♟️من نحن!!!؟♟️

266 14 3
                                    

ربما لو وصفت لكم بيتي لشعرتم بالبؤس لكني اعيش البؤس في حد ذاته ، لم اتكلم بهذه القسوة من قبل لكن قلبي قد تمزق من شدة التحمل، قد نركض خلف الحياة لكنها تبتعد كلما اقتربنا منها، فالنقطة السوداء في داخلي يكبر حجمها كل يوم في هذه المدينة، وهذا الحي بالتحديد،لست وحيدة لكن لا يوجد من ينصت الي، لا داعي لوصف موقع بيتي بالتفصيل لكني طالما اردت هدم بيوت جيراننا كي لا ينظرو لنا نظرة الاحتقار من فوق


لم يكونو اغنياء لكن كنا نحن الفقراء في بيتنا الشبيه بالقبو باب بشق كبير يمكن لاي شخص ان يمرر يده لفتح لباب من الداخل ، مع الأثاث القديم لم يكن كثيرا قليل فقط بحجم بيتنا اريكة ممزقة من كل جانب تفوح منها رائحة القمامة ، اعتقد ان مصدرها كان القمامة وهذا سبب رائحتها ، كانت هذه في منتصف البيت بجانبها مائدة كانت جيدة مقارنة بالأريكة فوقها اشياء تافهة لأختي اريانا تلعب بهم، ينقسم الى غرفتين غرفة لي ولاخواتي وغرفة لابي وامي كان في غرفتنا متكأ يسعنا نحن الثلاثة وطاولة نضع عليها ثيابنا ، وكان مطبخنا عبارة عن طاولة نضع عليها الأواني ، لم نكن نطبخ الطعام لانه غالبا ما نأكل الرغيف مع الحليب ، حتى ان امي لا تبقى في البيت دائما تذهب باحثة عن العمل لكن لاتجد لم يكن هناك من يعتمد على إمرأة كبيرة في السن للعمل عنده ، اما ابي فكان يخرج في الصباح الباكر ولا يعود حتى اقتراب غروب الشمس احيانا يأتي بالحليب واحيانا بضعة دنانير واحيانا لا يأتي بشيئ فقط الحزن على وجهه والارهاق في كامل جسده ، لم اسعد يوما بمنظره فقد كان يتعب كثيرا لكن لا يكسب إلا القليل ، اما عن اختاي فكانت اريانا هي الصغرى لا تتوقف عن اللعب طوال اليوم مشاكسة كثيرا ومرحة لحد كبير كانت اسعد فرد بالعائلة لأنها لا تعي شيئا ، اما عن اختي إلينار فكانت تحب القراءة وطلب العلم لكن حالنا لا يسمح لنا بأن ندخلها الى مدرسة لهاذا كانت تتجول طوال اليوم في الشوارع وتقرأ الجرائد المرمية في حاويات القمامة امام المقاهي وكانت تقرأ الإعلانات وتتبع اخبار البلاد كثيرا ، كانت تقرأ بشكل جيد لأنها تعلمت من جارتنا العمة أوركيدا ، لم اكن احب هذه المرأة وهي تبادلني نفس المشاعر ، تظهر نفسها الانسانة الجيدة التي تحب الخير للجميع وتساعد الجميع وتربي قطة لا تفارقها وتنظر بنظرة الأبله اللذي لا يفهم شيئ من الحيل ولا ينوي شيئ وكل الأفعال التي تقوم بها تكون من تلقاء نفسها لكني لا أؤمن بروح هذه المرأة فتلك النظرة التي لا تفهم ولا تعي تخفي فهما كبيرا وحيلا كبيرة اظل اراقب تصرفاتها كل ما سمحت لي الفرصة، تستغل حب الينار للقراءة لتكسبها وتستطيع الدخول الى تفاصيل حياتنا دون ان تتعب ، كانت العمة اوركيدة سابقا معلمة في مدرسة خاصة للبنات لهذا كانت لديها مهارة في الوصول الى حب سكان الحي إلا انا طبعا فلا اسمع لسواعد هذه المسنة أن تلامس رأسي كأنها شخص حكيم وينال الحب ،


كان اليوم السبت اللذي لا اعمل به استغل هذا اليوم للتجوال فليس لدي شيئ الهي به نفسي امر على شوارع المدينة كلها واراقب ، لم يكن لدي اصدقاء العب معهم مثل اريانا ولا جرائد ومجلات مثل الينار ، فقط اتجول ، انا لا اجيد القراءة ولا الكتابة ولم ادخل اي مدرسة من قبل ولا ارغب في هذا فليس لدي وقت اصلا، كان الاطفال يرتعبون مني قليلا لشكلي المخيف بعض الشييئ كون شعري المجعد كثيفا للغاية يبدو كمظلة من الخيشة على رأسي ، لكن وجهي كان جميلا ليس سيئا كوجه لوليا إبنت جيراننا كما ان بيتهم ملتسق ببيتنا ، هي في مثل سني قريبا ستكمل دراستها وتنتقل الى جامعة بعيدة من هنا ولن ارى وجهها المشؤوم كل صباح ، فتاة متعجرفة مغرورة تلازم شرفة البيت طوال اليوم بلا انقطاع مع كتاب لا يفارق يدهاوتعتبر نفسها اميرة في قصر كونها وحيدة والديها ، كانت مدللة كثيرا يشترون لها كل ما تطلبه على امل ان تصبح كاتبة في المستقبل ، لو طلبو مني النصيحة لأختصرت لهم مستقبلها في كلمة ، فاشلة ، تخاف من القطط وحتى الفراشات ، كانت تأخذ مني العديد من اللكمات على وجهها عندما كنا صغارا ، كما اني تعرضت كثيرا للتوبيخ من امي بسببها ، وبسبب والديها اللذين يشتكون لامي عن ضربي المتكرر لابنتهم الفاشلة ،


رغم كل ما حصل كانت تستحق عددا اكبر من اللكمات لان وجهها يثير الاشمئزاز ، وبعد ان كبرنا اصبحت تستغل دراستها للتكبر علي وتضنني اهتم لأمرها، الكثير من الفقر والقليل من المال والكثير من الاطفال والقليل من الطعام كانت صورة ترسمها شوارع مدينتها كل يوم اين سيذهب بنا الحال هكذا ، اصبحت اخشى على وضعنا ان يزدد سوءا سوف نموت من الجوع حتما ، حتى الحيوانات لم تجد ما تأكله اصبحت القطط المشردة تأكل النبات من شدة الجوع ، ومن سيطعمها فنحن لم نجد ما نأكله ، اجسادنا نحفت وملامحنا اتسعت ، الأطفال يفزعون من ما اوصلني اليه الجوع ، وانا في كل تلك الأفكار المتشابكة في ذهني إذا بذاكر يرمي إلي كرته أنه طفل مهذب يسكن في الحي المجاور لحينا ، يتيم الأم ويعيش مع خالته الصغرى لديها طفل صغير وتعتبر ذاكر اخا اكبر لإبنها ، عائلة محترمة ومهذبين ولطفاء ، لا تغادر وجهها الإبتسامة رغم كل مشاكلها مع زوجها ، فهو لا يرغب في العيش في ذلك الحي لكنها لاتستطيع مغادرة بيت اهلها لانه الذكرى الوحيدة من اهلها ، هناك روايات تقول بأن والدها كان ارهابي وخطط لعملية لكن تم القبض عليه ، تبقى له البنت الوحيدة خالة ذاكر الصغرى فتاة محتشمة لا تغادر البيت إلا مع زوجها وترتدي برقعة على رأسها.


السويداء.  ||||.   Suwayda (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن