ستراني مُبتسمًا، رغم السواد القابع تحت عيناي، رغم بهوت وجهي، رغم كل شيء يَحكي صراعاتي، ستراني مُبتسمًا.
_____________________
أستيقظت بفزع وهي تستمع لصوت صُراخ قادم من عند الجيران، وركضت لترى ما يحدث
وفور أن فتحت باب الشقة وجدت جارها - مُحمد - يَچُر أمرأته على الدرج وينعتها بأبشعِ الألفاظ، فـ غلى الدم بعروقها وهي تقترب منهم هاتفة بغضب:
- أنت أيه اللي بتعمله دا يا حيــوان !
وقد زجرها بحدة مُتحدثًا:
- متدخليش ياست أنتِ بدل ما أزعلك!
وقد فرت المرأة من بين يداه وهي تختبيء بـ - مليكة - كـ درعٍ حامي لها، و - مليكة - التي شعرت بـ المسؤولية أتجاهها ولم تتردد في الدفاع عنها قائلة:
- هي البلد سايبه ولا أيه عشان تعمل في مراتك كدة !رمقها بغضبٍ وتحدث:
- لما ست تبقى عايزة تطلق يبقى تتربى ولا متترباش!
وقد نهرته المرأة وهي تردد ببكاء:
- دا أنت اللي مشوفتش تربية، ياخاين يازبالة.
وقد فهمت - مليكة - الآن سبب مشاجرتهم، لذا رددت بقولٍ قاطع:
- عايزة تتطلق يبقى ليها الحرية يابيه!
على صوته وهو يبرر بتفاهات المُجتمع:
- عايزة تتطلق عشان خونتها !
ما كل راجل وله نزواته، الست الشاطرة بس هي اللي ترجعه ليها، مش البومة دي !وقد تملك الغضب من - مليكة - وصدمها بعقليته الراجعيه، وتحدثت بحدة:
- نزوة !
نزوة أيه ياحقيـر، هو الزنا دا شيء عادي بالنسبالك!
لأ أسمع، الرسول صلى الله عليه وسلم لما عاقب، عاقب ماعز والغامدية، ومسابش ماعز وقال غلطه وهتعدي، الله سبحانه وتعالى قال ”الزاني والزانية فـ أجلدوهم ثمانين جلدة” مقالش الزانية بس وساب الراجل !
وقد صمت ولم يعلم كيف يُجيب على أدلتها القطعية تلك، بينما هي رددت:
- الراجل زيه زي الست في الأسلام، وكفاية ذكورية بقى، الدين برييء من مُجتمعنا ومعتقداته، الراجل له نار جهنم زي ما الست ليها نار جهنم.ولم يجد ما يُجيب به عليها سوى قوله المعتاد بـ:
- أنا بتناقش مع مين أساسًا، مع ناقصة عقل ودين !
وقد تملكها الغضب الآن وذهب تعقُلها أمام حماقته، لذا خلعت نعلها تتلاعب به وهي تتحدث بأنفعال جلى على تقاسيم وجهها:
- وأنا كـ واحدة ناقصة عقل ودين هعلمك الدين من جديد، يراجل يا زبالـة.
وأقتربت منه بنعلها تضربه بقوة وشجعتها المرأة التي أقتربت هي الأخرى تُلقنه درسًا قاسي لا ينساه، يعلمّنَهُ كيف يتعاملن ناقصات العقل والدين، وقد أتى أحدى الرجال يبعدهم عن - محمد - الذي تلقى من ضرباتهم الكثير، وهو يقول:
- معلش، معلش حقكم عليا أنا.
أنت تقرأ
لا أُريد حُبًا يَقتلُني.
Lãng mạnأجتمعت القلُوب وتآلفت في قصةٍ عميقة يُحكى بين طياتها كمَّ الجروح التي نالها أصحابها... وبعدما تعاهد وأقسم بـ المواثيق أنه لن يتخلى، تخلى وتركها؛ كأنها خِرقة ملوثة، وتركها تعاني وحدها الخيباتِ وكان الجميع ساهم في قتلها، الأهل، الأصدقاء، الحبيب، جميعه...