ذهبت مسرعة الى البيت وفور دخولي وجدت ابي يتناول الطعام بمفرده
" أين البقية؟! " سألته لم ينتبه شكله يأكل لكن بمكان آخر ، أبي"؟! " نعم بنيتي!! ، لم انتبه لدخولك اين كنت كل هذا الوقت؟ " " كنت في منزل العمة اوركيدة اوصلت رجلا كان يبحث عنها، أين اريانا الم تأتي امي والينار بعد؟"
" امك وجدت عملا جديدا في ورشة للخياطة، ستقوم بالترتيب هناك مقابل اجر جيد يغطي احتياجاتها"
سكت وكأن الأمر لا يتوقف عن العمل الجديد بل هناك امر سيئ قد حصل" ابي ماذا تقصد بإحتياجاتها ، الن تعمل لأجل البيت؟" نظر إلي ومقلتاه ترتجفان " ماذا هناك ابي!!" اجابني بنبرة حدة" لا تفتحي هذا الموضوع ثانية واهتمي بعملك فقط، من الآن فصاعدا كل شخص يعمل لنفسه لا احد مسؤول عن الطعام في هذا البيت، حتا انت يا وجد"
كان الغضب يلبس وجهه شعرت بالحيرة من كلامه لكن خفت ان ينفجر ما بداخله واعجز عن تهدأته، توقفت عن الحديث وسكبت بعض الحساء والتزمت الصمت طوال جلوسنا، انتهى من الاكل والقى جسده على الاريكة ينظر الى السقف ويفكر جمعت شجاعتي وسألته" ابي !! أين الينار و اريانا ؟!" انتظرت جوابه التفت الي" هما معا لا تقلقي " هذا لا يعتبر جوابا على سؤالي مللت ان اعصر الكلمات من فمه كأنها ليست بالمجان استأذنت منه وخرجت من البيت بقيت واقفة امام الباب انظر يمينا ويسارا حتى تأتي اختاي ، كان الظلام حالك بدأ العم سعيد بإشعال النور في الحي يحمل شعلته وينقل الى كل ناحية ، اصبح المنظر رائعا ومريحا للنفس لو كنت في وقت راحة طبعا لكن وضعنا لا يسمح بالراحة لم يأتيا عدت الى البيت وناديت بخوف " ابي ، لم تأتي اختاي، اخبرني ماللذي حدث واين ذهبا كي ازيح كمية التساؤلات من رأسي" لم يفتح عيناه اكتفى بالحديث فقط " بدأت امك الصراخ كعادتها ولأني رفضت عملها هذا ، ارتقى صراخها الى النبش في الماضي والتحسر لم اتملك اعصابي فدفعتها ، كان تصرفي بمثابة فرصة لها لكي تتخلص مني جمعت اشيائها وذهبت الى ورشة الخياطة لكي تعمل ، اما عن الينار ، هذه جزء آخر ، فزعت اريانا من كلام امها واتخذته على محمل الجد وبدأت بالإلتصاق بأمها والبكاء ، خرجت امك فلحقت بها اريانا ، حاولت الينار اعادتها لكنها لم تنصت فذهب معها خلف امها ، هذا ما حصل ، جيد انك لم تكوني هنا وإلا اشتعلت حرب حقيقية" انصدمت كم ان قرار امي سريع وكأنه مجهز مسبقا ، " كيف تركتها تذهب في هذا الليل هذا خطر جدا" وبعد لحظات انفتح الباب ركضت مسرعة انها الينار بالتأكيد دخلت ومعها اريانا كانت تمشي بصعوبة نهض ابي وبقي ينتظر دخول امي لكنها لم تاتي ، " الينار اين امي ؟" لم تجبني شلحت حذاءها وجلست امام ابي " تعبت كثيرا كان الطريق طويلا" انها تدور حول الموضوع وهذا مايثير انزعاجي "إلينار!! ليس وقت الإلتفاف هيا اجيبي" زفرت بقوة وقالت " لم تدعني اذهب معها بقيت ألاحقها واتوسل اليها ان تعود لكنها كادت تضربني من شدة غضبها وعندما وصلنا وسط المدينة وجدت عربة اوقفتها وامرتني ان اعود مع اريانا ، اخذت كل هذا الوقت وانا امشي لم اعد احتمل الوقوف " رفع ابي يده منفرا من تصرف امي اخذت اريانا الى الغرفة كل تنام فهذه الليلة لن تنام مع امي عدت الى ابي والينار " اعتقد ان هذه الورشة خارج المدينة لهذا ركبت في العربة ، لكن كيف استطاعت ايجاد العمل فيها....امر غريب" صرخ ابي دون ان يدري مايقول " لتذهب الى الجحيم سنرتاح من صراخها في هذا البيت ، إذا كانت بكل تلك التعاسة فلتذهب وتعمل وتطعم نفسها انا لا حاجة لي بإمرإة طائشة " لم يكن كلام والدي غريبا او قاسيا بل كان في محله لكن المشكلة في اريانا فهي معتادة على البقاء مع امي سنواجه متاعب معها" إلينار من الآن فصاعدا ستبقين اريانا بجانبك اين ما ذهبتي طالما لا تعملين بينما انا ساحضر الطعام عند عودتي من العمل وستتعلمين مني كيفية إعداد الطعام لأنك ستطبخينه انت لاحقا ، " فتحت فمها لتتحدث لكني اتوقع ما ستقوله فقاطعتها مسرعة " ستأخذينها حتى الى المقهى فهاذا ليس خطرا" سمحت لها بالكلام " لا اقصد هذا لكني اتفقت مع السيد ليونيد لأذهب معه بدأ من الأسبوع المقبل "
عم الصمت ارجاء البيت انصدمت انا وابي فآخر نا توقعناه هو ان تضعنا الينار تحت الامر الواقع وتعند وتذهب معه ، وهذه المرة كانت بكامل ثقتها وإرادتها ، لم تتردد ولو للحظة بأن تكسر زجاج الخوف من غضب ابي ، نظرت الى ابي لكن هذه المرة لم يخرج الدخان من انفه ، بالعكس كان هادئا جدا ولم يفلت اي سؤال من لسانه ، عكسي تماما كان ردها كإستفزاز وقح بل في قمة الوقاحة مع حالتنا التي لا نحسد عنها ،
" الينار!! إذا كنت تمزحين او تحاولين تجربة للحظة فهاذا ليس وقتك ، نحن لا يسعنا ان نستقبل صدمة اخيرا"
_ " لا ياوجد ان لا امزح هذه المرة كما اني اتخذت قرارا نهائي بعد فترة من التخمين "
_ " هل جننتي ؟!!!!!؟ اتودين ان ابرحك ضربا!؟ الن تكبري ؟! ، الينار سأقولها لآخر مرة هذا الرجل لن تقابليه مرة ثانية وسأذهب غدا للمقهى سألقنه درسا "
_ " مادخلك يا وجد ما دخلك بأموري!! هل انت امي ام ابي حتى تهدديني بكل هذه القسوة ؟"
_ " اسمعي حتى تعود امي لن تتحدثي بهذا الموضوع وإن مر عام عليه هل فهمت ؟!"
_ " هذا ما تقولينه انت لكن ما سأفعله انا هو اني سأذهب مع السيد ليونيد في الموعد اللذي إتفقنا عليه ولست انت من تقرري بدلا مني "
_ "ابي!! ابي!! لماذا تحدق بهذه الطريقة الن تمنعها من الذهاب مع ذاك الغريب "
بعد صمت طويل تحدث ابي بدم بارد:" إسمعوني كلاكما انا تعبت من الصراخ في هذا البيت ابقوني مرتاحا فقط فلم يعد شيئ فيه لأرتاح "
صمتت الينار وذهبت الى الغرفة مسرعة لتتهرب من النقاش" لن انسى هذا الموضوع وغدا سنكمل حديثنا يا الينار"
" ابي لماذا لم تمنعها ، لا تفعل هذا ارجوك "
_" لو كان لكلمتي شأن في هذا البيت لما وذهبت امك ، دعك منها ستهدأ وتبقى "
" لكنها ليست غاضبة حتى تهدأ ، إتخذت قرارها ولا نفع في الحديث معها "
_ " وجد اذهبي للنوم انا لا طاقة لي بالجدال "
اول مرة يدفعني ابي الى الغضب بسكوته لكن هذه المرة سنندم إن سكتنا عن قرار الينار.
" تصبح على خير ابي"
_" تصبحين على خير ، هيا"
أين ذهبت ام وجد؟ ماهو السبب الغامض وراء ذهابها ؟🤔
هل ستستمر إلينار بعنادها لترحل مع السيد ليونيد ؟ وماللذي يخفيه السيد ليونيد ليتمسك بإلينار ؟🤔
تابعو بقية الفصول لمعرفة الإجابة 😍
لا تنسو تعليق إيجابي ☺️
أنت تقرأ
السويداء. ||||. Suwayda (مكتملة)
Mystery / Thriller...الحقيقة القاسية هي أن الفقر سجن لامهرب منه ...وواقع الفقير جحيم لا تنطفئ ناره بالحياة ...والهروب من الماضي خطة فاشلة تدرك في المستقبل الفتاة المسكينة التي لم تبقى في حجر أمها لتمشط شعرها.. ولم تشد معطف والدها بقوة ليشتري لها حلوى... ولم تلعب مع...