البارت الرابع

2K 40 0
                                    

كانت ترتجف حرفيًا.. اختلطت مشاعره هو الاخر حتى بدت وكأنها "وعكة مشاعر" !!
لا يدري اهو مصدوم من اعتقادها الخاطئ ام هو مشفق عليها ام حانق منها ؟!...
وعندمـا تتراكـم الاسئلة.. يختفي الجواب معلنًا انسحابه مفرغًا الساحة لها !!!
جذبها من يدها برفق هذه المرة ثم امرها بجدية :
-اهدي
وبالفعل انصاعت لاوامـره تدريجيًا... تتأهب الحياة بداخلها لاسد اوشك الدخول في عرينه !!
تنهد بعمق ثم بدأ يفسر لها على غير عادته :
-أنا بس جلعت عشان الجو حار.. لكن اللي فكرتي فيه ده عمره ما يحصل
رفع وجهها له ببطئ.. يتمعن النظر في عالم اخر عـرى شوقه المبطن الذي حاول تغطيته بأوراق الجفاء ولكن فشل.... !!
ثم اكمل هامسًا لها بصلابة :
-أنا مستحيل اجرب من واحدة غصب.. حتى لو ساعة غصب... خاصة أنتِ !
سألته ببلاهه :
-لية ؟!
دون تفكير.. دون تردد.. دون تلون لسواد الحروف او لازدهار خلفياتها قال :
-عشان أنتِ مميزة !
وتلك الكلمة كانت كافيـة... لا بل كافية جدا !!!
غطت جوانب النقصان داخلها.. قطعت تلائف الكآبة.. وبخترت رواسب الضياع... !!
وجدته يضع رأسه على قدماها ويتمدد على السرير هامسًا لها :
-أجريلي قرآن
تلعثمت في البداية.. من المفترض أنها فاقدة لتلك الذاكرة !!!!
ولكن الفطرة تغلبت على شظايا التوتر داخلها فمدت يدها بتلقائية تعبث بخصلات شعره الطويلة ثم بدأت ترتل بصوت عذب :
-بسم الله الرحمن الرحيم... الم

ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ

وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ

أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ

خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
..............

رفـع عيناه لها مسرعًا يسألها بنبرة غريبة ؛
-أنتِ حافظه القرءان على كدة ؟!
ابتلعت ريقها.. وحاولت نفض شذوذ الفطرة عنها وهي تجيبه برقة :
-المفروض اني فاقدة الذاكرة ومش فاكرة حاجة، لكني حاسه اني اه حفظاه واني بحب سورة البقرة اوي.. بحسها بتمسني من جوه !!
وكلماتها مسته هو من داخله... لا يدري أي شعور ذلك...
ولكن شيئ كالشبح يتمحور داخله يتفنن في رسم الهراءات !!!
وهل هي هراءات فعليًا ؟!!
لا يدري... ولكن لم يتمنى يومًا كما تمنى الان ان تحلق تلك الهراءات وسط سماء واقـع مشعث بأشواك فتلطفه قليلا...!!
تنهد بعمق وهو ينهض ثم استطرد بهدوء :
-يلا عايز أنام
كادت تنهض بتلقائيـة.. ولكنه امسك بيدها برقـة وكأنه من حرير ليهمس بحزم :
-عايز انام يعني أنتِ كمان هتنامي معايا !
اومأت موافقة على مضض.. فتمدد هو على الفراش.... وفتح ذراعيه ليظهر صدره الصلب العاري وهو يقول :
-تعالي
عضت على شفتاها بخجـل.. لم تُوضع يوما تحت ضغط من جيوش الاحراج هكذا !!
ولكنها اقتربت ببطئ لتتمدد جواره وتضع رأسها على صدره العاري...
كانت منكمشة خجولة.. كطفلة تختطف الانظار.. وهو كان كأب محتوي يضم حُبيبات الانهيار داخلها !
ضمها بقوة محيطًا ظهرها بيداه.. فلفحت أنفاسها المضطربة صدره العاري...
انفاسها اللاهبة ألهبـت ما دفنه هو بصعوبة..!!!
كانت كنيـران أكـلت غطاءه الواهي فكشفت عن كم الجمر المبطن داخله الان.. !!!
لم يشعر كلا منهما بنفسه الا عندما شعرت بيداه تمس خصرها اسفل التيشرت الخفيف الذي ترتديه.. فشهقت محاولة الابتعاد :
-لأ... لـ لو سمحت !
كانت أصابعه تسير على ظهرها بحركة دائريـة.. فاغمضت عيناها تحاول كبت تلك الرعشة الواضحة...
دقيقة ولم ينتظر اكثر فرفع وجهها بأصبعه لها برفق... وبتمهل شديد التقط شفتاها في قبلة مُتيمة..
ظن أنه شعر باللهب داخله.. ولكنه لم يشعر به كما الان !!!
لم يشعر ان وحوش مستعرة داخله تطلبها وبشدة كما الان...
ظلت تهز رأسها نافية بصوت ملكوم مكتوم :
-صقـر... لا سبني
بينما هو لم يكن يستمع لها.. كان يشبعها تقبيلًا.. يلتهم شفتاها بنهم كما لم يفعل سوى مرة يتيمة مع تلك المعشوقة !!
يأكـل شفتاها وكأنها الشهد الذي يخشى اختفاءه... !!
اصبح هو فوقها يطل عليها بهيئته بينما لم يترك شفتاها... فوضعت هي يدها على صدره بقوة وقد نجحت في ابعاده قليلًا فقط.. فقالت بصوت مبحوح :
-لأ... مش دلوقتي
أمسك يداها برفق فاحتوى كفها وهو يهمس وشفتاه على عتبة رقبتها :
-لأ.. دلوقتي
ثم وضع كفها على قلبه مردفًا بحرارة :
-هنا في نار... نار محدش هيطفيها غيرك !!!!!
لم ينتظر لحظة اخرى فاكتسحها دون تردد.. نجح تلك المرة في اشعالها معه.. لا تعرف ما يدور بداخلها...
ولكن تلك المرة مختلفة عن المرة السابقة.. مختلفة تمامًا !!

احتلال قلب(مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن