البارت الحادي عشر

1.7K 29 0
                                    

الفصل الحادي عشر متنسوش تدوسه علي النجمه

قد تُضمد الجـروح.. وتُغلق السفـوح.. ولكن ليس دائمًا ما تخضـع الروح " !!
إنتفض قلبه هلعًا وهو يسمـع الطبيب يكمل بصوت أجش متأسف :
-كان نفسي ابلغك أخبار احسن من كدة، لكن مع الاسف السم أثر على بعض الاجهزة الداخلية للمدام واتسبب انها تتصاب بالعمى !!!
شعـر في تلك اللحظة أنه سقـط مصعوقًا بقوة.. سقـط حتى أحس بإنتفاضة هلع داخله، ولكنه سقط على ارتيـاح مزودج كونها ستصبح معه... !!
في البداية لم يكن استوعبها كاملة فقال بصوت متقطـع :
-طـ آآ و.. المفروض يحصل أية ؟؟ يعني دائم ولا مؤقت !!
هـز رأسه نافيًا بهدوء وهو يخبره :
-مقدرش أحدد دلوقتي، احنا عملنا كل جهدنا عشان نخرج السم من جسمها عشان لا قدر الله مايأثرش على اجهزة تانية، لكن كونه مؤقت ولا دائم دي بأيد ربنا
صمت برهه ثم تابـع بجدية مفكرًا :
-وممكن أبعتلك دكتور عيون متخصص شاطر اوي يتفق مع حضرتك
ثم ربت على كتفه مغمغمًا :
-حمدالله على سلامتها.. عن اذنكوا
أ يفرح ام يحزن ؟؟
يهدئ ام يثـور... !! يهلل ام ينوح ؟!!!
إنتقاضـات ملحومـة بسكـون قلب هُلك من طرقات الصدمة... !
جلس على المقعد امام الغرفـة يمسك برأسه بقوة..
أي حظ لعين ذاك اوقعه في تلك المصائب !!؟
وجد يد تربت على كتفه متمتمة :
-كويس إن ربنا نجاها، قُل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا
رفـع عينـاه ليجد نيرمين مبتسمة له بهـدوء...
نيرمين لم تكن يومًا حقودة كما تتصرف تلك الأيـام.. ولكن الغيرة....
الغيرة تجعل من النطفة البيضاء كتلة من الجنون والغضب المغطى بالسواد !!!
اومأ موافقًا بتنهيدة عميقة صدرت منه وهو يهمس لنفسه :
-الحمدلله.. الحمدلله انها لسة معايا، أنت كريم جووي يارب
.................................
مـرت ساعـات اخرى وقد حان وقت المواجهة.. وقت إفراز الشحنـات المنغلقة داخل كلاً منهما !!
أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره على مهل وهو يمد قدمه داخل الغرفة التي تقطن بها.. يحاول تهيئة نفسه اولًا حتى يستطع مساندتها....
دلف ليجدهـا مُمدة على الفراش ورأسها مرفوع للأعلى بصمت تـام..
صمت طابق مقولة " هدوء ما قبل العاصفة " ...
تنحنح بصوت عالي يعلن وجوده ليجدها رفعت رأسها وهي تهمس بأسمه :
-صقررر
بلحظة كان أمامها يضمها له بقوة، يُعيد للروح مكنوناتها التي اوشكت على سحب الحياة منها...!!!
أنفه غُمست بتلقائية عند خصلاتهـا يُعبئ رئتيه من عبقها المسكـر..
إلى أن ابعدته وهي تسأله وكأنها تحاول إقنـاع نفسه بما ليس صحيحًا :
-آآ... الـ النور ؟؟ النور مطفي صح !؟
أغمض عينـاه بقوة مدة دقيقة قبل أن يهتف بصوت هادئ :
-حبيبتي.. أهم حاجة إنك معايا، مش مهم أي حاجة تانية.. كل حاجة ممكن تتصلح الا الموت !! واللي حصل مش سـهل وانا عارف إنك مـؤمنة بقضاء ربنا وآآ...
قاطعته وهي تصرخ بصوت ينقصه دفعة ليصل قمة الانهيار :
-أنت قصدك أية ؟؟ قولها على طول بدون مقدمات.. أنت عايز تقول إني اتعميت !!؟ أنا بقيت عاميه !!!!!
أقتـرب منها يمسك وجهها الشاحب بين يداه برفق.. وبصوت عذب قال :
-ترنيم أهدي، أنا عارف انه مش سهـل لكن برضه وقت وهيمر صدجيني
نفضت يداه عنها بضعف وهي تزمجر بلا وعي :
-هو أية اللي هيمر ؟؟ أنت مش عارف حاجة، أنت بتواسي وخلاص زي ما أي حد هيعمل.. اللي جوه النار مش زي اللي بيتعجب من لهبها من بره... أنت عمرك ما هتحس بأحساسي دلوقتي
بدأت تذرف الدمـوع التي حرقت عيناها التي اصبحت بلا قيمة في وجهة نظرها.. ثم اصبحت تردد بضياع :
-أنا بقيت عاجـزة.. مش هقدر أعمل اي حاجة بنفسي، مش هقدر اعيش حياه طبيعية.. مش هقدر....
ثم أختنق صوتها اكثر وهي تحاول رفع يدها لتتلمس وجهه :
-مش هقـدر اشوفك... !!
وكم شعر بألم من كلمتها تلك.. تأوه بعنف وهو يمسك يدها هامسًا بصوت أجش متألم :
-ترنيييم...
ولكنها لم تتوقف بل ظلت تستطرد وكأنها تفرض على العقل ما يرفضه :
-لو قومت في يوم مش هقدر أشرب لوحدي، لو زهقانة مش هقدر أسلي نفسي وأنت مش موجود.. لو حبيت اعملك مفاجأة برضه مش هقدر..
ثم اصبحت تصرخ بهيسترية وهي تضرب نفسها بعنف :
-مش هقدررر مش هقدرر.. مش هقدر اعمل اي حاجة
ثم رفعت يدها عاليًا وهي تصرخ بصوت عالي :
-يااارب.. يارب أنت كنت مديني نعمه كبيرة اوي مكنتش حاسه بقيمتها، بس حسيت والله حسيت !!
جذبهـا مسرعًا لأحضانـه يمنـع هبوط دموعه بصعوبـة...
أصعب ما قد يمر عليه أن يراها في تلك الحالة !!
ولكنها أبعدته مسرعة وهي تكمل صراخها :
-كل ده بسببك أنت... انت السبب لو كنت صدقتني مكنش ده حصل، كل ده بسببك وفي الاخر جاي بكل بساطه تقولي وقت وهيمر...
ثم هزت رأسها بإيماءة خفيقة وهي تتشدق بــ :
-هو فعلا هيمـر.. بس وهو بيسحب روحي معاه كل يوم عن اللي قبله
وضـع يداه على شفتاها يُسكتها... لن يتحمل اكثر
لن يتحمل تلك الاعاصير التي ترميه بينها، لن يستطـع.... !!
يا ليته يستطع سحب الجحيم من بين جوارحها..
يا ليته من كان مكانها.. لم كان شعوره بالذنب يقتله على الاقل !!!!!
نطق اخيرًا بنبرة مذبذبة مبحوحة :
-صدجيني هتخفي.. هنسافر بره وهتعملي عملية وهترجعي تاني زي ما كنتي وأحسن.. خلي عندك ثقة في ربنا بس !
تابعت بتلقائية ساخرة أوجعته في الصميم :
-أنا عندي ثقة في ربنا، لكن معنديش ثقة فيك أنت !!!
عقدت ما بين حاجبيها تسأله مستنكرة :
-كل ده بأيد ربنا، لكن أنت هتعمل أية ؟؟ هتقدر تقف في وش مامتك وتحاسبها على اللي عملته ؟! هتقدر تجيبلي حقي وتطفي ناري !!؟ والاهم هتقدر ترجع ثقتي فيك ؟؟
هـزت رأسها نافية وهي تجيب على نفسها :
-لا طبعًا..
ابتلعت ريقها وهي تطلب منه بهدوء :
-إتصلي بماما وجسار عشان يجوا ياخدوني
هـز رأسه نافيًا بقوة وهو يمسكها من ذراعيها :
-لأ، أنتِ مش هتبعدي عني.. مش هسيبك لحظة، فاهمة ؟؟ أنتِ هتفضلي في بيتك.. وايوة هجدر.. هجدر والايام هتثبت لك يا ترنيم
أقترب من وجهه منها يهمس بصوت حار إنكوى ألف مرة بنيران العذاب :
-أنتِ روحي.. هو في حد بيجدر يبعد عن روحه... !!
صرخت فيه بحدة :
-أنت كداب، أنت مابتحبش الا نفسك ومصالحك.. أنت انسان مريض بيدعي العشق بس كل تصرفاتك بتنكر العشق ده، أنت عملتلي أية يثبت انك بتحبني ؟!
لوت شفتاها متهكمة ثم اردفت :
-ضربتني.. موت ابننا بنفسك.. ماوثقتش فيا وكنت السبب اني اتعميت
اصبحت تهز رأسها نافية بصوت مختنق :
-كفاية بقا.. كفاية انا اكتفيت منك مابقتش قادرة استحمل
جـز على أسنانه بقوة يسألها مستنكرًا :
-يعني أية ؟؟!!
هدرت بعنف :
-يعني تطـ.....
-قسمًا بالله لو نطجتي حرف الـ (ل) لاكون ضاربك تاني ومش هيهمني اي حاجة
قالها وهو يُطالعها بحدة عدائية لما تقوله بشدة...
ثم سرعان ما كان يحتضنها برفق ويداه تحيط خصرها بتملك واضح.. بينما حروفه تخرج تلقائيًا لتطرب اذنيها :
-قولتلك مليون مرة إنتِ ملكي، إنتِ منطقة الخطر مش مسموح لغيري يتخطاها.. جايز ماكنتش عاشق مثالي، لكن أنا متأكد إني بعشقك
وجدت نفسها تحتضنه وتدفن رأسها عن عنقه وهي تردد بشرود ضائع :
-انا محتاجة حد ياخدني في حضنه اوي، يضمني وهو بيقولي أنه عمره ما هيسبني، عمره ما هيبعد عني مهما تعبته !
وبالفعل امتثل لكلامها فضمها بقوة مصافحًا دقاتها الساكنة ليلهبها بدقاته الثائرة... وبصوت رقيق يهمس لها :
-مش هسيبك.. عمري ما هسيبك !!!!
*******

احتلال قلب(مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن