نفسي أحط له اعذار بس مش قادرة.. سحر !!!! لية هو حسام ماكنش إيمانه قوي لدرجة انه يفكر فـ السحر؟؟؟؟
بدأ يربـت على شعرها بحنـان...
ثم بدأ يُفكـر مغمغمًا بعبث لينتشلهـا من بين دائرة التساؤلات التي لا تنتهي :
-سيبك أنتِ، الشيخ قال فاضل جلسه بس والحمدلله انتِ بقيتي كويسة يعني ممكن نعملها بعد ما نتجوز
ثم صفق بحماس مرددًا والسعادة تتقافز من بين حروفه :
-وفرحنااااا بقا
ابتسمت وهي تشاكسه ببرود :
-وايه يعني فرحنا !!
غمـز لها بطرف عيناه هامسًا :
-الفرح.. وما بعد الفرح ودي اهم مرحلة بالنسبالي
ضربته على صدره وهي تقول بحرج :
-سافل وقليل الادب ودايمل نيتك شمال عشان كدة ربنا عمره ما هيباركلنا
ضحك وهو يجيب بسرعة :
-لا اذا كان كدة خلاص بعد الفرح هاجيبك وألبسك اسدال ونقعد نختم المصحف !
تعالت ضحكاتها وهي تحدق به لتظهر والدته من العدم ببطء..
حينها نهضت نور مسرعة وهي تقول موجهة حديثها لجسار :
-طب هاروح اعملك شاي
ولكن قبل ان تغادر وجدت والدته تمسك يدها مغمغمة بصوت مبحوح لم تختفي رنة الرجاء منه :
-استني يا نور انا عايزاكي انتِ
هتفت دون ان تنظر لها :
-اتفضلي ؟؟
عضت على شفتاها... رآن الصمت بينهم كملازم لنسمات الهواء !!!..
فاستطردت هي دون ان تنظر في أعين كلاهما :
-انا مش عارفة اقول ايه، انا مُحرجة منكم.. مُحرجة ابص في عيونكم، انا اسفه.. اسفه اوووي يا نور انا كنت انانية وفكرت بعاطفة الامومة بس فـ مصلحة ابني، خوفي عليه اللي خلاني اعمل كدة لكن اقسملك بالله اني ماكنش عندي اي نية أذيكي نهائي، سامحوني ولو عاوزيني اخرج من حياتكم هخرج بس اشوف ابني كل فترة واطمن عليه !!
تنهـدت نور بقوة وهي تخبرها بهدوء :
-وانا ماطلبتش من حضرتك انك تبعدي عنه اصلا، ده مهما حصل ابنك.. بس ياريت حضرتك تحاولي تتجاهليني بس
اومأت الاخرى بسرعة وقد بدأت عيناها تدمع وهي تهمس :
-متقلقيش مش هضايقك خالص
حينها ابتسمت نور برسمية وهي تغادر... هي مضطـرة... مجبرة على تمرير تلك الصخرة بين أمواج حياتهـم.. !!!!
دقيقة ووجدت جسار خلفها يحتضنها بحنان وهو يردد بفخر ؛
-وهو انا بحبك من شويه !

*******

ليلة الزفــاف.........

كان مبهور بطلتهـا... عينـاه تكاد تقفـز محتضنة جمال مظهرها الذي اوقـع قلبه لسابـع ارض... وسرق انتبـاهه !!!
احتضنها ما إن اصبحت امامه.. يود ان يُدخلها بين ضلوعه فلا تستطع الهرب منه مدى الدهر...!!
دفن وجهه عند رقبتها يهمس بصوت اثـار جوارحها المشعثة :
-بحبك... اخيرًا بقيتي ملكي وادام كل الناس دي !
ابتسمت هي بتوتر دون رد...
ليقطـع لحظتهم السعيدة صوت "ليث" وهو يقول بمرح :
-اسفين لقطع تلك اللحظة.. عاوزين ناخد تذكار بس !!
اومأ جسار بحماس مرحبًا بتلك الفكرة...
ليُقبل الجميـع....
صقر وترنيم التي كانت تسير ويدها على بطنهـا.. فأحاطها صقر برقة لتعترض مزمجرة :
-بطل تكلبشني كأني ههرب منك كدة ؟!!
غمزها بطرف عيناه ولم يستطع دفن الخبث من نظراته وهو يهمس عند اذنها :
-انتِ لسة هتشوفي الكلبشه اللي على حق فـ البيت يا ام العيال
وعلى الجهة الاخرى احتضن العروسان بعضهما...
وجوارهم ليث وفجـر التي ازداد نور وجهها لرؤية والدها وشقيقتها اللذان عادا من سفرهمـا.....
لتُلتقط لهم اجمل صورة جماعية..
صـورة كانت قصـة... قصة بدايتها بضعة حروف كان البغض مُدققها.. بينما النهاية اعتزلتها !!!!!

*****

متنسوش تقولوا رايكم

احتلال قلب(مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن