🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️
تعبت كثيرا اليوم وانا اتجول بلا فائدة سأعود الى البيت سيكون افضل لو اتمدد قليلا قبل عودة والدي ، سحقا إنها يوليا كعادتها تبدو كطائر البلشون حين يرمي قدمه لاصطياد سمكة لكنه لا يتمكن من الامساك بها ، مضحكة ، قبل ان اصل الى باب البيت تفاجأت بالينار قادمة مع رجل طويل القامة ثيابه قديمة كأول معطف صمم في التاريخ ، إقتربت مني إلينار عكس الرجل اللذي قلت سرعة خطواته عندما رآى نظرة حادة مني ،
سألتها بكل جدية" الينار من هذا الرجل وماللذي اتى به الى باب منزلنا "
_ الينار "انه السيد ليونيد وهو يود مقابلة والدي في امر يخصني"
_ مالامر المهم اللذي جعله يأتي الى باب بيتنا
_ الينار : "اختي انتبهي لنبرة صوتك اماه فانا لاريد ان اقع في موقف محرج أمامه ارجوك "
اثارت انزعاجي الينار وهي تخفي الامر المهم لكني تمالكت نفسي كي اعرف هذا الرجل دخلنا البيت سوية ، امر محرج ان نستظيف رجلا غريبا الى بيتنا المهترئ ودون علم مسبق ، كانت حال البيت فوضى عارمة امي لم تكن موجودة تركت آريانا لوحدها واستغلت فرصتها لقلب البيت رأسا على عقب ، حتى وإن كان منظما سيبدو كفوضى لكنه كان أسوئ بكثير ، نضرت الى الينار وجدت خدودها محمرة ورأسها ينزل الى الارض شيئا فشيئا ومقلاتاها لا تكاد تتوقف من الحركة اللاإرادية ، عرفت انها شعرت بإرتباك امام الرجل لكني فورا بدأت بتوضيب الأريكة واجلست الرجل ، لم يكن لدينا سوى بقايا الرغيف اليابسة فجلبت له بعض الماء ، جلسنا وبدأت استفسر عن الأحوال لكي يحدثوني عن الأمر المهم لكن الرجل كان شخصا كتوما جدا ومختصر الإجابة فكلما سألته يجيب بقدر السؤال ولا يضيف اي كلام غير النظر الى زوايا البيت ربما كان مندهشا لحالنا المزري ،بدأت الينار تفتح بعض المواضيع مع الرجل حتى أني خجلت لأنها تتكلم بها
_الينار: هذا ليس بيتنا وإنما هو أجرة كنا نسكن في مدينة بعيدة لكن الظروف فيها إزدادت سوءا فانتقلنا الى هذه المدينة وصاحب البيت صديق قديم لوالدي وجد عملا في حقل تابع للدولة فإنتقل الى هناك مع سكن بالمجان وترك بيته لوالدي كي يسكنه هذه الفترة مقابل القليل من المال كل سنة ، لم نستطع تصليحه لان ظروفنا قاسية لكن عندما يتحسن حالنا سننتقل الى بيت افضل فهذا لم يعد صالحا للسكن.
ظل الرجل ينصت ويحرك رأسه دون ان يتفوه بكلمة
فتاة حمقاء ما دخل هذا الرجل حتى تتحدث له بكل هذا التفصيل عن ظروفنا وبعد لحظات فتح والدي الباب يحمل كيسا به علبة حليب ، رفع رأسه نحونا ليتفاجأ بوجود الرجل الغريب بقي ثواني وهو يحدق وفمه مفتوح من شدة التعب ثم تقدم ورحب بالرجل لكنه لم يجد شيئا ليمهد به حديثه منتظرا منا التفسير نظر إلي فأشرت له اني لا اعلم شيئا نظر الى إلينار وقال لها بصوت منخفض " ماللذي حصل يابنتي"
إلينار:" اهلا بك ابي اعرف على السيد ليونيد انه كاتب حر ويعمل حاليا في دور النشر في العاصمة"
"سيد ليونيد هذا ابي قاسم "
ابي: " اهلا وسهلا كيف حالك "
ليونيد:" تشرفت لمعرفتك سيد قاسم ، كنت اود التكلم معك بشأن بنتك الينار "
ابي"نعم تفضل "
ليونيد:" بصراحة انا في كل مرة آتي الى المدينة لزيارة اختي ارى بنتك تبحث عن الجرائد ولاحظت إهتمامها بالقراءة ، بالصدفة لقيتها اليوم ثانية تحمل الجرائد وأتاني الفضول لمعرفة سبب بحثها المتكرر عن الجرائد ، فتحدثت إليها وعلمت أنها مهتمة بالقراءة كما أن لديها نقد رائع للمقالات ، طلبت منها أن تسافر معي كي تعمل في دور النشر فنحن نستقبل أصحاب الهمم العالية للقراءة لكنها ترددت في الإجابة ثم رفضت ما دفعني الى المجيئ اليك للتحدث معك عن هذا الموضوع فنا ارى بأن العمل مناسب لبنتك وهناك ستتوفر لديها فرص كثيرا لتطوير شغفها "
وقبل أن ينهي السيد ليونيد كلامه قاطعه والدي بنبرة غليظة:" اعذرني يا سيد ليونيد لكني لن اسمح لبنتي ان تعيش بعيدا عن المنزل بمفردها فهذا سيخرج عن عاداتنا" .....................................
ليونيد:" اتفهم موقفك يا سيد قاسم لكني ارى بانه لمصلحة بنتك أن تخاطر بالعادات لتخرج من الظروف القاسية التي تعيشها"
إحمر وجه والدي بعد سماع عبارة السيد ليونيد ورفع حاجبه قائلا:" انت لا شأن لك بظروفنا سيد ليونيد وانا قلت لك آخر كلام عندي وإنتهى النقاش "
اندفعت الينار بكل قوتها لتغير رأي والدي لكن والدي صرخ في وجهها"لا تتدخلي " ذهبت الينار مسرعة الى الغرفة لكني لم الحق بها خشيت أن يزداد الجو صراخا ويتخاصم والدي مع الرجل لكن السيد ليونيد تكلم خجلا" آسف على الإزعاج سيد قاسم لم اكن انوي سوى الإقناع ومعذرة عن سوء التصرف " لم يرد والدي اي كلمة له حتى ذهب ليونيد منصرفا ذهبت وراءه مسرعة
"سيد ليونيد ، سيد ليونيد ، نعتذر نيابة عن والدي عن الموقف اللذي مررت به لكن لا تحاول الرجوع مرة أخرى ، لكي تحسن من أحوالنا ، اختي لاتحتاج للعمل وهي لتزال صغيرة"
ليونيد " لا عليك بنتي ، اعتذر مجددا عن الإزعاج" كان يبدو غاضبا بعض الشيئ لكن شخصه هادئ جدا ، لم يكن يستحق ما حصل له.
دخلت البيت وجدت والدي قد رمى بجسده المنهمك على الأريكة واغمض عيناه اقتربت منه وقلت له هل انت جائع ، احضر لك الحليب ، . . . . . . . . . .. . . .
طلب مني الماء فقلت بتهور:" هل نتحدث بعدها"
فتح عيناه ولا اكاد اهرب من نظراته " ماللذي ستحدثيني به بعد اللذي سمعته"
" ابي انا لادخل لي بالموضوع وجدته قد وصل الى باب بيتنا لم أشأ ان امنعه من الدخول كما اني لم اكن اعرف من الموضوع شيئ ،"
هل تتمكن إلينار من إقناع والدها بالذهاب مع السيد ليونيد ؟
تابعو الفصل الموالي 💎
أنت تقرأ
السويداء. ||||. Suwayda (مكتملة)
Mystery / Thriller...الحقيقة القاسية هي أن الفقر سجن لامهرب منه ...وواقع الفقير جحيم لا تنطفئ ناره بالحياة ...والهروب من الماضي خطة فاشلة تدرك في المستقبل الفتاة المسكينة التي لم تبقى في حجر أمها لتمشط شعرها.. ولم تشد معطف والدها بقوة ليشتري لها حلوى... ولم تلعب مع...