البارت الخامس

2K 32 0
                                    

دلف بها "صقر" إلى غرفتهـا.. كان جسدها ينتفض.. وروحها متقلصة ملكومة بشظايا قسوته معها !!
بمجرد أن تركها ظلت تعود للخلف وهي تهز رأسها نافية بسرعة :
-لأ، والله العظيم أنا كنت بحاول أمسكها قبل ما تقـع.. أنا مازقيتهاش والله !!
حُصـرت عند الحائط.. فرفـع يده عاليًا ينوي صفعهـا... ولكن غصة من ذلك القلب اللعين أوقظته وهو يراها تخفي وجهها بيداها بخوف..
فظـل يضرب الحائط بعنف صارخًا :
-ليييية !! هي عملتلك أية ؟!! أنتِ حتى ماتعرفيهاش
تلكأ الرد بين جدران خلدها فكانت النتيجة قتله.. لم تعد تستطـع التحمل !!
كل شيئ يُكممهـا.. يكتم رواسب الحياة داخلها فتبتلعها أرض الجمود... !
ظلت تبكي بصوت عالي ولم يتغير وضعها فاحتضنهـا بقوة بدلاً من أن يصفعها..
ازداد نشيجهـا المختلط بموجات متألمة منكسـرة حُصرت بجحيم الدنيا من كل جانب.... !!
بينما احاطها هو كليًـا.. فلم تفعل سوى أن لفت يداها حول خصره كطفل صغير وهي تهمس بلا توقف :
-والله ما عملتها.. مامتك ماعملتليش حاجة، بالعكس دي دافعت عني
كـز على أسنانه بغيظ حقيقي تملكـه.. وبلحظـه أمسك خصلاتهـا بعنف بين اصابعه يقبض عليها بشدة مزمجرًا :
-ده يدل على أنك واحدة زبالة..
صرخت متأوهه وقد اتخذت دموعها مجراها على وجنتاهـا...
واسفًا شيئ داخلي اهتـز داخله بقوة.. اصبح لا يتحمل دموعهـا التي تجلده بسياط من نار !!!
وكل ذلك بناءًا على اعتقاداته الوهمية... !
رفع وجهها له بقـوة من خصلاتها ليزداد بكاؤهـا... لاحظ ارتعاشة شفتاها التي تثيـر جنونه فلم يكن منه الا أن اقترب فجأة يلتهم شفتاها بنهم... تمهل خُلط بالغيظ وبعض العنف والقسوة !!
شفتاه تتناغم مع شفتاها الصغيرة بطريقة تثيره اكثر...
اصبح يكره ضعفه امامها.. يكرهه للغاية !!!!
بينما هي ذُهـلت..
للحظة أعتقدته مصاب بأنفصام في الشخصية !!!
أبتعد اخيرًا وهو يلهث هامسًا :
-جولتلك اتحكمي في رعشة شفايفك !
كانت عينـاه مخزونًا من العاطفة الملتهبة داخل بؤبؤي عينـاه...
انتبه لصوت "نيرمين" تصيح بصوت عالي للخادمة :
-لما صقر بيه ينزل جوليله اني خرچت وابجي طُلي على الهانم الكبيرة لما تصحى من النوم
ابتسامة خبيثة كادت تحلق محتضنة ثغـره.. وكأن القدر يخبره ببساطة " شبيك لبيك الفرصة بين ايديك " !
كان يعطيها ظهـره.. شعر بأصابعها تربت على كتفـه وهي تهمس بصوت مبحوح :
-صـ صقـر !!
إلتفت لها فجأةً فلاحظ شحوب وجهها.. لم يسمـع منها سوى همسها الذي خرج بصعوبة قبل أن تفقد وعيها :
-طـ طلقني....
إلتقطهـا مسرعًا بقلق حقيقي، وضعها على الفراش برفق ليجلب عطر ويضع قطرات بسيطة عند أنفهـا وهو يهزها متوجسًا :
-ترنيم !! ترنيم قومي مالك ؟
بدأت تستعيد وعيهـا... ولكن صور ما بين الأسود والأبيض تهاجم ذاكرتها...
وصوت بعيد يهمس لها بشيئ، لترد هي بلا وعي في الواقـع :
-ماتسبنيش... !
تجـمدت يداه التي كانت تربت على وجنتهـا.. قلبه ارتجف بعنف من همسها الذي داعب الكتمان داخله !!!!
فأحاط وجهها بيداه مكملاً بحزم :
-مستحييييل.. مستحيل اطلقك تبقي بتحلمي ! قسما بالله هوريكِ النجوم في عز الضهر لو أنتِ اللي زجتيها فعلا

احتلال قلب(مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن