البارت السابع والعشرون

861 18 0
                                    

الصدمة سقطت عليهم كرصاصات مُميتة !!....
تنهد "صقر" عدة مرات بقلق ومن ثم خرج صوته كالملكوم وسط حرب انهكت قواه :
-هل يمكنني أن اتصل بشقيق زوجتي ليأتي ؟ ومحامي لي
نظر له الضابط بهدوء متمتمًا يطمئنه :
-أنت لن تُسجن يا سيد، أنت برئ حتى تُثبت ادانتك... نحن نجلبك لأخذ افادتك لا اكثر !!
اومأ صقر موافقًا بسرعة.. والاطمئنان تسرب من بين حروفهم كجاسوس له يخبره أن القادم افضل... !!
مع ذلك قال الضابط باحترام وهو يتراجع :
-وايضًا أنت لم تهرب ولم تكن في موقع الحادث، لذلك سأتركك مدة عشر دقائق لتتصل بمن تحب وستجدني في نهاية ذلك الطابق أنتظرك..
اومأ صقر ممتنًا له :
-اشكرك.. سألحق بكم
وبالفعل غادروا ببطء لينتظروه في نهاية الطابق.. ليغلق هو الباب متنهدًا والشحنات السالبة أثقلت صدره...
يا جبل ما يهزك ريح... ولكن تُنحفك إعصارات معاكسـة فتسقط بدل الاهتزاز !!....
اسرع يقترب منها وهو يقول بحذر :
-إنتِ مصدقة إني ماعملتش كدا صح ؟؟
أمسكت يداه برفق لترفعها لشفتاها وتطبع قبلة خفيفة متمتمة بابتسامة كانت كأشراق الشمس وسط كوكب مظلم :
-أكيد.. روح بس ارجعلي بسرعه عشان نعمل العملية الفقر دي بقا ونرجع بلدنا!!
صوت عميق داخله هتف مهللًا
" الست الحنينة رزق " !!...
قبل جبينها بحنان ليهمس :
-متقلقيش، اصلًا الموضوع تافه بس هي غبية
لم تُعلق "ترنيم" على ما قاله ولم تسأله من يقصد... وهو الاخر تركها دون كلمة اخرى ليمسك هاتفه متصلًا بجسار الذي أجاب على الفور :
-ايوة يا صقر ؟
-جسار خلال 24 ساعة ألاقيك قدامي هنا !!
سأله بقلق :
-في حاجة ولا إيه ترنيم كويسة ؟؟
اومأ صقر مهدئًا اياه :
-تمام هو موضوع تافه بس للاحتياط الله اعلم اية اللي هيحصل، أنا رايح القسم وهاخدها معايا لحد ما أنت تيجي وتاخدها لو الموضوع طول يعني !!
-تمام تمام انا هحجز وهتلاقيني عندك قريب اديني بس عنوان القسم والفندق اللي قاعدين فيه
وبالفعل أمـلاه صقر العنوان ليغلق متنهدًا بقوة.. ثم سرعان ما كان يُخرج لترنيم ملابسها ويعاونها على إرتدائها....
إنتهوا بالفعل خلال عشر دقائق ليخرجا معًا وهي تستند عليه بهدوء..
نظر "صقر" للضابط ليقول مستأذنًا والاحراج كاد يتآكله :
-اعتذر منك.. هل يمكنني أخذ زوجتي معي ولتجلس في اي مكان جواري ولكن لا استطع تركها
ثم اشار لعينـا ترنيم مكملًا بصوت يغزوه الألم لذاك الوضع :
-كما ترى هي لن تستطع وحدها
اومأ له الضابط متفهمًا :
-أتفهمك يا سيد.. تفضل معنا
غادرا معهم بهدوء تام متجهين نحو قسم الشرطة.....

******

وصل "ليث" مع سيارة الأسعاف الى اقرب مستشفى ناقلين "فجر" التي كانت فاقدة الوعي...
كلمة "منهـار" كانت قليلة عليه...
قليلة لتعبر عن كم الفوضى التي تموج داخله الان !!...
عن هلع روحه التي تركت مقرها لتنزوي جوار تلك المعشوقة..
وعن القلب الذي اشتعلت فيه نيران... نيران مؤلمة حد الجنون تجعل قلبه يكاد يتوقف عن نبضه !!....
دخلت "فجر" الى غرفة الطوارئ لينتظر امامها متنهدًا والثقل يكاد يُدمي قلبه..
أخرج هاتفه بسرعة ليتصل بـ صقر فهو كان ومازال صديقه....
ولكن اسفًا لم يجد ردًا على إتصالاته المتعددة فتأفف بضيق هامسًا :
-استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم

احتلال قلب(مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن