الفصل التاسع عشر

35 6 0
                                    

قد بلغ العشق مداه في حوزتي، لكن في حوزتك أنت كان يقبع السكين الذي قتلتني بهِ.

________________

خرج الطبيب من غرفة العمليات وظاهر على قسماته الأرهاق، فـ وجد فتاة في مُقتبل عمرها تقبل عليه وتسأله بلهفة:
- يادكتور هي عاملة أيه؟
تحدث الطبيب وهو يمسح العرق المُتجمع على جبينه:
- أنتِ اللي خبطتيها مش كدة ؟
أومئت فـ تابع الطبيب:
- حالتها خطيرة جدًا، وللأسف الشديد دخلت في غيبوبة!
شهقت - فريدة - وهي تجد نفسها مُفتعله لتلك الجريمة! لكن تحدث الطبيب بأشفاق عليها:
- أنا مش هبلغ البوليس، بس لو هي فاقت وطلبت نعمل محضر هنعمل، ولو ماتت أو حصلها حاجه مش محتاج أقولك برضوا أننا هنبلغ.
أومئت له بتوترٍ وعقلها لا يُسعفها في التفكير بشيء، كانت قادمة لمواصلة عملها في مصر، وفي أول يوم لها، تلتصق بها تلك المُصيبة!
ذهبت لموظفة الأستقبال التي تمتلك مُتعلقات الفتاة، وأعطتها الموظفة الهاتف الخاص بـ - وعد - لتتحرى به، عن أشخاص من أهلها، ولم تجد سوى بضع الأرقام البسيطة فقط، ورقم مُسجل بـ أسم - د.رأفت دهشور - عرفته على الفور، هذا الطبيب النفسي المُشرف على فرع المشفى في مصر ! وقد أستغربت علاقته بـ - وعد - لذا أسرعت الأتصال به، ولم يُجيب من أول مرة، فـ عذرته الوقت متأخر، لكنه أجاب بعدما حاولت بضع مرات، وتحدث بصوتٍ بان فيه أثر النوم:
- ألو يا وعد، في حاجه ولا أيه !

زفرت - فريدة - بضيق وتحدثت وهي تكاد تبكي:
- أنا مش وعد يادكتور رأفت، أنا دكتورة فريدة الشامي.
ظهر الأستغراب في نبرة صوته وهو يقول:
- دكتورة فريـدة !
تابعت حديثها:
- أنا خبطت وعد بعربيتي يادكتور وهي دلوقتي في المستشفى !
تحدث بـ:
- طب متقلقيش يادكتورة، أنا جايلك حالًا وهبقى معاكِ.
أغلقت معه، وهي لا تعلم تُهاتف عمها وتحدثه عما أوقعت نفسها به، أم لا، لكنه سيلومها حقًا !
لذا أستطردت هذه الفكرة من رأسها.

و - وعد - الراقضة على الفراش بجسدها المُنهك، والأجهزة المُتصلة بها تساعدها على التنفس بشكل جيد، كانت مُغمضة الأعيُن لكن عقلها لا يتوقف عن الحديث، الكوابيس تُلاحقها حتى في نومها !

رؤية صديقتها والدماء مُنبثقة منها مازالت لا تغادر عقلها، لحظة الرجم، والدفن، والجنازة، أسمها المحفور على القبر، كل هذا مطبوعٌ في قلبها ولا يتزحزح، يزيد من آلامها ولا يتوقف.

لا أُريد حُبًا يَقتلُني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن