15

551 35 1
                                    






كَانت الحَانُ المَوسِيقى الهادِئهَ تتخِلل لِكِلتا مسامِعهُ بتروي تامً بينما يُرخِي جسدهُ على وسِادتهُ ويُغلق كلتا بُندقياتهُ بِراحه وسكون جسدهُ بات خفيف لدرجه شعر بأنهُ يُحلق بين تِلك الغيوم وهو لوهله ظن..
بأنهُ ذالِك الطير الأبيض النقِي الذي زارهُ بأحدا احلامهُ البسيطه حين كان مُراهِقاً ...
غُرفتهُ شُبه مُظلمه على الرغم من انهُ النهار الا ان الستائر الكبيره كانت تصنع ظلالاً يُسكِن روحهُ المُتعبه وعقلهُ المُزدحم بالكثير من الاشياء التي مؤخراً باتت تُخيفهُ بشدة ،
عيناهُ المُغلقه والمُرتخيه فَزعت حين شعر بِدماءً تُرمى بشكِلاً عنيف على وجهُ الذي شعر بهِ تلطخ وأمتلئ بذالِك اللون الاحمر القاتِم الذي اصبح يكرهُ اكثر مِن اي شيء..
ذو الخصلات الزرقاء فزع برعُب شديد و على الرغم من ان الهواء بارد في الخارج الان ان جسدهُ كان يتعرق بغزاره ،
هو سحب السماعات التي يرتديهم بشكِل قوي جاعِل مِن كلتا أذنِيهِ تتألم ثم أصبح يلهث بصوتاً عالي بينما انفاسهُ كانت تخرج على شكِل مُتقطِع ومِن شدةُ الهلع الذي هو بِداخلهِ أستقام بسُرعه مُتناسي كُل شيء..
توجه بخطوات مُبعثره وشكِل مُرتعب نحوا المرآه كان يريد ان يرى اذ كان وجهُ مُمتلئ بالدماء ام هو فقط يهلوس كعادتهُ..؟!
ولكن ما رآه حينها جعلهُ يدرك حقيقه واقعهُ وما يعيشه ذالِك الفراغ الذي رآهُ بوجه جعله يود الانهيار مُجدداً
فَـ وويونق لوهله نسيَ بأنهُ لا يستطيع تميز الوجوه .
ونسيانهُ لمرضهُ جعلهُ يُدرك حديث طبيبه الذي اخبرهُ بأنهُ لن يتعايش ابداً مع هذا المرض حتى وأن اراد ذالِك لن يفعل لان مرضهُ مُكتسب وليس مِن الوِلادة ..
أرتعش جسدهُ بشكل قوي بينما عيناهُ كانت ضائعةٍ لم يسبق لهُ وأن نسى مرضهُ فكيف لهذا ان يحدُث الان ؟؟
استدار وعاد نحوا سريرهُ بخطوات غير ثابته ثم جلس على السرير مره اخرى ورفع كلتا كفين يداهُ ماسح على وجهُ لكي يتأكد ان كانت الدماء التي شعر بِها حقيقه ام هلوسه مُجدداً ..؟!
فرك وجهُ بشكِل عنيف ثم انزل يداهُ لكي يراهُم ولقد كانت نظيفه بالكامل لم يكُن هناك لون أحمر او رائحةُ دماء لم يكُن هُناك شيء لقد كان فقط يتوهم مِن جديد
هو لم يستطيع تحمل ما اصبح عليهِ مؤخراً لقد ازدادت هلوستهُ بشكل فضيع واصبحت اضعاف حيث في السابق كانت تأتي بين فترة وفترة اما الأن اصبحت تأتي بشكل يومي وتتكرر اكثر مِن مره في ذات اليوم ..
انزلق جسدهُ على الارض حيث اصبح يُسند ظهرهُ على سور السرير بيما يرفع احد قدميهِ والاخره يضعها ارضاً بشكِل مُبعثر هو رفع يدهُ واضعها على جبينهُ المُتعرق ماسِح عليهِ بخفه
بقي هادئ لثانية واحدة فقط لكنهُ فجأة اتتهُ نوبةُ انهيار حيث اصبح يبكي بشكل غزير كان مُتعب مِن كُل شيء يشعر بأنه يفقد ذاتهُ كما فقد عقله يشعر بالجنون والمرض الشديد
حاول ان لا يرى اي شخص خلال تلك الاربعةُ ايام التي انعزل بِها عن الجميع لكن الجميع يأتون لهُ على شكل هوس لم يعد يستطيع محي ما رإهُ مِن رأسهُ ولم يعد يستطيع تحمل جنونهُ
أناملهُ الطويله تخللت الى أعماق خصلات شعرهُ الزرقاء بضُعف شديد بينما يحني رأسهُ هو زفر بأرهاق تليها استقام ببطئ وتوجه نحوا الخزانه مُخرج لهُ ملابس ثم سحب معطفهُ واخرج مِنهُ بطاقة صغيره كان يوجد بهِ رقم..
رمى ملابسهُ على سريرهُ المُبعثر ثم تقدم نحوا الخِزانه الصغيره التي بجانب سريرهُ وقام بسحب هاتفهُ الذي اعادهُ لهُ سُبولوڤ قبل عدةُ ايام تليها دخل على لوحةُ المفاتيح وبدأ يضغط بسبابتهُ على الارقام ،
رفع الهاتف نحوا أذنهُ ثم نظر للغرفه الشُبه مُظلمه بضياعٍ مُنتظر اجابةً مِن طبيبهُ وحين استمع لصوت الطبيب الأتي مِن الهاتف شعر بالتوتر كانت بُندقياتهُ الساحِرة بريئه ومُرهقه ،
وهالاتهُ السوداء تمكَنت مِن النِيل مِنهُ بسبب الأرق الذي اصابهُ مؤخراً ..
وويونق شعر بالخواء بأطرافهُ لتذكرهُ كُل شيء هو رمى بجسدهُ على السرير بتعب ثُم نطق بنبره مُضطربهَ و مُتشتتهَ بلهجةٍ إنجِليزيةً " مَرحبا أنا وويونق جونق .."
الطبيب تعرف فوراً على أسم الفتى كونهُ احدا مرضاهُ وأجابهُ بنبره عميقهَ"أهلاً وويونق جونق أمُل بأن كُل شيء على مايُرام مَعكَ..؟!!"
الأصغر بلل شفتيهِ ثم نظر ليدهُ التي كانت ترتعش بهدوء وتحدث بنبره شُبه هامِسه " أنا لستُ على مايُرام .."
"أشعُر بالتعب أنا لستُ بخير مؤخراً بدأتُ بفِقدان نفسي بسبب نوبات الهوس التي تضاعفت لدي لقد أستمعت إليك وابتعدت عن الشخص الذي يجعلني مهوساً لكن هذا لم يفي بالغرض "
هو جلس مُربع قدميهِ جاعل مِن ظهرهُ مُستقيم ثم قرر ان يكُمل مهما حدث رغم انهُ كان مُرتعب الا انهُ اكمل "لقد رأيت شيء قبل أربعةُ أيام جعلني أفقد وعي ليومين وفي تلك اليومين لم اشعُر بشيء فقط الخوف والوحدة شعرتُ بأنني مُختنق وأتألم .."
" لقد شعرتُ بالحراره في جميع اجزاء عقلي لقد حاولت ان اصفي ذهني قبل قليل لكني شعرت بشخص يرمي الدماء على وجهي بشكل عنيف وذالِك جعلني افزع "
وويونق صمت لوهله فقط حين شعر بالاختناق والعجز لا يستطيع ادراك بأنهُ لقد نسى مرضهُ وظن بأنهُ حين ينظر لنفسهُ مِن خلال المرآة سيرى وجههُ..
هو تحدث بنبره مُهتزه بينما يغلق عيناهُ بقوه "لكني حينها توجهت نحوا المرآة فقط لكي اتأكد مِن اذ كانت هناك دماء على وجهي ام لا أنا بالفعل تناسيت مرضي "
"أنت مُحق لا استطيع التعايش مع هذا المرض بعد ان كُنت ارى سابقاً ،أنا لا استطيع تحمل خسارة نفسي أرجوك افعل شيء واخرجني مِن هذا المرض.."
" هل تستطيع ان تُساعِدني أرجوك أفعل شيء انا سأقبل بِكُل شيء تخبرني اياهُ حتى وأن كان بقائي بالمشفى أن اردت تقيدي ايضاً فلا بأس لدي بِكُل شيء تطرحهُ أنا سأستمع لك ولن اعترض ابداً ..!!!"

افهمني|wsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن