♟️العمة اوركيدة الطيبة ♟️

57 9 4
                                    

اعترف بانك كنت تعيشين حياة الأميرات لكني كنت خادمة ، امسح احذيتهم القذرة واسكب لهم الطعام اللذي لم اتذوقه ولو لمرة واجلد إذا اخطأت في الحديث معهم ولا البس سوى لباس الخادمات طوال الوقت ، بينما ابي كان يتحمل العمل الشاق مع الكثير من الاهانة " قاطعتني امي ولم تسمح لي بإكمال الحديث


قلت لها" دعيني افتح عقلها قليلا " لكنها اصرت على ابقائي صامتة ، لكن الينار لم تتفوه بكلمة بقيت تحدق نحو الباب شاردة الذهن حتى دخل ابي وسرعت امي اليه تستفسر عن يومه كي لا ينتبه الى الفضاء حالنا اخذت الينار الى الغرفة وعدت لاستقبل والدي لكنه شعر بتعابير وجهنا الحزينة كنت انوي ان لا اظهر له شيئ لكن جرحا قد فتح في داخلي، خطر ببالي أن احدث والدي بشأن الينار وانه يجب أن يفكر في قرارها كي لا تعاتبه لاحقا وترهقه بكلماتها ،جلست بجانبه وهو مغمض العينين من شدة الإرهاق بدأت اتأمل ملامحه وكأني أول مرة ارى وجه ابي ، كأن وجهه أرض جافة اختفت ملامحه وسط كل التجاعيد وعلامات الإرهاق تحت عينيه حتا تعابير وجهه تكاد تختفي ، لا اظن الناس سيرون تعابير فرح او تعاسة غيرنا نحن في البيت ، غالبا يرونه الرجل العابس اللذي لا يبتسم لكني اراه الرجل المرهق اللذي يجمل جبلا على ظهره دون ان يشكو من الم ،اذكر آخر مرة رأيت فيها وجه ابي كان بريئا كوجه طفل تماما حينها كنت صغيرة جدا ، بعد وفاة جدتي تغيرت ملامحه كثيرا اصبحت امي هي المسؤولة والآمرة في العائلة لكنها لم تكن كجدتي ، جدتي كانت تعتاد الجلوس طوال الوقت وتطعمنا وتطلب من والدي إحضار المستلزمات قبل ذهابه الى العمل ، وكان وجودها يخفت اصوات الشجار بين امي وابي ،كما انها تصلح كل كسر في الكلام بينهم وتهدأ غضب والدي وتهتم لأمره وتطلب من امي استقباله وتسخين الطعام له عند عودته من المنزل ، لكن بعد وفاتها كبر والدي سنا وعلا صوت امي عليه واصبحت متشائمة تعيش على الصراخ في وجوهنا وكمية هائلة من الحقد على والدي وتلومه على صغرها ومعاناتها بسببه ،


سمعت طرقا للباب ناديت اريانا لتفتح وقبل ان تستجيب نهضت مسرعة لافتح لان الطارق شخص غريب عرفت هذا كون باب منزلنا يفتح من الخارج بسهولة ، زاد عدد الطرقات والصوت يعلو دون ان يمهلنا الوقت للفتح ، اثار غضبي هذا التسرع فتحت الباب معقودة الحواجب ورافعة طرف شفاهي بكل عنف ، رأيت رجلا طويل القامة ابيض البشرة اسود الشعر كأنه الليل بسواده وبياض قمره ، شردت طويلا وأنا اتأمل هذه الظاهرة الجميلة ، قاطعتني ضحكات اطفال ، استرجعت عقلي بسرعة لأتفاجأ بطفلتين توأمتين جميلتين ، قال لي بصوت قريب من الخشونة " عفوا يا آنسة هل تعرفين منزل السيدة اوركيدة؟"


تفاجأت بالسؤال بكل غباء مدموج بالوقاحة" نعم من أين تعرفها؟!!!!!" ،كان يجب ان اجيبه على سؤاله بإرشاده الى منزل العمة اوركيدة لكني كعادتي لا افكر قبل الإجابة توقعت منه قليلا من الغضب او إعادة السؤال كنوع من التجاهل لي لكنه فاجئني بإبتسامة عفوية ازل رأسه إحراجا ثم رفعه لينظر قائلا: " لدي رسالة من تلميذة لها سابقا٫ اود ان اتعرف عليها واتحدث معها بشانها" وكأن هذا اليوم هو اليوم اللذي سأكشف فيه خبث العمة اوركيدة تلك العجوز الملطخة بالنفاق إضافة الى رشة من الكذب على وجهها " نعم منزلها ذاك اللذي امامه شجرة الرمان" شكرني بكل تواضع وذهب نحو البيت ناديته بصوت اقل من الصراخ " ستجد الباب السفلي مفتوحا ادخل مباشرة واصعد الى السلالم حتى تصل الى آخر طابق دق الجرس هناك ،" لم انهي ثم قلت له " انتظر سآتي معك كي لا تتلبك" دخلت مسرعة الى البيت لبست وشاحي واسرعت خلفه صعدنا السلالم نتحدث سألته " هل هما طفلتيك ؟ " اجابني نعم وزوجتي هي نفسها تلميذة العمة اوركيدة " حقا!!؟ فاجأني بأن العمة اوركيدة خبثها لم لاينسى حتى بعد سنوات ،" ماهي الرسالة التي تريد ايصالها الى العمة اوركيدة ؟!" لم انه كلامي حتى وصلنا الى الطابق الثالث وقبل ان ندق الجري فتحت العمة اوركيدة باب الشقة افزعني شكل الحرباء اللذي تتميز به مع هذا كنت انوي تحملها لاعرف رسالة الرجل هذا استقبلته بإبتسامتها وعرفها عن نفسه فرحت كثيرا بعد سماعها إسم تلميذتها ادخلته والتفتت إلي شكرا لك على إيصاله ، وهذا آخر ما توقعته من هذه الحرباء بكل رحابة صدر تطردني ، واجهتها بما لا تطيقه هذه المرة:" هل يمكنني مشاركتكم الحديث هذه المرة، ليس لدي شيئ لافعله" لم ترفض طلبي لكنها لم تقبله في نفس الوقت ، جلسنا في القاعة وبدأت العمة اوركيدة تتحدث عن تلميذتها وتصرفاتها سابقا وتمدح صنيعها ، قاطعها الرجل " هذا ما جئت لاجله اليوم ، زوجتي حدثتني عنك كثيرا وكم كنت مثلها الاعلى لآخر لحظة في حياتها" تفاجئت العمة وتوقفت عند كلمة آخر لحظة " ماللذي تقصده بهذا يا بني ، كيف حال زوجتك الآن واين هي ؟؟ ولم لم تاتي برفقتك ؟!" سكت الرجل وبدأ ينظر الى قدميه وهو يقول" في السنوات الأخيرة تعبت زوجتي خاصة بعد إنجابها ، بقيت اشهرا قليلة وهي تصارع الألم حتى اغمضت عينها واختفت جميع اوجاعها ، " بدأت الدموع تتجمع في عيني الرجل كان منظرا لايحتمل كم ان الحياة قست عليه" تركت لي كنزا ثمينا ، الآن كل ما اراه هو ابنتي فقط، " انهارة العمة اوركيدة بالبكاء" هذا لا يصدق!!! لازالت في مقتبل عمرها انا لا اصدق انها ذهبت من هذا العالم فجأة " اكمل الرجل قائلا:" قبل وفاتها بشهرين طلبت مني ان نزورك وبأنها تريد شكرك على مجهوداتك طوال دراستها لكن حالتها ساءت وكأنها علمت ما سيحدث فطلبت مني ان اكتب رسالة لك لانها تعجز عن الكتابة هاهي الرسالة تفضلي اقرائييها " امسكت العمة الرسالة وهي تفتحها طلبت منها ان تقرأها بصوت مرتفع" معلمتي انت لكبر من ان تكوني معلمة عادية كلامك جرعة الأمل في حياتي بعد كل نصائحك التي عملت بها تخطيت كل الصعاب في مهنتي تقدمت خطوات ولازلت اتقدم لولا مرضي لكنت رأيتك لكن الحظ لم يحالفني ، انت ترياق العلم يا غاليتي اتمنى ان تكوني على ما يرام واتمنى ان القاك يوما "


كان الجو عابسا إلا جوي كان غامضا كيف يوجد مخلوق لديه امتنان للعمة اوركيدة لم اتقبل هذه الفكرة ودون ان ينتبه اي شخص لعدم تأثري خرجت ولم انظر خلفي نزلت الدرج وانا افكر في اشياء كثير تشوش عقلي لم اعد استطيع التفكير حتى


يعني في البارت الشادي اكتشفت وجد ان العمة اوركيدة انسانة طيبة مش شرير مثل ما كانت مفكرة
هل ستتغير وجد وتصبح اقل حقدا وعدوانية تجاه الي حواليها ؟🤔
تابعو بقية الفصول واقلكم ان الأحداث القادمة أكثر تشويقا حتى النهاية 😍
مارأيكم بأحداث القصة ☺️
اتمنى تشاركوني رأيكم فكل بارت 💚
#رواية
#معانات

السويداء.  ||||.   Suwayda (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن