🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️🕳️
إستيقظت في الصباح الباكر كي اذهب الى العمل كنت تعبت جدا من كثرة الحوادث ليلة البارحة ذهبت لأحضر الحليب لم اجد والدي ، لقد خرج دون أن يأكل شيئا ، شربت القليل من الحليب وذهبت مسرعة الى السيد رائف انه صاحب محل الرغيف في الحي وانا اعمل لتوصيل الرغيف الى البيوت ، فور وصولي اعطاني كيسا مملوءا وطلب مني إيصاله الى بيت بعيد قليلا وانا في الطريق إلتقيت بذاكر الولد المهذب وفي وجهه علامات السرور إبتسمت معه "مرحبا ذاكر كيف حالك ؟! " . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ذاكر :"انا بخير خالتي وجد"
"ما سبب كل هذه الفرحة على وجهك في"
وقبل أن اكمل حديثي خرج زوج خالة ذاكر يحمل صناديق كبيرة ويضعها امام البيت سألت ذاكر عن هذه الصناديق
ذاكر :" نحن سننتقل من هذا الحي ، سوف نذهب الى مدينة جديدة ، " حزنت لذهاب هذا الطفل الرائع اشعر دائما بالتفائل حين أنظر الى وجهه صاحب اللون المصفر والعيون المصفرة
اكمل ذاكر حديثة قائلا:" سيأتي قريبنا بعد ان نرحل من هذا البيت سيصبح جاركم الجديد" ابتسمت وقلت اتمنة ان يكون لطيفا مثلك ودعته واسرعت في خطواتي كي اوصل الرغيف الى البيت ، بعد ربع ساعة من المشي وصلت الى وجهتي كان بيتا أبيضا من الخارج مدخله مغطى بالكامل بالورود والنباتات كان اجمل بيت اذهب إليه منذ ان بدأت عملي ، دققت الباب مرتين وانتظرت لم يفتح احد الباب اعدت الدق لكن هذه المرة فتح خرجت سيدة تبدو في منتصف العمر تلبس زيا رسميا تبدو كأنها معلمة او صاحبة مكتب ادخلتني البيت وطلبت مني الجلوس وانا طبعا لم ارفض لأنها كانت فرصة كي انعم بذلك الرخاء كان البيت مليلأ بالأثاث الفاخر والزينة في كل مكان بقيت في المطبخ لحظات ثم جاءت بصحن من الرغيف والفاكهة وضعت الصحن امامي وطلبت مني ان امد يدي وسألتي بإبتسامة " كم عمرك ؟"
قلت لها "22"
قالت لي: " إذن انت كبيرة! إنتهيت من الدراسة ؟ "
كان هذا السؤال اللذي اشعر بإحراج حينما يطرح علي
" لا، انا لم ادخل المدرسة"
ظننت انها ستتفاجأ لكنها ابتسمت وقالت " لا عليك ، مازلت صغيرة ، تستطيعين الدخول الى المدرسة الآن"
ضحكت على كلامها كثيرا فأنا شابة ولايمكن ان ادرس مع الأطفال ،
" انا احتاج الى العمل اكثر من الدراسة ، فما اريده هو العيش ليس التفلسف في المدارس"
قالت بنبرة صوت متعجبة " لم اتوقع هذا الكلام من فتاة واعية ، فالمدرسة تكسبك العلم اللذي يمنعك من الفقر والجهل يابنتي "
اعجبني كلامها كثيرا فقد كان صوابا فعلا لو درست لما احتجت العمل لكني ياليتني إستطعت ذلك
قلت بنبرة اسى :" معك حق لكن هذه هي السلسلة الطبيعية لي قلو درس والدي لكان معلما الآن ولما اجبرتني الظروف على العمل كي اساعده ، ولكني لا اتمكن من الدراسة لاني آكل لقمتي من عملي "
وضعت يدها على كتفي وهي تواسيني فإعتذرت منها للخروج كي اكمل عملي ، عدت الى العمل مباشرة وساعدت السيد رائف على إعداد الرغيف والأفكار السيئة لا تغادر عقلي.
بعد يوم متعب توجهت الى البيت مباشرة سمعت الصراخ في مدخل الحي لا اعرف مصدره وبدأت اتوتر واسرع في خطواتي حتى اقترب من منزلنا واذا بالصوت يأتي من هناك رطمت الباب بقوة ودخلت لاجد الينار في حالة غضب شديد وشدت لفتت انتباهي اريانا تصرخ ببكاء مزج وخدها احمر كالطماطم فور ما رأتني الينار حتا رمت جسدها الغاضب علي وشدت يدي بكل قوتها وتنظر نظرة الحاقد حاولت ان افلت يدي لان منظرها لم يكن جيدا للنقاش ، امي لم تتوقف عن الصراخ عليها لكنها لم تتنازل وافلتت السم من فمها قائلة: " انت وانانيتك جعلت من هذا البيت سجنا لي" احمر وجهي غضبا لكني لم ارد الرد عليها لانها لا تعي ما تقول قلت لها " هذا هراء"
لم اغلق فمي بعد ودخلت في حالة من الصراخ وجسدها يرتجف من الالم النفسي ، امسكتها امي من شعرها ودفعتها نحو الغرفة لكن هذا لم ينفع عادت اسوى مما كانت عليه وبعد نصف ساعة من محاولاتها الفاشلة لضربي وبعدما يأست من الصمت طوال هذا الوقت وبدأت تخطر فبالي الكثير من الحوادث التي مررنا بها هي سابقا حتى اعادت لي جملة قلتها لها سابقا " لماذا سأموت اذا ابتعدت عن المعانات"
" هل تودين معرفة السبب!؟" قلت لها وبكل اسى " سأخبرك" لكن بعد ان اخبرك سوف تفعلين ما يحلو لك انا لن اقف في صف والدي ولن ادخل في شؤونك " هدأت واتسعت عيونها وبكل انصات منها اكملت كلامي" انت تشتاقين الى القصر اللذي كنا نعيش فيه ، وتظنين اننا تركنا كل تلك الرفاهية واخترنا الفقر والجوع هنا!" " انت كنت صغيرة جدا لتري ماكان يحصل في ذلك البيت ، كنت طوال اليوم تلعبين في الحديقة وتركبين صغار الخيول وتأكلين ما لذ وطاب من المأكولات ، وتلبسين اجمل الثياب، وامي كانت تقضي النهار في المطبخ والتظيف والتسوق ، حتى انها كانت تبقى معك وقتا اطول وتعتني بك وتسرح شعرك كل صباح
.....ترى ما تخفيه جدران ذلك القصر 🤔
هل هو وراء معانات وجد وعائلتها ؟!✨
تابعو بقية الفصول لكشف الحقيقة التي تخفيها العائلة عن إلينار ..😍
أنت تقرأ
السويداء. ||||. Suwayda (مكتملة)
Mystery / Thriller...الحقيقة القاسية هي أن الفقر سجن لامهرب منه ...وواقع الفقير جحيم لا تنطفئ ناره بالحياة ...والهروب من الماضي خطة فاشلة تدرك في المستقبل الفتاة المسكينة التي لم تبقى في حجر أمها لتمشط شعرها.. ولم تشد معطف والدها بقوة ليشتري لها حلوى... ولم تلعب مع...