البارت العشرون

1.1K 27 0
                                    

الغضـب أحتل أكبـر جزء له السيطرة على جوارحه التالفـة...
فسمـع صوت ترنيم تهتف بسخرية :
-أساسًا هشوفه ازاي يعني بذكاءك ؟!
أغمـض عيناه بقوة مستغفرًا.. ثم تمتم بصوت مكتوم لها :
-قصدي يعني يكون وقـع تحت ايدك..
ثم أشاح بيده وهو ينهض مكملاً بهيسترية :
-يووووه.. معرفش، اهو سألتك وخلاص مكنتش مركز، الورق ده مهم جدًا جدًا
سألته مباشرةً :
-لية ؟ يخص أية !!؟
ظل يمسح على خصلاته عدة مرات..
يقسم الان أنه يشعر بالجحيم يحرق الأخضر واليابس داخله...
جنون....
جنون يجعله يود القتل في التو ليعطي نفسًا عميقًا لروحه التي تختنق الان.. !!!
وبدا وكأنه يحاول إلهـاء نفسه بالكلام فأجاب بصوت أجش :
-الورج ده بتاع الملاعين اللي مشغلين عزيز، عزيز مش البيج بوص فهما قرروا يضحوا بيه مفكريني اول ما هخليه يعلن إفلاسه ويتجنن هرتاح !!! لكن بعد اللي عرفته مستحيل اسكت لو فيها موتي..
حاولت النهوض وهي تستند على الاشياء من حولهـا.. فكادت تسقط متعثرة ولكنه أسرع يحيط بخصرها برفق هامسًا :
-خدي بالك
أجلسها بجواره برفق فتنهدت قبل أن تقول :
-انا عارفه إن عمرك ما هتقولي أنت بتفكر في أية.. لكن عاوزاك تتحكم في عصبيتك شوية يا حبيبي، أنت عصبي أوي وسهل حد يجننك !!
تنهـد بقوة عدة مرات..
دائمًا هي من تنجح في سبر أغـواره.. تلك الأعمـاق التي تُغلفهـا هالات من الجمود !!...
سحب يدها ببطء يحتوي كفهـا وهو ينهض مغمغمًا لها :
-تعالي
شعرت أنه يسحبها خارج الغرفـة.. ثم وبصوت عالي ينادي :
-نيرمييييين
جاءت نيرمين التي لم ينسحـب التوتر من بين مغاورهـا.. فانتشر كالفيروس بين حروفها وهي تسأله :
-ايوة يا صقر ؟؟
أجلس ترنيم ببطء على الأريكـة ثم تقـدم من نيرمين وهو ينطق بحروف مشتعلة كعينـاه التي تملأهـا نظرات موحشة :
-خدتي الورج لية ؟؟
أبتلعت ريقها بتوتر رهيب وهي تهمس له :
-ورج أية ؟؟
-الورج اللي بيدّين أبوكِ، الورج اللي هايوديه حبل المشنجة..
صرخ بهـا بصوت عالي زلزل ما جاهدت لتقويضه بين غصون الثبات...
فبدأت تبكي وهي تخبره بصوت مبحوح :
-أنت عايزني أسيبك تدمر أبويا وتحرمني منه ؟! تبقى مجنون
كان يحـارب كفـاه حتى لا يضربهـا..
هو لم يكن يستخدم العنف الا في اسوء حالاته... !!
أمسكها من ذراعها يضغط عليه بقسوة حتى تأوهت متألمة فصرخ فيها مزمجرًا :
-يعني أنتِ عارفه إن ابوكِ واحد *** وتاجر مخدرات ؟؟ عارفه إنه بيتاجر بحياة شباب زي الورد وبيضيعهم !!؟
لم تدري لمَ صرخـت فيه بالمقابل بجنون هيستيري :
-ايووة، عارفه.. ساعدته وهفضل اساعده طول ما فيا نفس ومش هاسمحلك تأذيه ابدًا !!!!
لم يتحمـل تلك البجاحة التي فاقـت بروده المصطـنع... جذبها من حجابهـا بعنف وهو يسير نحو الخارج متجاهلًا صرخاتها.. ليلقيها امام باب المنزل مكملاً بشراسة :
-يبقى عيشتك معايا حرام، طالما جبلتي على نفسك الحرام متلزمنيش.. أنتِ طالق يا نيرمين.. طالق.. طالق بالتلاتة !!!
إتسعـت عينـاها بذهـول من إستغناءه عنها... !!!؟
أهكذا رماها دون عودة.. ؟!
ركضت له تهتف بفزع :
-ازاي بس.. حرام عليك كله الا الطلاق، ده انا مرتك حبيبتك !!
نظر لها بازدراء وهو يقول بخشونة حادة أفزعتها :
-كانت غلطة عمري.. اوعي تفكريني ماعرفتش بخبثك لما خليتي امي تكذب عليّ.. بس حاولت اديكِ فرصة لكن الظاهر إن إبليس لا يمكن يحاول يدخل الجنة.. !!!!!
ثم زجرها محذرًا بقسوة :
-روحي لابوكِ اشبعي منه قبل ما ارميهولك في السجن.. غلطتك إنك حطيتي الورج في اوضة ترنيم اللي هي اصلًا ما بتشوفش
بدأت تبكي وهي تغمغم بلا وعي :
-أنت جيت بسرعه خفت احطه في اوضتي فملاقتش غير اوضتها.. معرفش إن الجدر مستعجل على اجلي كدة !!!
أغلق الباب بوجهها بعنف.. كان يتنفس بصوت عالي.. فرأى ترنيم تحاول الصعود للأعلى وهي تبكي...
ركض لها مسرعًا يمسك بيدها برفق هامسًا بصوت تبدل مائة وثمانون درجة :
-مالك يا روحي ؟! بتبكي لية !؟
هـزت رأسها نافية وهي تحاول الابتعاد عنه متمتمة :
-مفيش.. انا كويسة
وفجأة صرخت عندمـا وجدته يحملها فتعلقت بعنقه دون مقدمـات ثم بدأت تهتف بغيظ حانق :
-صقر نزلني.. نزلني انا مش عاجزة هعرف أطلع لوحدي
شعرت بأنفاسه الساخنة تحرق جانب وجنتها وهو يهمس لها بصوت أرق أرواق الروح داخلها :
-هششش. محدش يجدر يجول إنك عاجزة أصلًا.. أنا اللي بحب دايمًا تبقي في حضني وجمب قلبي كدة
بدأت شفتاهـا ترتعش كعادتها عندما تبكي.. تلك الرعشة التي تصيبه بجنون يجعله يود إلتهامهـا....
فابتسم وهو يضع إصبعه على شفتاها هامسًا :
-إتحكمي في رعشة شفايفك ادامي عشان انا اجدر اتحكم في نفسي !!....
فاستقرت رأسها على صدره العريض تضم نفسها له.. يعرف كيف يغضبها ويعرف ايضًا كيف يجعل الاحمرار يفجر وجنتاها فتصمت مبتلعة غضبها.... !!

احتلال قلب(مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن