الفصل الرابع.

78 10 9
                                    

ما حكمة الحياة في جمعنا الآن؟
تُرى لنَزهر بالحُب، أم ليعالجنا الحُب
أم رُبما، ليقتُلَنا!

___________________

ترجل من سيارته ومشى بخطواتٍ مُتريثة وقد ترقرقت عيناه ببعضًا من الدموع وهو يتذكر شقيقته الحبيبة اليوم ذكرى وفاتها وقد مرء ثلاث سنوات على عدم زيارته لشقيقته الحبيبة - شروق - في قبرها!
كم أشتاقها بشدة! لم تكن شقيقته وحسب بل أن يوم وفاتها شعر؛ وكأنه خسر الصديقة والشقيقة والأم! سار ببطيء إلى قبرها وعقله يُعيد عليه تلك المشاهد تحديدًا التي ساهمت في جعله شخصًا آخر، كان يوم وفاتها يوم تخلي الجميع عنه! قضب حاجبيه وتذبذبت أفكاره وهي يجد - يحيى - يجلس أمام قبرها ويبكي بلوعة طفل، تنهد بأختناقٍ وهو يتحسر على أحوالهم جميعًا بعد وفاتها! أقترب مُربتًا على كتف - يحيى - قائلًا:
- أهدى يايحيى، هي عند رب أسمه الكريم!
مسح - يحيى - عباراته وأبتسم بتكلف قائلًا بصوتٍ مبحوح:
- حمدالله على السلامة يا عُمر، حقك عليا مجتش زورتك!
أبتسم بخفة قائلًا:
- ولا يهمك، أنا عارف أصلًا أنك مش كويس، كلنا ضهرنا أتكسر من بعدها!
أوميء بضيق، ثم توسعت أفكاره فجأة وقرر فتح معه موضوع - سدن - فهو كان يعلم برفضها لـ - عُمر - لأجل البقاء جانبه فـ شرع مُتحدثًا:
- لسه بتحب سدن يا عُمر ؟
قضب - عُمر - حاجبيه بضيقٍ واضح وهتف:
- بتسأل ليه ؟ وهيفرق بأيه أه أو لأ هي كدة كدة رفضاني!
أبتسم قائلًا:
- الساحة دلوقتي قدامك عشان تاخد قلبها.

نظر له - عُمر - نظرة تكاد تحرقه وعقله يربط الأحداث وإخبار - سدن - له بأبتعادها عن - يحيى - والآن هذا يتمتم بتلك العبارات التي جعلت من غضبه يحتد ويصعب السيطرة عليه، فـ سخر - يحيى - قائلًا وهو يُدرك معنى نظرته:
- أنت أكيد مش متوقع أن كان في حاجه بيني وبين سدن! عشان أنت عارف أن أمي وأمها منبهينا كذا مرة منبصش لبعض أكتر من أخوات عشان كانوا شاكين أننا راضعين على بعض!
هدأت وتيرة أنفاسه ونظر له مُعبرًا عن غضبه:
- أنت متخيل أن سدن سابتني ورفضتني في أصعب فترات حياتي!
أمتعض وجه - يحيى - بغضب وصاح:
- أنت عبيط ياض ولا بتستعبط؟ أنت متخيل أنك أول ما قولتلها بحبك كان وقتها هي عندها أتناشر سنة البت كانت لسه داخله أعدادي وأنت رايح تقولها بحبك لأ وكمان في وقت موت شروق وقت موت صاحبتها الوحيدة!
أردف - عُمر - بنبرة أشبة بالبُكاء:
- خوفت يا يحيى! خوفت يحصلي زيك وسدن تموت بعد الشر وأنا مكنتش لسه قولتلها أني بحبها!
تمتم - يحيى - بضيق:
- كنت المفروض تفكر في الوضع برضوا يا عُمر ومتسبش خوفك يتحكم بيك، كنت المفروض تفتكر أنها مجرد طفلة ! وولا هتفكر تقعد معاك تواسيك على موت أختك وولا هتشوف أن دا مش الوقت المناسب أنها تقولك أنها مش بتحبك عشان كانت طفلة !

ثم صاح مُتهكمًا:
- ‏لأ وكمان كنت قبلها في ثانويتك الداخلية وبعيد عننا بقالك تلات سنين! ومكنتش بتتواصل معاها هي بذات حتى بمكالمة تليفون ولما ترجع عايزها تترمي في حضنك! دي كانت سيباك عيل عنده خمستاشر سنة فجأة رجعتلها عندك تمنتاشر سنة وشحط وطويل عنها بمترين!
نفخ - عُمر - بضيق جلى على معالم وجهه:
- تمام بعترف أني غلطان بالموقف دا! بس متنكرش أني صلحت غلطتي وبعد ما خدت ثانوية عامة رجعت وقولتلها أني لسه بحبها وتستناني بس هي برضوا رفضت وقالتلي أني زي زفت أخوها!

لا أُريد حُبًا يَقتلُني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن