الفصل السادس

52 6 0
                                    

الخوف الذي نهش قلبي؛ لأيام
قد هديء وسَكن بجانبك، آملًا راجيًا أن لا تخذله.

________________

نظرت بغل إلى البطيخة البيضاء أمامها وهي تتذكر كلمات الرجل:
- ياهنـاها يـ ساعدهـا اللي هتاخد البطيخـة دي!
تمتمت بحروفٍ مغلوله:
- البطيخة طلعت قرعة يا ابن الكدابة!
نظرمات - وعد - لوالدتها - أمل - بضحكة واسعة وهي تُتمتم:
- أضحك عليكِ ياماما؟
نظرت لها - أمل - بغيظ وهي تجدها تضحك تلك الضحكة الواسعة فـ هتفت:
- والله؛ لأكلها برضوا ما أنا التلاتين جنية بتوعي مش هيروحو على الفاضي!
وأخذت تُقشرها بوجهٍ مُمتعض بينما تُتمتم:
- عارفة يابت يا وعد، أبوكي دا عمري ما أفتكر أنه دخل عليا بـ بطيخة قبل كدة!

أكفهرت ملامح - وعد - بشدة عند ذكرها لماضيها مع أبيها، بـ التأكيد سَتذكُر ذلاته أمامها لتجعلها تكرهه وقد صَحّ حدسها حينما سمعتها تهتف:
- عمري ما هنساله أني بمشي على عُكاز بسببه!
لوت شفيتها بضيق وهتفت:
- كان شايف الرجوله بضرب الستات، ويضربني ويضرب بـ ضهري لمجرد أني طلبت منه يدفع فاتورة الماية!

أغمضت - وعد - عيناها بقهر وهي تستمع إلى  عذاب والدتها على يد ما يُسمى أبيها، و - أمل - تتذكر كُل شيء حدث؛ كأنه البارحه!

" فلوس أيــه اللي بتطلبيهــا مني يـ ****".

تتذكر ضرباته بـ ظهرها جيدًا حتى كُسرت أحدى فقرات ظهرها، كيف كانت هي من تتكفل كُل مطالب البيت؛ وكأنها لم تحصل على زوج، ألتقطت أذنيها حديث أبنتها - وعد -:
- معلش ياماما ربنا يهون عليكِ.
نظرت لها - أمل - وقد كسى الحزن وجهها مُتمتمة:
- لما ببصلك بفتكره يا وعد أنتِ واخدة نفس طباعه القذرة.
توسعت عين - وعد - وهي لا تعلم ماذا فعلت لتنقلب الطاوله عليها هكذا، بينما تمتمت - أمل -:
- أنانية زيه بالظبط ومبتحبيش أخواتك.

أنفطر قلبها، ولم تتحمل وصاحت:
- مبكرهمــش قد ما بكره اللي عملوه فيـــا!
وصرخت بها - أمل - بـ المُقابل:
- وهما عملــوا أيه قتلــوكِ!
صمتت لا تجد منفع في أن تَقُص خيباتِها تعلم جيدًا ما ستقوله صمتت وأخذت حقيبتها لتخرج من المنزل قائلة:
- أنا نازله أتمشى.
وأجابت - أمل - بصراخ وقد غضبت من تركها بـ منتصف الحديث:
- غـــوري آلهي ما ترجعــي.

وقد أستمعت لحديثها وخرجت تركض لتذهب لمكانها المُفضل الوقوف أمام الشاطيء، ورغمًا من جمال البحر المتوسط الذي تتميز بهِ أسكندرية عن باقي المُدن، إلا أن ذالك البحر تقبع بداخله أسرارًا عِدة وأرواحٍ قُتلت، وبرغمًا من جماله الظاهر إلا أنه أسودًا من الداخل سوادًا حالكًا يُعمي العينين! أسود من كَثّرة الأسرار المُعبئه بهِ.
أخذت تبكي وتبكي وبشدة، وتتساقط دموعها علَّ الألم فقط يتساقط!
ويَمرُء بـ خاطرها حديثهم الذي أهلكها، حتى أنتزع روحها.

لا أُريد حُبًا يَقتلُني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن